نصائح لحزم حقيبة السفر

اخترها صغيرة الحجم لتتفادى وضع أمتعة لا تحتاجها

نصائح لحزم حقيبة السفر
TT

نصائح لحزم حقيبة السفر

نصائح لحزم حقيبة السفر

قد يبدو حزم الحقائب أمرا بسيطا، ولكنه من العلوم ذات القواعد التي غالبا ما يتعلمها المسافرون بالطريقة الصعبة عبر آلاف الأميال على طريق السفر. والقيام بذلك بطريقة صحيحة يمكن أن يشكل الفارق بين الإجازة العاجلة مع عدد لا يحصى من زيارات الصيدليات المحلية وبين الرحلة البسيطة التي تضم كل ما تحتاج إليه عند متناول يديك. وفيما يلي نصائح موجزة حول الطريقة الصحيحة لحزم الحقائب: وكيفية اختيار أفضل الحقائب، وتقليل المحتويات فيها، واختيار ما تحتاجه فعلا في رحلات الشاطئ أو رحلات العمل، وتقليل المجهود والوقت الضائع.
كلما كانت الحقيبة كبيرة زادت محتوياتها: وأبسط طريقة لتجنب وضع الكثير من الأشياء تكون بشراء حقيبة غير لينة الجوانب، ولا يزيد مقاسها على 22 بوصة ارتفاعا (حتى يسهل حملها)، مع غطاء قوي حتى لا يمكنك الضغط عليها بمزيد من المحتويات الإضافية.
اتبع طريقة العد التنازلي للملابس: إذا كنت بحاجة إلى قاعدة للمساعدة في تبسيط ترتيب خزانة الملابس، طبق طريقة العد التنازلي (5، 4. 3. 2. 1) في الرحلة التي تستمر أسبوعا كاملا: لا تأخذ أكثر من 5 أزواج من الجوارب والملابس الداخلية، وأربعة من القمصان، وثلاثة من السراويل، وزوج من الأحذية، وقبعة واحدة. ويجب تعديل القائمة لتناسب احتياجاتك. واستخدم سترة رياضية واحدة ومثلها من ملابس السباحة واستعملها عند الحاجة فقط.
ضع ما تعتقد أنك سوف تحتاجه فعلا، ثم قم بتعديل القائمة بكل صرامة: فكر مليا حول كل ما تريد وضعه في الحقيبة، كما يقول بن نيكل داندريا ورفيقه جون اللذان يكتبان كثيرا حول تجارب السفر بالدرجة الأولى على مدونة «نو ماس كوتش» الخاصة بهما. ولقد طار الرفيقان ذات مرة إلى المغرب لمدة تسعة أيام مع حقيبة جرارة وحقيبة للظهر فقط. ويقولان: «تخلص تماما من هاجس (لعلي أحتاج إلى ذلك)، أثناء حزم الحقائب. فعندما سوف تحتاج إلى شيء عليك الذهاب لشرائه فحسب».
ليكن تفكيرك منظما: أفضل طريقة لوضع كل شيء في حقيبة واحدة هي ملء كل بوصة في الحقيبة. على سبيل المثال، ينبغي وضع الجوارب داخل الأحذية عند حزم الحقائب. ثم ضم الأحذية جنبا إلى جنب في أسفل الحقيبة داخل كيس بلاستيكي لحماية الملابس من الأوساخ.
كيفية ترتيب كل شيء في الحقيبة هي مسألة تتعلق بالتفضيل الشخصي لكل إنسان.
وفيما يلي بعض الأساليب شائعة الاستخدام:
** لف الملابس. وهذا يساعد في توسيع المساحة وتقليل تجاعيد الملابس.
** استخدام مكعبات التعبئة والتغليف. فهذه الحقائب المصغرة تساعدك في الاحتفاظ بالملابس على حالتها وبترتيب جيد.
** جرب أسلوب الباقة. قم بـلف كل قطعة من الملابس حول مركزها مع وجود الملابس الداخلية والقمصان الخفيفة في الداخل، والملابس ذات الحجم الكبير مثل السترات والسراويل والفساتين إلى الخارج.
ضع السوائل في متناول اليد: ينبغي وضع مستحضرات العناية الشخصية فوق باقي محتويات الحقيبة وفي كيس شفاف واضح، حيث إنك لا تعرف متى سوف تضطر لاستخدامها كما يقول ماثيو كلينت المسافر المخضرم والخبير في موقع «دعونا نسافر».
لا تضع مستحضرات العناية الشخصية منفردة: تقول ماري كوندو مؤلفة كتاب (الترتيب المغير لحياتك: فن التفكير والتنظيم الياباني): «أنصح بحفظ أدوات العناية الشخصية في حقيبة منفصلة عن حقيبة السفر». والاحتفاظ بطاقم من منتجات الحمام معبأة بالفعل يضمن لك أنك لا تنسى فرشاة الأسنان أو عبوة العدسات اللاصقة والتي قد تستخدمها في يوم السفر. وتقول السيدة كوندو: «ضع هذه الأدوات في صندوق صغير في ركن من أركان الخزانة أو الدرج لسهولة الاستخدام عند حزم الحقائب للسفر». ولتبسيط ما تحتاج إليه، استعمل المنتجات متعددة الاستخدامات والتي تجمع بين الكريمات المرطبة وواقيات أشعة الشمس. ولمنع التسرب، ينصح باستخدام كيسين من البلاستيك بدلا من كيس واحد.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».