تعرف على الأعراض الأكثر شيوعاً للسكتة الدماغية

3 إشارات تحذيرية تظهر لدى غالبية المصابين بها

تعرف على الأعراض الأكثر شيوعاً للسكتة الدماغية
TT

تعرف على الأعراض الأكثر شيوعاً للسكتة الدماغية

تعرف على الأعراض الأكثر شيوعاً للسكتة الدماغية

هناك ثلاثة أعراض تظهر في 75 في المائة من حالات السكتة الدماغية، وغالباً ما تظهر مجتمعة. ولا ينبغي تجاهل تلك الأعراض حتى إذا لم تستمر لفترة طويلة.
يُصاب شخص في الولايات المتحدة الأميركية بسكتة دماغيةstroke كل 40 ثانية، كذلك تحدث السكتات الدماغية، التي تُعرف أيضاً باسم «النوبات الدماغية brain attacks»، نتيجة إصابة وعاء دموي، مما يؤثر سلباً على تدفق الدم إلى جزء من المخ.
ويمكن أن يساعد التشخيص والعلاج السريع للحالة في الوقاية من الإصابة بإعاقة مدمرة، أو يحول دون الوفاة. لهذا السبب ينبغي على الجميع معرفة المؤشرات التحذيرية الشائعة الدالة على الإصابة بسكتة دماغية.

اختبار «فاست»

دشّن الاتحاد الأميركي للسكتة الدماغية في عام 2013 حملة توعية بالسكتة الدماغية قائمة على اختبار «فاست FAST» المتعلق بالذاكرة. في ذلك الوقت تقريباً أشار استطلاع رأي وطني إلى أن 28 في المائة من الأميركيين لا يعلمون عن أي من أعراض السكتة الدماغية، وأن نحو النصف منهم غير متأكدين مما يجب فعله في حال إصابتهم، أو إصابة شخص قريب منهم بأعراض السكتة الدماغية. مع ذلك يبدو أن الأمور قد بدأت في التحسن بعد مرور أربع سنوات.
ويقول الدكتور كريستوفر أندرسون، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد: «كان لحملة (فاست) تأثير إيجابي في مساعدة الجمهور على الوعي بأعراض السكتة الدماغية».
إن اختبار «فاست» منطقي خصوصا فيما يتعلق بمساعدته على تذكر الأعراض، لأن الأحرف الثلاثة الأولى منه، التي تعبر عن الوجه، والذراع، والكلام وهي على التوالي: Face ثم Arm ثم Speech، تغطي الأعراض الأكثر نمطية، وتمثل معاً نحو 75 في المائة من الأعراض التي يصاب بها مرضى السكتة الدماغية. وتحدث تلك الأعراض بسبب السكتات التي تحدث في النصفين الكبيرين في الجزء الأمامي من المخ كما يوضح الدكتور أندرسون. ويصاب الأشخاص بأكثر من عرض في وقت واحد في أوقات كثيرة لكن ليس دائماً.

أعراض متعددة
هل اختبار «فاست» يعد كافيا؟ يعاني الأشخاص، الذين يصابون بأعراض السكتة الدماغية، أحياناً بضعف في الرجل، وهو ما يمكن أن يسبب لهم مشكلات في التوازن والمشي، أو يعانون من مشكلات في الرؤية مثل تغيم الرؤية، وازدواجها. عادة ما تكون هذه الأعراض الأقل حدوثاً نتيجة سكتة دماغية في المناطق الأصغر في الجزء الخلفي من المخ. يرى بعض أطباء الأعصاب أن إضافة حرفين قبل «فاست»، وهما «بي B» الذي يشير إلى التوازن balance، و«إي E» الذي يشير إلى العينين eyes، سوف يساعد الناس في التعرف على المزيد من أشكال السكتات الدماغية.
مع ذلك فإن الدكتور أندرسون غير واثق في صحة وسلامة الفكرة لبضعة أسباب. أولا، في لحظة الذعر، لا يكون من السهل تذكر ما تمثله الأحرف الأربعة، ناهيك عن الحرفين الإضافيين. ثانياً، التوازن مؤشر خادع ومراوغ نظراً لمعاناة الكثير من كبار السن من مشكلات في التوازن بين الحين والآخر. كذلك يمكن أن تتسبب الكثير من الأمور الأخرى مثل انخفاض ضغط الدم، أو مشكلات في الأذن الداخلية، في الشعور بالدوار أو مشاكل في التوازن.
وعندما تنجم مشكلات التوازن عن سكتة دماغية، فإنها تصاحب في أكثر الأحوال بأعراض أخرى. وأوضح دكتور أندرسون قائلا: «إذا أصبت بسكتة دماغية، فقد تفقد توازنك لكن ستشعر بثقل في رجل أكثر من الأخرى، أو بأنك لا ترى جيداً. حين تظهر أي من تلك الأعراض، فهذا مؤشر خطير وينبغي أن يتم تقييمه فوراً».
من جانب آخر قد تكون الأعراض المتعلقة بالعين والرؤية مراوغة، حيث تشمل تغيم الرؤية، وازدواج الرؤية، وصعوبة في التركيز. أحياناً تؤدي السكتة الدماغية إلى فصل جزء من مجال الرؤية، لذا لا يستطيع المرء تقدير المساحة المحيطة به، وتحدث له أمور مثل ارتطام كتفيه بالباب عند الحركة.

نوبات عابرة

قد تحدث أعراض قصيرة المدى إلا أنها مقلقة. ومن المهم عدم تجاهل أعراض السكتة الدماغية التي لا تستمر سوى لفترة قصيرة، حيث قد تمثل نوبة إسكيمية (إقفارية) عابرة transient ischemic attack، or TIA، أي حدوث انخفاض مؤقت في تدفق الدم إلى المخ، وهو ما يطلق عليه أحياناً اسم السكتة الصغرى. على سبيل المثال، قد تلاحظ امرأة أن زوجها عندما يقرأ قبل النوم، ترتخي ذراعه قليلا، ولا يستطيع الرؤية بشكل جيد. مع ذلك وحتى في حالة عدم استمرار تلك الأعراض، فإن ذلك لا يعني أن الأمر غير مثير للقلق، كما يحذر الدكتور أندرسون، فالنوبة الإقفارية العابرة مؤشر مهم يدل على وجود مشكلة، وقد تؤدي إلى سكتة دماغية أكثر خطورة إذا لم يتم علاجها.
هناك سيناريو نمطي شهير آخر وهو حين يقول شخص ما: «يا له من أمر غريب، لا أشعر بجانب من فمي»، ثم يصبح حديثه مبتوراً. أو ربما يقول شخص ما: «لقد كنت أطهو، وسقطت السكين من يدي. التقطتها فوراً، لكنها سقطت مرة أخرى». في كل تلك الأحداث ينبغي عليك الاتصال بالطوارئ.
إذا كنت تتصل من أجل الإبلاغ عن حالة شخص آخر، عليك التأكد من ملاحظة الوقت الذي بدأت فيه تلك الأعراض في الظهور للمرة الأولى، أو متى شوهد ذلك الشخص آخر مرة دون تلك الأعراض. قد تكون تلك المعلومات مهمة للغاية بالنسبة إلى الأطباء لأن اتباع العلاج الأكثر شيوعاً للسكتة الدماغية محدود بفترة زمنية.
* رسالة هارفارد للقلب،
خدمات «تريبيون ميديا».

«السكتة الدماغية العابرة» تهدد بحدوث أخرى كاملة

> تظهر السكتة الدماغية الصغيرة ministroke، أو النوبة الإسكيمية العابرة transient ischemic attack (TIA)، عندما يتم توقف تدفق الدم مؤقتا نحو الدماغ.

أعراض السكتة
وتتسبب هذه السكتة الدماغية الصغيرة غالبا في ظهور عرض واحد أو عرضين من أعراض السكتة الدماغية الكاملة - مثل تهدل عضلات في الوجه، ضعف في اليد أو الرجل، التشوش، ثقل اللسان، التلكؤ في الكلام، أو الصداع الشديد. وتستمر هذه الأعراض عادة دقائق معدودات. وإن حدث أن تعرضت لمثل هذه السكتة العابرة، فإنك ستكون في خطر أكبر لأن تتعرض لاحقا لسكتة دماغية كاملة. وإذا حدثت تلك الأعراض فعليك طلب الإسعاف الفوري.
وقد يتطلب الأمر فحصك بنظم تصوير الدماغ للتأكد من حدوث سكتة دماغية وتحديد نوعها، لتمكين الأطباء من علاجك فورا. وإن ظهر أنها كانت سكتة صغرى فربما تحتاج إلى علاج لدرء حدوث سكتة كاملة.
ومن سوء الحظ فإن غالبية الأشخاص الذين يلاحظون أعراض السكتة الصغرى لديهم لا يطلبون الإسعاف الفوري لمساعدتهم وفقا لنتائج مسح أجرته جمعيتا القلب الأميركية والسكتة الدماغية الأميركية. نشر في إصدار إلكتروني في الأول من مايو (أيار) عام 2017 الحالي. وظهر أن 35 في المائة من بين 2000 شخص جرى استطلاعهم عانوا من عرض من أعراض السكتة الدماغية العابرة، إلا أن 3 في المائة فقط طلبوا الإسعاف الفوري. وبذلك فقد تعرض عدد منهم إلى أضرار في الدماغ، كان بالإمكان تجنبها.
* رسالة هارفارد الصحية
خدمات «تريبيون ميديا».



التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
TT

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك للطب النفسي بألمانيا، أنّ الشبكية بمنزلة امتداد خارجي للدماغ وتشترك في الجينات عينها، ما يجعلها طريقة سهلة للعلماء للوصول إلى دراسة اضطرابات الدماغ بمستويات أعلى من الدقة.

وأفادت النتائج بأنّ العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً، وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية وبطريقة فائقة السهولة؛ «لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ»، وفق الباحثين. وهم أكدوا على أن فهم الآليات البيولوجية حول هذا الأمر من شأنه مساعدتهم على تطوير خيارات علاجية أكثر فاعلية وأكثر شخصية.

وحلَّل باحثو الدراسة المنشورة في دورية «جاما سيكاتري»، الارتباط الجيني بين خلايا الشبكية وعدد من الاضطرابات العصبية النفسية. ومن خلال الجمع بين البيانات المختلفة، وجدوا أنّ جينات خطر الفصام كانت مرتبطة بخلايا عصبية محدّدة في شبكية العين.

وتشير جينات الخطر المعنيّة هذه إلى ضعف بيولوجيا المشابك العصبية، وبالتالي ضعف قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض. ويرجح الباحثون أن يكون هذا الضعف موجوداً أيضاً في أدمغة مرضى الفصام.

وبناءً على تلك الفرضية، أظهر الباحثون أنّ الاتصال العصبي يبدو معوقاً في شبكية العين لدى مرضى الفصام بالفعل.

وأوضحوا، في بيان، الجمعة أنّ «العثور على هذا الخلل في العين يشير إلى أنّ العمليات في الشبكية والدماغ متشابهة جداً؛ وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية، لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ».

في دراستهم السابقة، وجد باحثو معهد ماكس بلانك للطب النفسي، برئاسة فلوريان رابي، تغيّرات في شبكية العين لدى مرضى الفصام أصبحت أكثر حدّة مع زيادة المخاطر الجينية. وبناءً على ذلك، اشتبهوا في أنّ التغيرات الشبكية ليست نتيجة لأمراض مصاحبة شائعة مثل السمنة أو مرض السكري فحسب، وإنما قد تكون ناجمة عن آليات أمراض مدفوعة بالفصام بشكل مباشر.

إذا كانت هذه هي الحال، فإنّ معرفة مزيد عن هذه التغيّرات قد تساعد الباحثين على فهم الآليات البيولوجية وراء الاضطراب. وبالإضافة إلى الفصام، لوحظت تغيرات في الشبكية لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والتصلّب المتعدّد ومرض ألزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية.

باستخدام بيانات من دراسات كبيرة سابقة، دمج رابي والمؤلّف الأول إيمانويل بودريوت من معهد ماكس بلانك للطب النفسي وجامعة لودفيغ ماكسيميليان ميونيخ في ألمانيا، بيانات المخاطر الجينية من الاضطرابات العصبية النفسية مع بيانات تسلسل الحمض النووي الريبي للشبكية.

أظهرت النتائج أنّ جينات المخاطر كانت مرتبطة بخلايا شبكية مختلفة في الاضطرابات المذكورة أعلاه.

كما ارتبط الخطر الجيني للإصابة بالتصلّب المتعدّد بخلايا المناعة في الشبكية، بما يتماشى مع الطبيعة المناعية الذاتية للاضطراب. وكذلك ارتبطت جينات الخطر للإصابة بالفصام بفئة محددة من الخلايا العصبية الشبكية تشارك في الوظيفة المشبكية، وتحدّد قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض.