التشكيلة المثالية للدوري الإنجليزي الممتاز خلال الـ25 عاماً الماضية

إنجلترا تحتفل باليوبيل الفضي لـ(البريميرليغ)... و«الغارديان» تختار أفضل 11 لاعباً

TT

التشكيلة المثالية للدوري الإنجليزي الممتاز خلال الـ25 عاماً الماضية

25 عاماً مرت على تأسيس الدوري الإنجليزي في ثوبه الجديد (البريميرليغ)، ربع قرن من الزمان كانت كفيلة لصنع أفضل مسابقة قارية في العالم تستحوذ على أكثر المشاهدات لمتابعي كرة القدم خلال الوقت الحالي. 20 فريقاً تشارك كل موسم في المسابقة يتأهل أول 4 مباشرة لدوري الأبطال وأصحاب المركزين الخامس والسادس للدوري الأوروبي، ويهبط 3 فرق. وفي السطور التالية تختار «الغارديان» التشكيلة المثالية للدوري الإنجليزي الممتاز خلال الـ25 عاما الماضية.
لن يتفق الجميع مع اختياراتنا لأفضل تشكيلة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) خلال الـ25 عاما الماضية، ويكفي أن نعرف أن لاعبا رائعا وفذا مثل الفرنسي إيريك كانتونا، الذي صال وجال في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان دائما ما يظهر بقوة في المناسبات الكبيرة، وحصل على الكثير من الجوائز والأوسمة الفردية، لم ينضم إلى تلك التشكيلة المثالية، التي ضمت بدلا منه مهاجمين لا يمكن استبعادهما على الإطلاق. ونتيجة لهذه المنافسة الشديدة، لم تضم القائمة لاعبين كبارا مثل كانتونا ولويس سواريز وواين روني وسيرجيو أغويرو، وبعض المهاجمين الرائعين الذين تألقوا في الدوري الإنجليزي الممتاز على مدى ربع قرن من الزمان.
علاوة على ذلك، كان يتعين علينا أن نفعل شيئا ما حتى لا يهيمن لاعبو مانشستر يونايتد خلال الفترة الذهبية للفريق تحت قيادة المدير الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون على تلك التشكيلة المثالية، وبخاصة في ظل سيطرة مانشستر يونايتد على الدوري الإنجليزي الممتاز على مدى السنوات الخمس وعشرين الماضية، ويكفي أن نعرف أن 27 لاعبا من بين الـ30 لاعبا الذين حصلوا على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز أربع مرات أو أكثر قد لعبوا في مانشستر يونايتد تحت قيادة المدير الفني الاسكوتلندي القدير، لكن التشكيلة المثالية التي اخترناها لم تضم سوى لاعبين اثنين فقط منهم، بالإضافة إلى لاعبين آخرين حصلوا على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز ثلاث مرات.
وقد اعتمدنا في اختيار تلك التشكيلة المثالية على تأثير اللاعب داخل المستطيل الأخضر وعلى دوره مع فريقه، وليس الميداليات الفردية التي حصل عليها، ربما بالطريقة نفسها التي تختار بها رابطة اللاعبين المحترفين التشكيلة المثالية للدوري الإنجليزي الممتاز في نهاية كل موسم.
وأعددنا قائمة تضم لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز البارزين منذ عام 1992، وضمت هذه القائمة 275 مكانا لـ148 لاعبا في 25 فريقا مختلفا جرى ترتيبهم ترتيبا أبجديا.
وكان الشيء الغريب أن لاعبين مثل دينيس بيركامب، الذي فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ثلاث مرات، ولعب أكثر من عقد من الزمان مع فريق آرسنال في عصره الذهبي، ولاعبا مثل حارس المرمى بيتر شمايكل، الذي لعب في الدوري الإنجليزي الممتاز تسع سنوات في أندية مانشستر يونايتد واستون فيلا ومانشستر سيتي، وحصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز خمس مرات، لم يظهر اسم كل منهما في تلك القائمة الأولية سوى مرة واحدة فقط.
ولم يظهر اسم النجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو في تلك القائمة الأولية، رغم أنه سجل 122 هدفا في 181 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، وحصل على لقب الدوري الإنجليزي مرتين خلال ست سنوات، كما لم تضم القائمة غاريث باري، الذي شارك في أكبر عدد من المباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز عبر تاريخه بعد الويلزي ريان غيغز بفارق أربع مباريات فقط. وفي المراكز الأخرى، كان من الغريب أن واين روني ظهر في عدد مرات مماثلة لديفيد باتي (ثلاث مرات)، كما ظهر اسم ديلي آلي في مرات مماثلة لبول سكولز (مرتين). وباختصار، اخترنا اللاعبين في كل مركز من مراكز الملعب بناء على عدد مرات ظهورهم في تلك القائمة الأولية؛ وهو ما أدى في النهاية إلى تكوين قائمة رائعة من اللاعبين وفقا لطريقة 4 - 4 - 2، وجاءت التشكيلة المثالية للدوري الإنجليزي الممتاز على مدى الـ25 عاما الماضية كالتالي:

* حراسة المرمى: بيتر تشيك (تشيلسي-آرسنال)
حافظ بيتر تشيك على نظافة شباكه في 149 مباراة، من بينها 25 مباراة في موسم 2004-2005 وحده، عندما كان تشيلسي يمتلك أقوى خط دفاع في المسابقة على مدى آخر 25 عاما (حسب الإحصائيات). وقال الحارس الإيطالي العملاق جيانلويغي بوفون: إن تشيك هو «أفضل حارس مرمى في عصره»، وقال المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو عام 2013: «أعتقد دائما، وحتى عندما كنت بعيدا عن تشيلسي، أننا نملك أفضل حارس مرمى في العالم، وهو تشيك».
وفي عام 2006، تعرض تشيك لكسر في الجمجمة بعدما اصطدم بلاعب ريدينغ ستيفن هانت، وهي الإصابة التي أثرت قليلا على ثقته في نفسه آنذاك، لكن بعد أكثر من عقد من الزمان لا يزال الحارس المخضرم هو الخيار الأول في حراسة مرمى أحد أكبر وأعرق الأندية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

* الظهير الأيمن: روب جونز (ليفربول)
في 28 سبتمبر (أيلول) 1991، لعب جونز وهو في التاسعة عشرة من عمره في مركز الظهير الأيمن لنادي كرو أمام غيلينغهام في دوري الدرجة الرابعة.
وفي نهاية الأسبوع التالي، شارك مع فريق ليفربول أمام مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد»، وكانت مهمته مراقبة ريان غيغز.
ولم يمر سوى أربعة أشهر فقط حتى بدأ مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الإنجليزي. لقد انطلق جونز بسرعة الصاروخ وقدم أداء مذهلا، وفي المواسم التالية اختاره غيغز وديفيد جينولا أفضل مدافع في الدوري الإنجليزي الممتاز. وكان جونز يمتلك قدرات وفنيات رائعة للغاية، وكان رائعا في جميع مهارات كرة القدم، ربما باستثناء التصويب على المرمى. واعتزل جونز كرة القدم وهو في الثامنة والعشرين من عمره بسبب ضعف لياقته البدنية والإصابات التي تعرض لها.

* قلب الدفاع: توني آدامز (آرسنال)
لم يكن آدامز مدافعا موهوبا وقائدا لآرسنال والمنتخب الإنجليزي فحسب، لكنه أصبح بطريقة أو بأخرى يجسد الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد والتغيرات التي طرأت عليه. فقبل انطلاق المسابقة بشكلها الجديد، كان آدامز هو قائد خط دفاع آرسنال، وشارك مع المنتخب الإنجليزي في 19 مباراة دولية، سجل خلالها أربعة أهداف، لكنه كان يتناول الكحوليات بشراهة ولا يتدرب كثيرا، لكن سرعان ما تغير كل ذلك بقدوم المدير الفني لآرسنال آرسين فينغر الذي طور أداء آدامز كثيرا؛ وهو ما أسفر عن إحراز المدافع الدولي واحدا من أجمل الأهداف في مرمى إيفرتون عام 1998.

* قلب الدفاع: ياب ستام (مانشستر يونايتد)
أصبح المدافع الهولندي ياب ستام أغلى مدافع في العالم عام 1998 عندما تعاقد معه مانشستر يونايتد مقابل 10.75 مليون جنيه إسترليني. صحيح أن ستام لم يلعب في إنجلترا سوى ثلاثة مواسم، لكنه ساهم خلال تلك الفترة في حصول مانشستر يونايتد على الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثالثة على التوالي، وفي إحدى تلك السنوات للحصول على الثلاثية. وفجأة، رحل ستام عن «أولد ترافورد» بسبب إصابته، وبسبب حاجة مانشستر يونايتد إلى الأموال، حسبما قال فيرغسون في كتاب له بعد ذلك. وأُخبر مانشستر يونايتد ستام، وهو في إحدى المحطات لتزويد سيارته بالوقود، بأنه سيباع إلى لاتسيو الإيطالي. واعترف فيرغسون في وقت لاحق بأن هذا القرار «كان أحد الأخطاء التي ارتكبتها.
أتمنى ألا أكون قد ارتكبت الكثير من الأخطاء، ولكن كان هذا أحدها». وقال مايك إنغام، صحافي في «بي بي سي»: «من دون ياب ستام، لم يكن فيرغسون ليصبح السير أليكس فيرغسون».

* الظهير الأيسر: أشلي كول (آرسنال - تشيلسي)
كان المنتخب الإنجليزي يعاني مشكلة واضحة للغاية في مركز الظهير الأيسر منذ اعتزال ستيوارت بيرس وحتى مجيء أشلي كول، لكن منذ عام 1992 سيطر اللاعبون الإنجليز على اختيارات رابطة اللاعبين المحترفين لأفضل ظهير أيسر، وظهرت الكثير من الأسماء في هذا المركز، مثل راين بيرتراند وواين بريدج ولوك شاو وآلان رايت، وداني روز وغرايم لي سو وليتون بينز. وقد اختير كول كأفضل ظهير أيسر في الموسم أربع مرات من قبل رابطة اللاعبين المحترفين، لكنه بالطبع يستحق ما هو أكثر من ذلك. لم يخسر كول سوى 14.8 في المائة من إجمالي المباريات الـ385 التي خاضها في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما قدم مسيرة رائعة على المستوى الدولي مع المنتخب الإنجليزي، وما زلنا نتذكر جميعا أداءه الرائع أمام كريستيانو رونالدو في بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2004.

* الجناح الأيمن: كريستيانو رونالدو (مانشستر يونايتد)
إذا كان ريال مدريد قد شهد معظم مسيرة كريستيانو رونالدو مع كرة القدم، فإن مانشستر يونايتد قد شهد أفضل فترة للاعب البرتغالي، وهي الفترة التي انتقل خلالها من لاعب شاب موهوب يبحث عن الاستعراض والألعاب المهارية لإمتاع الجمهور إلى أفضل مهاجم في العالم واللاعب الذي يخشاه المدافعون في جميع الفرق المنافسة. وخلال أول موسمين له في أولد ترافورد لم يسجل صاروخ ماديرا سوى تسعة أهداف فقط، لكنه انطلق بعد ذلك بسرعة الصاروخ ليسجل 17 هدفا في الموسم الرابع – عندما اختير أفضل لاعب في الموسم من قبل رابطة اللاعبين المحترفين ورابطة كتاب كرة القدم في إنجلترا – و31 هدفا في الموسم الخامس، الذي حصل خلاله على لقب أفضل لاعب في العالم وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. وبعدما أحرز 18 هدفا أخرى في موسم 2008-2009، انتقل رونالدو إلى ريال مدريد.

* وسط الملعب: بول سكولز (مانشستر يونايتد)
في عام 2011، قال اللاعب الإسباني تشافي هيرنانديز لصحيفة «الغارديان» إن سكولز هو «أفضل لاعب خط وسط رأيته خلال الـ15 أو 20 عاما الماضية. إنه لاعب مذهل ويملك جميع مقومات لاعب كرة القدم، فهو رائع في تمرير الكرات الطولية وتسجيل الأهداف، كما يتسم بالقوة ولا يفقد الكرة مطلقا، ولديه رؤية رائعة». ووصفه النجم الفرنسي زين الدين زيدان بأنه «بلا شك أعظم لاعب خط وسط في جيله». لم يحصل سكولز، مثله في ذلك مثل الكثير من «الفنانين الكبار»، على التقدير الذي يستحقه خلال مسيرته الكروية – ولم يتم اختياره ضمن فريق الموسم سوى مرتين فقط ليوضع مع لاعبين من أمثال ستيفين كار وباكاري ساغنا وشاي غيفين وويليام غالاس – ولم يشارك سوى في 66 مباراة دولية، ربما بسبب وجود لاعبين في الفترة نفسها مثل ستيفين جيرارد وفرانك لامبارد، واللذين كانا يحظيان باهتمام أكبر منه، رغم أنه قد يتفوق عليهما من حيث قدراته وإمكاناته.

* وسط الملعب: ستيفين جيرارد (ليفربول)
كان السير أليكس فيرغسون – الذي دائما ما يكون متحيزا في أرائه في أي شيء يتعلق بليفربول – «من بين القلائل الذين يرون أن جيرارد ليس لاعبا كبيرا للغاية»، لكن الثناء الذي يحصل عليه جيرارد من لاعبين كبار يثبت أنه لاعب من طراز رفيع، حيث قال اللاعب الإسباني فرناندو توريس، الحاصل على لقب كأس الأمم الأوروبية مرتين وكأس العالم مرة، إن جيرارد هو «أفضل لاعب لعبت بجواره بفارق كبير عن الآخرين». ووصفه داني ميرفي بأنه «أفضل لاعب خط وسط رأيته في حياتي»، كما قاله عنه ألفارو أربيلوا بأنه «اللاعب الأكثر اكتمالا من بين جميع اللاعبين الذين لعبت إلى جوارهم». اختير جيرارد أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز مرة واحدة من قبل رابطة اللاعبين المحترفين، لكنه اختير ضمن التشكيلة المثالية للدوري الإنجليزي الممتاز ثماني مرات، وهو إنجاز غير مسبوق. الجناح الأيسر: ريان غيغز (مانشستر يونايتد). يمتلك ريان غيغز الرقم القياسي كأكثر اللاعبين مشاركة في الدوري الإنجليزي الممتاز بـ632 مباراة، والرقم القياسي لأكثر اللاعبين صناعة للأهداف في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بـ167 هدفا، بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه وهو سيسك فابريغاس الذي يأتي في المركز الثاني بـ107. ولذا كان من الصعب للغاية أن تخلو القائمة النهائية لأفضل تشكيلة للدوري الإنجليزي الممتاز في آخر 25 عاما من اللاعب الويلزي الكبير. وقال المهاجم الإيطالي أليساندرو ديل بييرو ذات مرة: «لاعبان فقط جعلاني أبكي عندما رأيتهما يلعبان: دييغو مارادونا وريان غيغز».

* المهاجم: ألان شيرار (بلاكبيرن- نيوكاسل)
كان ألان شيرار، الذي يعد الهداف التاريخي للدوري الإنجليزي الممتاز، يملك القدرة على تسجيل الأهداف بكلتا قدميه وبالرأس ومن الكرات الثابتة ومن مسافات بعيدة. وعلاوة على ذلك، يمتلك شيرار الرقم القياسي كأكثر اللاعبين تسجيلا لثلاثة أهداف في المباراة الواحدة (هاتريك)، حيث فعل ذلك في 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، كما حصل على لقب هداف الدوري الإنجليزي في ثلاثة مواسم متتالية بين عامي 1994 و1997.

* المهاجم: تيري هنري (آرسنال)
قال المهاجم الفرنسي تيري هنري: «أنا مهووس بفكرة أن أترك بصمة في التاريخ». وبالفعل ترك هنري بصمة كبيرة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بعدما سجل 175 هدفا بقميص آرسنال بمعدل هدف في 1.47 مباراة، وفرض نفسه مهاجما لا يمكن إيقافه بفضل سرعته الفائقة ومهاراته الفذة. ووصفه المدافع الفرنسي السابق ليليان تورام بأنه «أسرع رجل ارتدى حذاء كرة قدم»، وربما الوحيد القادر على التفوق عليه في السرعة هو العداء الأسطوري يوسين بولت. ووصفه زين الدين زيدان بأنه «من الناحية الفنية، ربما يكون أكثر لاعب موهوب على الإطلاق». وكان هنري يتميز بطول القامة والقوة والسرعة والذكاء والمهارة، وهو ما يعني أنه كان لاعبا متكاملا.
أما بالنسبة للفريق الاحتياطي لهذه التشكيلة المثالية فقد يضم كلاً من: شمايكل ونيفيل، وتيري وكامبل وباينز وبيكام ولامبارد وفييرا وجينولا ولو تيسيي وسواريز.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».