رغم الأخبار المتداولة في الإعلام الإيراني بشأن قبول النظام في طهران بانسحاب عمار الحكيم من المجلس الإسلامي الأعلى، الذي أسسته إيران عام 1982، وتأسيس «تيار الحكمة الوطني»، يميل خبير في شؤون الحركات الإسلامية الشيعية إلى الاعتقاد أن «الإيرانيين قلقون من توجه الحكيم الأخير».
ويقول الخبير الذي عمل نحو 3 عقود مع الحركات الإسلامية، لـ«الشرق الأوسط»، مشترطاً عدم نشر اسمه، بشأن ما تتحدث عنه صحف إيرانية من الإشادة بخطوة الحكيم، وأنه يسعى إلى استقطاب «الشيعة العلمانيين»، إن «تيار الحكيم لا علاقة له بالعلمانيين الشيعة أو غيرهم، هو يريده تياراً عابراً للطوائف، وقد تلقى تياره الجديد طلبات انتماء من فئات اجتماعية مختلفة في صلاح الدين والأنبار ومحافظات أخرى، وهو بهذا المعنى غير مخصص لهذه الجهة أو تلك».
وبسؤاله عن أسماء الهيئة السياسية لـ«تيار الحكمة الوطني» الجديد، وأغلبهم من إسلاميي المجلس الإسلامي الأعلى السابقين، قال الخبير: «هذا صحيح، لأن الحكيم منذ اليوم الأول لتوليه رئاسة المجلس الأعلى كان يعمل على تأسيس تياره الجديد، وأعضاء المكتب السياسي لتيار الحكمة الحاليين كانوا قريبين من أفكاره، ويؤيدونها».
ويضم المكتب السياسي لتيار الحكمة، الذي يتألف من 21 شخصية، أسماء بارزة في المجلس الإسلامي الأعلى، منهم محسن الحكيم (شقيق عمار الحكيم) والشيخ حميد معله ورضا جواد تقي ووزير الشباب عبد الحسين عبطان والنائبين محمد اللكاش وعزيز كاظم علوان.
وبرأي الخبير، فإن الحكيم بخطوته الأخيرة «ابتعد عن الجو الإيراني والولاية المطلقة للفقيه، واقترب من الجو الوطني بكل حيثياته». وهو يشدد على ضرورة التعامل بـ«حذر» مع الحكيم، وألا يعامل على أنه معمم وسليل مرجعية دينية فحسب، بل إنه ببساطة «شاب عصري وعراقي، انخرط في جميع التناقضات العراقية الإيرانية، وتفاصيل الخلافات داخل المجلس الأعلى، وعاش عقدة العراقي والإيراني زمن المعارضة، لذلك فهو يفكر اليوم بعقلية عراقية».
ويعتقد الخبير في الشؤون الشيعية أن «العقلية الشيعية اليوم على مسافة جيدة من الشؤون الإيرانية، باستثناء بعض فصائل الحشد الشعبي المرتبطة بشكل أو بآخر برئيس فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وولاية الفقيه الإيرانية»، ويؤكد أن «الإيرانيين قلقون من خطوة الحكيم الأخيرة، لكنهم لا يرغبون في خسارته، عبر انتقاد مخالفته لخط ولاية الفقيه والجو الإيراني، لأنهم إن تحدثوا بهذا الاتجاه سيخسرونه، لذلك قاموا قبل أيام بالاتصال بالتحالف الوطني ونوري المالكي وبقية الأطراف، لإبقاء الحكيم في رئاسة التحالف الوطني من موقع عنوانه الوطني الجديد».
ويشير الخبير إلى أن الإيرانيين أيضاً «لا يرغبون في تحويل الحكيم إلى عدو، خصوصاً مع معرفتهم بأن الحكيم ذاهب باتجاه العالم العربي، وإقامة علاقات راسخة مع السعودية ودول الخليج، وقد زار في وقت سابق كلاً من مصر والمملكة الأردنية».
ويعتقد الخبير أن الحكيم من خلاله تحركاته على المحيط العربي «حقق ما عجزت عنه الدولة العراقية وحكومات نوري المالكي السابقة في ترميم علاقات العراق مع محيطه العربي»، ويضيف: «الحكيم أراد من خلال تأسيسه لتياره الجديد، إرسال رسالة إلى المحيطين العربي والعراقي، مغزاها إمكانية العراق في إعادة علاقاته الطيبة بمحيطه العربي»، ويرى أن «الحكيم يلتقي مع رئيس الوزراء حيدر العبادي بشأن التقارب مع المحيط العربي، ولا أستبعد قيام تحالف مقبل بين الاثنين، إضافة إلى مقتدى الصدر، رغم نفي العبادي الأخير تسجيل الكيان الانتخابي (الإصلاح والتحرير) في مفوضية الانتخابات».
من جانبه، شدد القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى صدر الدين القبانجي، في أثناء خطبة الجمعة في النجف، أمس، على أن «تكون الانشقاقات في الصف الشيعي بهدف المزيد من استيعاب الجمهور وخدمته»، معتبراً أن «تلك الانشقاقات تكون إيجابية، إن اتسمت بالأخلاق الإسلامية والأهداف السليمة».
الحكيم ذاهب باتجاه العرب... والإيرانيون قلقون
مصدر عراقي لا يستبعد تحالفاً انتخابياً بينه وبين العبادي والصدر
الحكيم ذاهب باتجاه العرب... والإيرانيون قلقون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة