لبرمان يطرح مشروعاً لطرد عدد من قادة فلسطينيي 48 من البلاد

دعا إلى إخراج أحزاب عربية عن القانون واعتقال الشيخ رائد صلاح

TT

لبرمان يطرح مشروعاً لطرد عدد من قادة فلسطينيي 48 من البلاد

طرح وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور لبرمان، مشروعا لعقوبات جماعية بحق قادة عدد من الأحزاب العربية في إسرائيل، خصوصا حزب التجمع الوطني، والشق الشمالي من الحركة الإسلامية، باعتبارهم «موقد التحريض على الدولة، الذين يؤججون المشاعر ويشجعون العنف ضدها». ورد هؤلاء متهمين لبرمان بالسعي «لتصدير الأزمات الداخلية التي تواجهها حكومة اليمين المتطرف والتملص من مسؤولية الاحتلال حيال سفك الدماء عقب الاستفزازات في الأقصى».
وكان لبرمان، قد طرح في جلسة الحكومة، أمس الأحد، سلسلة إجراءات انتقامية لمواجهة الهبة الشعبية الفلسطينية التي اندلعت في أعقاب وضع بوابات التفتيش الإلكترونية على مداخل الحرم القدسي. فاعتبر قادة الحزبين المذكورين عنصر التحريض المركزي. ودعا إلى حظر حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الممثل في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) بثلاثة نواب هم: جمال زحالقة وحنين زعبي وجمعة الزبارقة، ضمن «القائمة المشتركة»، وإلى اعتقال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية - الشق الشمالي، وهي غير ممثلة في الكنيست، بل حظرتها حكومة إسرائيل وصادرت ممتلكاتها. وفي الوقت نفسه راح يحرض على جميع النواب العرب في «القائمة المشتركة»، برئاسة أيمن عودة، بسبب مشاركتهم في الصلوات الاحتجاجية التي يقيمها الفلسطينيون أمام بوابات التفتيش في القدس.
وقال لبرمان، في أحاديث إعلامية، أمس، إن «هناك تحريضا داخليا ممنهجا يبلغ ذروته في الشارع الفلسطيني وينعكس بشكل قوي على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن من ناحية ثانية، هناك قضية ومشكلة أخطر تتحمل مسؤوليتها القيادات العربية والنواب العرب، وهم أخطر من السلطة الفلسطينية وحماس والجهاد الإسلامي». وأضاف، «يجب اعتقال الشيخ رائد صلاح على الفور، وأعمل جاهدا من أجل توفير الإمكانات لاعتقاله إداريا كونه يحرض بأن الأقصى في خطر، وكذلك يجب التفكير بسبل حظر حزب التجمع وإخراجه عن القانون».
وانضم إلى لبرمان، عدد من الوزراء الذين ينافسون على رئاسة معسكر اليمين ما بعد نتنياهو، ممن يثقون بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيصل، في نهاية تحقيقات الشرطة، بقضايا الفساد إلى قفص الاعتقال، ويستعدون من الآن لوراثته من خلال إطلاق تصريحات متطرفة لكسب غالبية أصوات المعسكر. فادعى وزير المواصلات يسرائيل كاتس، من الليكود، أنه كان أول من طرح فكرة إخراج الحركة الشمالية الإسرائيلية عن القانون، ودعا إلى اعتقال الشيخ رائد صلاح. وقال: «لقد استغرقني الأمر 15 سنة حتى نجحت في مطلبي، والآن أنوي العمل لطرده من البلاد هو وأمثاله ممن يتمتعون بالهوية الإسرائيلية، ويعملون على تدمير إسرائيل من الداخل».
وأما وزير التعليم، نفتالي بنيت، رئيس حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، فقد دعا إلى «استئصال قوى الشر من داخل إسرائيل وضمهم إلى أمثالهم من قادة حماس وعزمي بشارة في قطر».
المعروف أن حملة التحريض على قادة فلسطينيي 48، تصاعدت منذ العملية التي نفذها ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم في الأقصى، عندما قتلوا شرطيين قبل عشرة أيام.
وقال النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، إن هناك موجة تحريض منظم من قادة اليمين في الحكومة الإسرائيلية، ممن يحاولون كسب ربح سياسي على حساب العرب في إسرائيل. «فهم يروجون لمواقف عنصرية ضدنا، من خلال قناعتهم بأن العنصرية هي أقصر الطرق إلى قلوب المستوطنين وجمهور اليمين. وبذلك يضربون أكثر من عصفور بحجر واحد. فمن جهة يحققون المكاسب في نشاطاتهم الحزبية، ومن جهة ثانية يحرفون أنظار الجمهور عن إخفاقات سياستهم الاحتلالية الجنونية، ومن جهة ثالثة يصدرون أزمتهم إلى الآخرين. ولكننا نقول لهم إننا لن نرضخ لهذه الألاعيب ونحذر من نتائجها. فنحن موجودون هنا، مواطنين وأحزابا، بفضل انتمائنا لهذه الأرض، وندير نضالاتنا بشكل سلمي في سبيل تحقيق السلام، وكل طفل هنا يعرف أنه لا يمكن تحقيق هذا السلام من دون التخلص من الاحتلال للضفة الغربية والقدس الشرقية. ولكن اليمين الذي لا يأتي بأي بشرى لليهود سوى بشرى الحرب والخراب إلى الأبد، يعتبر كل من يقول الحقيقة عدوا له».



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.