يقف حسين عبد الغني قائد فريق النصر السابق واللاعب المخضرم على بعد خطوات قليلة من خوض تجربة احترافية خارجية هي الثانية له بعد تجربته الأولى مع فريق نيوشاتل السويسري قبل تسعة أعوام من الآن والتي أعقبت خروجه من فريقه الأهلي حينها.
عبد الغني الذي توارى عن الأنظار منذ توقيعه مخالصة مالية مع فريق النصر وباتت وجهته غير معروفة للكثيرين ولكنه يسر للمقربين منه أنه لم يحن الوقت المناسب لتعليق حذائه الرياضي وإعلان الاعتزال، فقائد النصر السابق ما زال يرى أن لمشواره في ملاعب كرة القدم بقية.
في اليومين الماضيين راجت أنباء إعلامية عن اقتراب عبد الغني من الانضمام إلى فريق شباب الأردن حامل لقب دوري المناصير الأردني للمحترفين في موسم 2012-2013, وصاحب المركز الثامن في لائحة ترتيب فرق الدوري للموسم المنصرم.
عبد الغني الذي بلغ عامه الحادي والأربعين لم يضع تقدمه في العمر عائقا أمام مواصلة مشواره في اللعبة التي أحبها كثيرا وعشقها بشكل جنوني، وهو الأمر الذي يتفهمه القائمون على نادي شباب الأردن حيث أوضح سليم خير رئيس النادي في تصريحات إعلامية لعدة مواقع أن تقدم عبد الغني في العمر لا يعني شيئا مقابل امتلاكه لمقومات اللاعب ومحافظته على لياقته ومرونته إضافة إلى امتلاكه الخبرة الكبيرة والتي ستعود بالنفع على نادي شباب الأردن الباحث عن الظهور بصورة مختلفة عن الموسم الماضي.
في الثاني من يوليو (تموز) الحالي نشر الأردني شادي أبو هشهش صورته مع لاعب النصر السابق حسين عبد الغني في حسابه على موقع «تويتر» مرحبا به في بلده الثاني الأردن، تلك الصورة بدأت كدلالة على مستقبل اللاعب الدولي السابق وأنه يدرس الاحتراف الخارجي بعد نهاية علاقته مع النصر، وهو ما أكد عليه رئيس نادي شباب الأردن الذي قال إنه التقى بعبد الغني في الأردن وطرح عليه فكرة الانضمام للنادي وهو الأمر المتوقع إنهاؤه في بحر الأسبوع الحالي.
وبحسب ما يتردد في وسائل الإعلام الأردنية أن شادي أبو هشهش الذي سبق له تمثيل عدد من الأندية السعودية قبل أن يتحول لعالم التدريب ويحضر في الجهاز الفني المساعد للبرتغالي غوميز في التعاون ثم الأهلي، يتفاوض مع نادي شباب الأردن للانضمام إلى الجهاز الفني بقيادة مواطنه عيسى الترك.
حسين عبد الغني الذي ارتبط اسمه كثيرا بعدد من الأندية السعودية بعد خروجه من البيت الأصفر يبدو أنه فضل الرحيل لخوض تجربة احترافية خارجية يختم بها مشواره الرياضي الحافل بعد سنوات من العطاء حقق فيها الكثير من البطولات والألقاب مع فريقي الأهلي ثم النصر الذي مثله بعد عودته من الاحتراف الخارجي من نيوشاتل السويسري موسم 2009.
عبد الغني الذي ولد في يناير (كانون الثاني) 1977، عاش طفولته بمدينة جدة الممتدة على ضفاف البحر الأحمر، وهناك في المدينة الساحلية بدأ في ممارسة كرة القدم مبكرا مع صفوف فريق الأهلي لفئتي الناشئين ثم الشباب قبل أن يجد طريقه في الفريق الأول ليحمل تركة كبيرة في خلافة محمد عبد الجواد في مركز الظهير الأيسر وهو أحد أبرز اللاعبين في هذا المركز في تاريخ كرة القدم السعودية.
شيئا فشيئا بات حسين عبد الغني رقما صعبا في صفوف فريقه ولاعبا مؤثرا بقوة رغم صغر سنه، إلا أن روحه القيادية الكبيرة كانت أمرا لافتا للانتباه وإن بدأت في أحيان كثيرة مصدر إزعاج للاعب من خلال إثارة الجدل إما بطرده أو دخوله في مشاكسة مع أحد لاعبي الفريق المقابل.
بروز عبد الغني مع فريقه الأهلي سبقه تألق كبير في بطولات الفئات السنية مع المنتخب، قبل أن يحجز مكانه في فريقه وبعدها مع المنتخب السعودي الذي بدأ معه بعصر ذهبي وذلك بتحقيق بطولة كأس آسيا التي أقيمت في الإمارات وهي آخر البطولات الآسيوية التي حققها الأخضر في تاريخه.
وبعد سنوات من العطاء في الفريق الأهلاوي تسلم حسين عبد الغني شارة القيادة في الكتيبة الخضراء خلفا لنجوم عمالقة كانوا في هذا المكان أمثال حمزة صالح ومحمد شليه وعبد الله سليمان، وخلال ارتدائه شارة القيادة حقق الفريق بطولتين كانت الأولى كأس الخليج للأندية التي أقيمت في المنامة عاصمة البحرين، وكأس ولي العهد أمام غريمه التقليدي الاتحاد في 2007 إضافة إلى مزيد من الألقاب التي كان حاضرا فيها كلاعب في الفريق دون ارتداء شارة القيادة.
وفي صيف 2008 أعلن النادي الأهلي رحيل قائده حسين عبد الغني إلى فريق نيوشاتل السويسري كتجربة احترافية خارجية دون أي مقدمات سابقة لجماهيره التي انقسمت بين مؤيد لذهابه ورافض لرحيله.
ورغم تقدمه بالسن أثناء رحلته الاحترافية الخارجية حيث تجاوز عمره الثلاثين عاما، فإن عبد الغني نجح في التواجد والمشاركة بفاعلية مع فريقه السويسري، حيث وصف تجربته حينها بالمختلفة تماما عن مسيرته في الدوري السعودي وقال: هُنا ولدت من جديد.
وبعد موسم وحيد قضاه خارجيا قرر حسين عبد الغني العودة إلى السعودية مجدداً ولكنه ظل يغازل ناديه السابق الأهلي دون أن يبدي الأخير أي رغبة في إعادته لصفوف النادي الأخضر، لتقوده الأقدار لخوض تجربة احترافية مع النصر وهو القرار الأصعب الذي اتخذه حسين في مسيرته بأن يرتدي شعارا غير قميص معشوقه منذ الطفولة فريق الأهلي.
في النصر كانت تجربة حسين عبد الغني ثرية ولكنها مثيرة في ذات الوقت، بين سهام من النقد تطاله بين فينة وأخرى لتجاوزاته السلوكية أثناء المباريات وبين إصابته بقطع في الرباط الصليبي كادت أن تنهي مشواره إلا أنه لاعب استثنائي ولم يضع تقدم عمره حاجزا أمام تعلمه وتعليمه، فقد ظهر الفتى الذهبي مختلفا بهدوئه وتركيزه داخل الميدان دون الالتفات للمشاكل مع اللاعبين الآخرين وهو الموسم الذي حصد فيه النصر لقب الدوري وهو الحلم الذي بحث عنه عبد الغني كثيرا وحققه في النصر مرتين.
في موسمه الأخير مع النصر لم يحسن عبد الغني التعامل فيه، حيث عادت مشاكله للظهور على السطح بقوة مع مدربه الكرواتي زوران وعدد من زملائه في الفريق لينتهي به المطاف متابعا لفريقه من المدرجات وأحيانا كثيرة من منزله، قبل أن يوقع مخالصة مالية بعد أن كثر الجدل حوله وزادت المطالبات الشرفية والجماهيرية بإبعاده عن الفريق.
وبعيدا عن مسيرته مع الأندية السعودية فقد تألق حسين عبد الغني مع المنتخب السعودي الذي خاض معه 134 مباراة بحسب موقع المنتخب السعودي وذلك بدءا بالعام 1996 حتى آخر مباراة خاضها في الشعار الوطني 2014, وشارك في الكثير من البطولات العالمية البارزة كبطولة كأس العالم لنسخ 98 و2002 وأخيرا 2006 إضافة إلى كأس القارات وبطولات إقليمية كبطولة آسيا والبطولات العربية والخليجية، إضافة إلى اختياره ضمن قائمة منتخب العالم لأكثر من مرة كان أولها في موسم 98.
هل يحترف حسين عبد الغني في «شباب الأردن»؟
ستكون ثاني تجربة احترافية خارجية له بعد «نيوشاتل السويسري»
هل يحترف حسين عبد الغني في «شباب الأردن»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة