نشطاء في الحسيمة يتبرأون من دعوة جديدة للتظاهر

اعتقال 6 أشخاص من ذوي السوابق ضمن المشاركين في احتجاجات الخميس

TT

نشطاء في الحسيمة يتبرأون من دعوة جديدة للتظاهر

أثارت دعوة مجهولة المصدر للتظاهر مجدداً في مدينة الحسيمة المغربية يوم 30 يوليو (تموز) المقبل، وهو اليوم الذي يصادف الاحتفال بعيد العرش، جدلاً كبيراً على شبكات التواصل الاجتماعي. وتبرأ كثير من النشطاء في المدينة من هذه الدعوة، محذرين من مسايرة بعض الأطراف، التي تسعى إلى تصعيد الوضع والركوب على الاحتجاجات وقضية المعتقلين.
وحذر فريد الحمديوي، عضو لجنة عائلات معتقلي احتجاجات الحسيمة، من الاستجابة لدعوة التظاهر، واصفاً إياها بـ«المنعرج الخطير»، وقال بهذا الخصوص: «ما الدعوة إلى الخروج يوم 30 يوليو للتظاهر إلا مسمار يدق في نعش ملف المعتقلين، وملف الريف والوطن، وهي خطوة نتبرأ منها كعائلات ونعتبرها خطوة من أجل إغراق الجميع، ونسف كل مجهوداتنا التي نقوم بها كأطراف كثيرة عبرت عن حسن نيتها وثقتها في الانفراج».
واتهم الحمديوي الداعين لهذه المظاهرة بالسعي «إلى إغراق ملف المعتقلين بعد أن بدأت بوادر انفراج الأزمة تلوح في الأفق بالنسبة لنا كعائلات المعتقلين»، مشيراً على الخصوص إلى قرار المعتقلين وقف الإضراب عن الطعام، والذي اعتبره «إشارة قوية إلى حسن نية المعتقلين، ورغبتهم القوية في الذهاب في الطرح لقطع الطريق على أعداء الوطن، الذين يرغبون في إغراق هذا المركب وإدخال قضية المعتقلين في مأزق».
وعاد الهدوء إلى الحسيمة بعد الأحداث التي عرفتها يوم الخميس الماضي، بسبب إصرار نشطاء على تنظيم مظاهرة، رغم قرار منعها من طرف وزارة الداخلية وعدم التصريح بها لدى السلطات من طرف أي جهة مسؤولة.
وأسفرت هذه الأحداث عن إصابات، ضمنها 3 حالات خطيرة، اثنتان منها في صفوف رجال الأمن، والثالثة تعلقت بإصابة أحد المتظاهرين بجروح خطيرة في رأسه، نقل إثرها إلى المستشفى العسكري في الرباط. وفيما أعلن محمد العتابي، شقيق المصاب عماد العتابي، عقب زيارته له أن حالته مستقرة، أعلنت النيابة العامة فتح تحقيق قضائي حول الحادث لمعرفة ملابسات إصابته وترتيب المسؤوليات عن ذلك.
وفي موضوع ذي صلة، أكدت السلطات المحلية بمدينة الحسيمة في بيان لها أن «إجراءات التحقق من الهوية التي باشرتها مصالح الأمن الوطني أسفرت عن توقيف 6 أشخاص من بين المشاركين في الشكل الاحتجاجي غير المصرح به إلى السلطات العامة، وموضوع قرار المنع. وتبين أن هؤلاء الأشخاص يشكلون موضوع مذكرات بحث من أجل قضايا تتعلق بالحق العام».
وأضاف البيان أن المعطيات المتوفرة في قاعدة بيانات الأمن الوطني حول الأشخاص المبحوث عنهم، أوضحت «أن 4 من الموقوفين مبحوث عنهم من أجل الجرائم الاقتصادية والمالية من طرف مصالح الأمن والدرك الملكي بالحسيمة وتازة والجديدة، وشخص واحد مطلوب من أجل أحداث الشغب التي شهدتها مدينة بني بوعياش في 16 يونيو (حزيران) الماضي، وشخص آخر من أجل قضية زجرية»، مبرزاً أن المصالح الأمنية المختصة ترابياً فتحت أبحاثاً قضائية في مواجهة المبحوث عنهم الموقوفين، وذلك تحت إشراف النيابات العامة المختصة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.