مهندس شاب يقتحم سوق النشر المصرية بـ«الطباعة تحت الطلب»

مؤسس منصة «كتبنا»: أسعى لتحطيم الحواجز أمام إبداع الشباب

محمد جمال مؤسس المنصة مع المؤلفة ياسمين نصار
محمد جمال مؤسس المنصة مع المؤلفة ياسمين نصار
TT

مهندس شاب يقتحم سوق النشر المصرية بـ«الطباعة تحت الطلب»

محمد جمال مؤسس المنصة مع المؤلفة ياسمين نصار
محمد جمال مؤسس المنصة مع المؤلفة ياسمين نصار

بكلمات تجسّد معاناته مع دُور النشر المصرية وصورة فوتوغرافية يحمل فيها أول رواياته «رولر كوستر»، زفّ المهندس الشاب محمد جمال، مؤسس منصة «كتبنا» للكتب الرقمية، خبراً سعيداً لآلاف من الشباب الموهوبين الباحثين عن فرصة لنشر أعمالهم الأدبية والعلمية. فقد أطلق أخيراً خدمة «الطبع عند الطلب» عبر الإنترنت، ليصل الكتاب للقارئ مطبوعاً إلى باب منزله.
بدأت الفكرة قبل 3 سنوات وبعد رحلة شاقة من محاولات نشر مجموعته القصصية، طرق خلالها أبواب نحو 10 دور نشر مصرية، لم يستسلم وقرّر أن يؤسس مشروعاً لدعم الكتّاب الشباب يساعدهم في رؤية إبداعاتهم وهي تتحول لكتب يتداولها القراء بسعر مناسب.
«كان حلمي أن أرى كتابي وقد خرج إلى النور. وشعرت بإحباط كبير بعد أن تلقيت ردود أفعال دور النشر الكبرى في القاهرة، أعلم أنّني أكتب بشكل جيد وكذلك كثير من الموهوبين، لذا قرّرت أن أترك وظيفتي في مجال الهندسة وأتفرغ لتأسيس كيان يساند الشباب في رحلتهم مع الكتابة والنشر». هكذا يروي محمد جمال (33 سنة)، قصة منصة «كتبنا» لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «بعد أن انطلقت المنصة عام 2015، كان بمقدور أي شاب أن ينشر كتبه عليها ويصل إلى أكبر شريحة من القراء، بل ويمكنه بيعه ويحصل على نسبة 60 في المائة من مبيعاته بخلاف المتعارف عليه مع دور النشر، حيث تصل النسبة إلى 15 في المائة كحد أقصى».
منذ ذلك الوقت وحتى الآن، نشرت «كتبنا» 500 كتاب إلكتروني، يتراوح سعرها بين 5 و10 جنيهات واشتراها القُراء نحو 30 ألف مرة، ولها أكثر من 170 ألف متابع لصفحتها على موقع «فيسبوك»، يقول جمال وبسعادة غامرة: «بات لدينا قراء من كل أنحاء العالم العربي، وحققنا طفرة في مجال القراءة الإلكترونية للكتب في الوطن العربي، وحصلنا عام 2015، على المركز الأول في أكبر مسابقة لريادة الأعمال في العالم العربي».
ولأنّ لا شيء يضاهي روعة وملمس الكتاب الورقي ورائحته، لم يكتفِ جمال بتحقيق حلمه إلكترونياً، بل سعى لنشر كتابه وكتب آلاف غيره من الشباب بصورة ورقية، يوضح: «كان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو كيفية الحصول على ماكينة طباعة ومكان لتخزين الكتب ومصروفات الطباعة ومصروفات نقل الكتب وغيرها، ثم فكرت في كيفية استغلال الموقع الإلكتروني الخاص بمنصة (كتبنا) في طبع الكتب مباشرة وقمت بالتعاون مع دار نشر (كليوباترا) لكي أتمكن من استصدار رقم إيداع ورقم ISBN لكل كتاب، وبالتعاون مع موقع (جوميا) ومطبعة ديجيتال يمكنها الطباعة الفورية للكتب، خضنا التجربة في مطلع الشهر الحالي». ويضيف: «اليوم لدينا 14 كتاباً للطبع تحت الطلب، يمكن للقارئ أن يطلبها وسوف تصل إليه في أي مكان، ونلاقي حجم إقبال قرائي عالٍ، ولدينا 16 كتاباً في مراحل المراجعة والتدقيق اللغوي، كما أنّنا نستعد للمشاركة في أول معرض للكتاب بساقية الصاوي بالقاهرة».
يمسك محمد جمال بروايته «رولر كوستر» التي ألفها بالاشتراك مع هيثم نصار، وفرحة النصر وتحقيق الحلم تملأ عينيه، ويقول بفخر: «اليوم فقط يمكنني أن أقول لمدير دار النشر الذي لم تعجبه روايتي ورفض نشرها، سنطور حلولاً لن تتمكن من مجاراتها... سنتحرك أسرع منك لأنّك تتحرك ببطء».
تدور الرواية في إطار اجتماعي واقعي حول غزو ثقافة «السوشيال ميديا»، للحياة بكل أشكالها، وكيف أسهمت في رفع سقف طموحات الشباب أثناء ثورة يناير (كانون الثاني)، وصنعت نجوماً سرعان ما خفت بريقهم أو زال، ترصد الرواية مسارين منفصلين لشخصيتين هما ‏سارة الموظفة القاهرية والزوجة التي تشعر بعدم القيمة في المجتمع‏، وتجد سلواها في التواصل الاجتماعي الافتراضي عبر «فيسبوك»‏.‏ و‏يوسف الشاب السكندري عازف الكمان الذي تتوفى والدته وهي سنده الوحيد في الحياة فجأة‏، فيتوه داخل حالة من الاغتراب‏، ويشعر بالعزلة عن المجتمع ولا يكاد يفعل شيئاً سوى العزف‏‏ والتدوين على «تويتر»‏.‏ يتقاطع مسارا الشخصيتين على خلفية أحداث الثورة‏، وينخرطان في فعاليات سياسية مختلفة تسعى لوضع البلد على المسار الديمقراطي‏، ويتفاعلان مع اصطدام تلك المحاولات بالواقع‏، الذي يحتوي في جنباته رجال النظام السابق‏، وأصحاب المصالح ورأس المال‏، والمنتفعين من الجهاز البيروقراطي، والإسلاميين‏.‏ وفي خضم كل ذلك تتحدث الرواية‏‏ التي يشير عنوانها إلى لعبة «الرولر كوستر» الشهيرة بمسارها الأفعواني الصاعد والهابط بعنف‏، إلى الدوامة التي تاهت فيها شريحة واسعة من الشباب بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، التي حجبتهم عن أغلب المجتمع المصري الذي لا يستخدم هذه الوسائل ولا يتصل بها ولا تعبّر عنه بأي شكل‏.‏ وأثر هذا الانعزال على مسار الثورة، وأثره على الجيل الذي شارك فيها وشاهد نقاط صعودها وهبوطها.‏
بحماس شديد يقول محمد جمال: «لا سقف لأحلامي وطموحاتي، وسأسعى لتحطيم الحواجز أمام المبدعين الشباب في شتى فروع الإبداع، وبالفعل أسعى لكي تتطور المنصة لاقتحام مجال كتابة السيناريو، وتحويل الكتب إلى (كتب مسموعة) أو أعمال سينمائية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.