تونس تدرس إعادة هيكلة القطاع المصرفي

قرار الخصخصة في ثلاثة بنوك عمومية لم يحسم بعد

TT

تونس تدرس إعادة هيكلة القطاع المصرفي

ركز البنك المركزي التونسي على محور إعادة هيكلة القطاع البنكي في تونس، وذلك خلال منتدى عقده بهدف تحقيق إصلاحات للبنوك العمومية وإعادة هيكلتها وضمان نزاهتها المالية دون التفريط فيها عن طريق الخصخصة.
وبحث محافظ البنك المركزي الشاذلي العياري، رافقه محمد الفاضل عبد الكافي وزير المالية بالنيابة، وبعض المسؤولين في الحكومة التونسية وبحضور ممثلين عن البنك الدولي، مدى تقدم تونس في عملية إصلاح البنوك وإعادة هيكلتها لإخراجها من الأزمة المالية وإدخالها في منظومة التنمية من جديد.
وتباحث المجتمعون في مسألة إصلاح المنظومة البنكية وخاصة البنوك العمومية، وطريقة التسريع في نسق هذه الإصلاحات.
وتزايد الجدل في تونس خلال السنوات الأخيرة حول جدوى احتفاظ الدولة بثلاثة بنوك كبرى تعاني من أزمات مالية، وطرح حل البيع فيها إلى القطاع الخاص، وهو حل مدعوم من عدة هياكل تمويل دولية على غرار صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إلا أن الحكومة التونسية كان لها رأي مختلف، إذ سعت إلى ضخ تمويلات قدرت بنحو 900 مليون دينار (نحو 360 مليون دولار) لإنقاذها والعودة بها إلى السكة الصحيحة، واسترجعت البنوك العمومية الثلاثة وهي (بنك الإسكان، والشركة التونسية للبنك، والبنك الوطني الفلاحي)، بعضا من أمجادها المالية من خلال النتائج المالية المعلن عنها نهاية السنة الماضية، إلا أن مساهمتها في تمويل الاقتصاد التونسي ما زالت دون المأمول ولم تظهر نتائج عملية الإصلاح المالي بصفة نهائية.
وفي هذا الشأن، قال المستشار لدى وزارة المالية المشارك في المنتدى معز العبيدي، الذي نظمه البنك المركزي التونسي، إن الهدف من الإسراع في نسق عملية الإصلاح هو التخفيف من أعباء تدخل الدولة لإنقاذ البنوك، التي تعاني من مشكلات، وخاصة البنوك العمومية.
وبيّن العبيدي أن مزيدا من دفع نسق الإصلاح بطرح إشكال جديد يتمثل في ضرورة إعادة هيكلة هذه البنوك لتكون أكثر نزاهة وتتوفر فيها الحوكمة الرشيدة، على حد تعبيره.
وأوصى صندوق النقد الدولي من خلال زياراته إلى تونس، بالإصلاح الهيكلي للاقتصاد التونسي وإصلاح الجهاز المالي والبنكي والتمسك بالخصخصة والتفويت في المؤسسات العمومية والبنوك المملوكة للدولة.
غير أن الصندوق، ووفق خبراء تونسيين في المجال المالي من بينهم جنات بن عبد الله، تحدث عن أسباب عجز المؤسسات العمومية وتفاقم عجز ميزانية الدولة التي يمكن اختزالها في سوء التصرف في المال العمومي وفي استشراء منظومة الفساد، وقالوا إن تقارير الحكومة «أدرجت باحتشام» مقاومة الفساد ضمن استراتيجية إصلاح الجهاز البنكي وانساقت بالتالي «وراء الحلول الجاهزة التي تمس من السيادة الوطنية في مجال تمويل الاقتصاد وتوفير مداخيل لميزانية الدولة».



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.