واصلت السلطات المصرية ملاحقتها لعناصر حركة «حسم» الإرهابية في 3 محافظات، هي الفيوم والجيزة والشرقية، فيما أعلنت وزارة الداخلية تصفية 4 من عناصرها الخطرين المتورطين في استهداف عناصر الشرطة بالقرب من كمين بمدينة البدرشين (الجيزة). وفي شبه جزيرة سيناء، واصلت عملية «حق الشهيد»، التي انطلقت قبل نحو عامين، عملها للقضاء على الإرهاب، وأسفرت أمس عن توقيف 8 «تكفيريين»، وتدمير 11 ورشة لتصنيع المتفجرات.
وأعلنت القوات المسلحة، في غضون ذلك، انضمام طائرتين جديدتين من مقاتلات الجيل الرابع المتعددة المهام، من طراز «رافال»، إلى تشكيلات القوات الجوية.
وقالت وزارة الداخلية، أمس، إنها توصلت إلى أوكار اختباء كوادر «حسم» داخل مجموعة من الشقق السكنية المستأجرة في نطاق محافظة الجيزة، مشيرة إلى أن العناصر المتطرفة دأبت على اتخاذ هذه الشقق «غرف عمليات» لإدارة نشاطات «الخلايا الإرهابية»، والتخطيط لمزيد من حوادث العنف بالمحافظة، والتنسيق مع مجموعة من شبابها بمناطق جنوب الجيزة (البدرشين وأبو النمرس والحوامدية والعياط والصف وأطفيح) لارتكاب أعمال تخريب، واستهداف النقاط الأمنية (الارتكازات)، على غرار عملية استهداف سيارة الشرطة بمدينة البدرشين، وقتل جميع من فيها، قبل أيام.
وأكدت مصادر أمنية أن السلطات داهمت، أمس، إحدى الشقق السكنية بمنطقة أبو الوفا، في ضاحية 6 أكتوبر بالجيزة، التي كان يقيم فيها 4 عناصر ينتمون إلى «حسم». وأثناء محاولة القبض عليهم، وقع تبادل لإطلاق الرصاص مع عناصر الشرطة انتهى بمقتل الأربعة.
وأشارت المصادر إلى «العثور داخل الشقة على الأسلحة النارية التي استولى عليها منفذو الهجوم الإرهابي على سيارة الشرطة بالبدرشين قبل أكثر من أسبوع، الذي أسفر عن مقتل 5 من أفراد الشرطة المصرية».
ويشار إلى أن إجمالي عدد الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم من أفراد «حسم» في محافظة الجيزة وحدها بلغ 9 إرهابيين على مدار شهرين. وسبق أن أعلنت الداخلية مقتل اثنين قبل 10 أيام. وفي يونيو (حزيران)، تم قتل مسؤول الدعم المالي للحركة. وتبنت «حسم» كثيراً من حوادث استهداف الارتكازات الأمنية، علماً بأنها كانت قد أعلنت سابقاً مسؤوليتها عن عدد من العمليات الإرهابية، أبرزها محاولتا اغتيال مفتي البلاد السابق علي جمعة، والنائب العام المساعد زكريا عبد العزيز.
وتتعرض قوات الشرطة المصرية لهجمات متكررة على كمائنها منذ عزل الرئيس «الإخواني» السابق محمد مرسي عن السلطة في عام 2013. وتقول الحكومة إن عشرات من رجال الأمن قضوا في هجمات استهدفت مرتكزات ونقاطاً أمنية.
من جانبها، قالت المصادر الأمنية نفسها إن أعضاء «حسم» الأربعة القتلى كانوا يستعدون على ما يبدو لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة تستهدف رجال الشرطة، مشيرة إلى أن ما عثر عليه بحوزتهم من أوراق ومنشورات «يؤكد اعتزامهم ارتكاب مزيد من الأعمال الإرهابية خلال الفترة المقبلة بمحافظة الجيزة على وجه الخصوص».
وتابعت: «لقد تم توجيه عدد من الضربات الأمنية القوية لـ(حسم) خلال الأشهر الماضية. والعمليات الإرهابية غير المنظمة التي تقوم بها الحركة من وقت إلى آخر تأتي في إطار حرص العناصر الإرهابية على الظهور في المشهد مجدداً للحصول على الدعم المالي من الخارج... لشراء المواد المتفجرة والإنفاق على عمليات التدريب في معسكرات الإرهاب بالمناطق الصحراوية».
وأكد العقيد تامر الرفاعي، المتحدث باسم القوات المسلحة، أنه «استمراراً لجهود القوات المسلحة في ملاحقة العناصر التكفيرية في سيناء، تم تدمير 76 وكراً تستخدمها العناصر التكفيرية للاختباء وتخزين الاحتياجات الإدارية والطبية والمواد المتفجرة وأجهزة الاتصال، وتدمير أكثر من 100 عبوة ناسفة و11 ورشة تستخدم في تصنيعها، وتوقيف 8 من العناصر التكفيرية».
ويخوض الجيش المصري حرباً ضد تنظيمات إرهابية في مثلث العريش والشيخ زويد ورفح منذ نحو 4 سنوات، قُتل خلالها مئات الجنود والضباط. ويقول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن «مليارات الدولارات تضخها دول إقليمية لإذكاء هذه الحرب» ضد الدولة المصرية.
وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش قتلت أكثر من 500 من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم «ولاية سيناء»، الفرع المحلي لتنظيم داعش، وإن قوات الجيش والشرطة تمكنت من تدمير عشرات الأهداف والمخابئ ومناطق تجمع العناصر الإرهابية، وذلك عبر مراحل عملية «حق الشهيد».
وانطلقت عملية «حق الشهيد» في مرحلتها الأولى في خريف عام 2015، وتواصلت مرحلتاها الثانية والثالثة، لتصل إلى الرابعة. لكن العمليات الإرهابية ما زالت مؤلمة، إذ تسببت في سقوط كثير من الضحايا في صفوف قوات الجيش والشرطة، بحسب ما يقول مراقبون.
وتعيش المدن الثلاث، العريش والشيخ زويد ورفح، في ظل قانون الطوارئ منذ أكتوبر عام 2014، كما تفرض السلطات الأمنية حظر التجوال فيها لساعات محددة.
وفي غضون ذلك، أعلنت القوات المسلحة المصرية انضمام طائرتين جديدتين من مقاتلات الجيل الرابع متعددة المهام، من طراز «رافال»، إلى تشكيلات القوات الجوية، وهي التي تمثل الدفعة الرابعة من هذا الطراز، ليصل عدد الطائرات التي وصلت إلى مصر اعتباراً من النصف الثاني من 2015 حتى الآن إلى 11 طائرة، وذلك من إجمالي 24 طائرة من المقرر أن تتسلمها مصر وفق البرنامج الزمني المحدد، في إطار اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع فرنسا. ويشمل هذا البرنامج كثيراً من أوجه التعاون في مجالات التسليح والصناعات العسكرية المختلفة.
وتعد طائرات «رافال» الجديدة بمثابة إضافة قوية لقدرات القوات الجوية المصرية، لما تملكه من خصائص فنية وأنظمة قتالية ونيرانية عالية.
مصر: قوات الأمن تواصل ملاحقة «خلايا حسم» وتقتل 4 تورطوا في «كمين البدرشين»
تسلّمت طائرتي «رافال» وأعلنت توقيف «تكفيريين» في سيناء
مصر: قوات الأمن تواصل ملاحقة «خلايا حسم» وتقتل 4 تورطوا في «كمين البدرشين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة