كشفت مصادر عراقية أمس، عن بدء أعمال الترميم والصيانة للطريق المؤدي إلى منفذ جديدة عرعر؛ وذلك استعداداً لإعادة فتح المنفذ الذي يربط السعودية بالعراق ويبعد عن العاصمة العراقية بغداد نحو 500 كيلومتر، بعد مضي 15 عاماً على إغلاقه حينما سقطت العاصمة العراقية بيد القوات الأميركية عام 2003.
وبيّن كاظم فنجان الحمامي وزير النقل العراقي لـ«الشرق الأوسط»، بأن وزارته وكافة الجهات المعنية في العراق أنهت كافة الاستعدادات المتعلقة بإعادة فتح منفذ جديدة عرعر، موضحاً أن كافة التجهيزات في هذا الإطار انتهت، مرجحاً أن يتم تسيير أول رحلة أوائل شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.
وأشار الحمامي، أن هناك توجها لإعادة تشغيل خط السكة الحديد المتواجد بين السعودية والعراق، وهو الأمر الذي يعطي ازدهارا في الحركة الاقتصادية بين البلدين، كما أنها كفيلة بإتمام الربط العربي بالسكة الحديد.
وذكر وزير النقل العراقي، أنه يجري العمل على إعادة فتح المنافذ الأخرى البرية والتي تبلغ سبعة منافذ برية، منها منفذ جميمة، معتبراً إعادة فتح المنافذ أمراً هاماً ويعطي تدفقا لحركة البضائع بين البلدين، موضحاً أن العراق بحاجة ماسة إلى كثير من البضائع والمواد الغذائية التي تتواجد في السعودية.
وشدد الحمامي على أن إعادة فتح المنفذ البري سيسهل من حركة المسافرين بين البلدين، خاصة العراقيين الذين يرغبون بزيارة المشاعر المقدسة لأداء العمرة وفريضة الحج، لافتاً إلى أن العمل يجري على ترميم الطريق المؤدي إلى منفذ جديدة عرعر، منوهاً إلى أن الطريق سالك إلا أنه بحاجة إلى أعمال ترميم بسيطة كي يسهل الوصول إلى المنفذ.
وتسربت معلومات تلقتها «الشرق الأوسط» من مصادر عراقية أمس عن تسميه هزاع محمد المطيري مديراً لمنفذ جديدة عرعر وأن الافتتاح رسمياً بين السعودية والعراق بعد عيد الأضحى أي بـ10 شهر سبتمبر المقبل، فيما رفض عيسى العيسى المتحدث الرسمي باسم الجمارك السعودية الإفصاح عن أي معلومة أو تأكيدها، إلا أن وزير النقل العراقي أكد تلك المعلومات، إضافة لتأكيد الدكتور رشدي العاني السفير العراقي لدى السعودية.
وتطرق الوزير العراقي إلى مسألة استقبال الطائرات السعودية واستئناف حركة الطيران بشكل مباشر بين السعودية والعراق، مؤكداً أن المطارات العراقية مستعدة لاستقبال الطائرات السعودية من دون ضوابط أو قيود، مشدداً على وجود نية أيضاً لإعادة وصول السفن بشكل مباشر بين السعودية والعراق، وذلك بعد أن ظلت منقطعة منذ خمسين عاماً.
وتأتي تلك الخطوات التي تتعلق بالعلاقات السعودية العراقية في مسار متسارع، إذ تم تبادل الزيارة بين مسؤولي البلدين على أرفع المستويات إذ زار عادل الجبير بشهر فبراير (شباط) الماضي العراق كأول زيارة لمسؤول سعودي رفيع منذ عام 2003 وقام وفد عراقي بزيارة إلى الرياض والاتفاق على إنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين، في حين زار حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي أخيراً جدة مكة المكرمة والتقى بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فيما زار وزير الداخلية العراقي جدة والتقى بولي العهد السعودي، ووزير الداخلية بالمملكة.
وينتظر أن تشكل إعادة استئناف الرحلات المباشرة بين السعودية والعراق وإعادة فتح المنافذ البرية زخماً مهماً في العلاقات الثنائية التي تربط الرياض وبغداد، في ظل إصرار البلدين على تذليل كافة الصعوبات والتي تواجه أي ملف، كما ينتظر أن تسهم السعودية في ملف إعادة إعمار العراق.
بغداد: البدء بأعمال ترميم الطريق المؤدي إلى المنفذ مع السعودية
بغداد: البدء بأعمال ترميم الطريق المؤدي إلى المنفذ مع السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة