استمرار طرح المشروعات الجديدة يدفع سوق دبي العقارية لمزيد من النمو حتى 2020

توازن في بنائها بين مناطق الإمارة الخليجية

ينتظر أن يكشف معرض سيتي سكيب غلوبال عن حركة السوق العقارية في دبي خلال الفترة المقبلة
ينتظر أن يكشف معرض سيتي سكيب غلوبال عن حركة السوق العقارية في دبي خلال الفترة المقبلة
TT

استمرار طرح المشروعات الجديدة يدفع سوق دبي العقارية لمزيد من النمو حتى 2020

ينتظر أن يكشف معرض سيتي سكيب غلوبال عن حركة السوق العقارية في دبي خلال الفترة المقبلة
ينتظر أن يكشف معرض سيتي سكيب غلوبال عن حركة السوق العقارية في دبي خلال الفترة المقبلة

تواصل بوصلة سوق العقارات في مدينة دبي تحركها نحو المشروعات الجديدة، والتي ينتظر أن تدخل السوق خلال العامين المقبلين، في وقت تشهد فيه سوق الإمارة الخليجية فترة عرض واسعة، واستعداد المطورين لضخ المزيد من العقارات في مشروعات حكومية، وخاصة حتى عام 2020، الذي يشهد انطلاقة معرض «اكسبو» الدولي.
ولا تزال سوق العقارات في دبي تواصل حركتها مع وصول أسعار العقارات إلى مستويات مشجعة للشراء، خاصة في الأحياء الجديدة كمشروع شركة «نشامى» ودبي الجنوب ومشروعات شركة «داماك»، في الوقت الذي تتجه الحركة نحو تلك المشروعات، مع استمرار ضخ المشروعات الجديدة في المواقع الحيوية، كمنطقة المارينا على شاطئ الجميرا، ومنطقة وسط البلد حول برج خليفة، إضافة إلى مشروع البرج الجديد عند خور دبي، الأمر الذي يعطي توازنا في العرض بين المواقع الجديدة والمواقع المعروفة التي لا تزال تشهد طلباً واسعاً خلال الفترة الحالية.
وبحسب تقرير صدر عن معرض «سيتي سكيب غلوبال» فإن لينيت أباد، الشريكة والرئيسة في شركة «بروبرتي مونيتور» للبيانات والتابعة لشركة «كافنديش ماكسويل»، قالت إن متوسط أسعار الشقق في دبي قد استمر في التداول ضمن نطاق قريب من 1.2 مليون درهم (326.6 ألف دولار) إلى 1.4 مليون درهم (381 ألف دولار) على مدار آخر 12 شهراً، في حين انتقل متوسط أسعار الفلل من 3.7 مليون درهم (871 ألف دولار) في الربع الثالث من عام 2016 إلى 2.2 مليون درهم (598 ألف دولار) خلال هذا الربع من عام 2017.
وقالت لينيت أباد: «يستمر المخزون من الفلل منخفضة الثمن في دخول السوق في مواقع مثل دبي لاند؛ ما يؤثر على القوى المحركة للأسعار في المجتمعات السكنية القائمة. وبالنسبة للشقق، فإن الأسعار - التي تبدأ من 700 ألف درهم (190.5 ألف دولار) في مواقع ناشئة مثل دبي الجنوب والمدينة الرياضية - تعزز الطلب من المشترين للمرة الأولى. ولا تزال المجتمعات السكنية التي تتمتع ببنية تحتية ومرافق قائمة أفضل كثيراً من المناطق النائية التي تتسم بمرافق محدودة ومعظم مشروعاتها قيد الإنشاء».
وينتظر أن يسهم معرض سيتي سكيب غلوبال، الذي يعتبر واحدا من أكثر مؤشرات حالة السوق العقارية في دبي، في أن يدفع في حركة البيع والشراء لشركات التطوير العقاري التي تنفذ مشروعات في الإمارات، حيث يعتزم للمرة الأولى السماح بعمليات البيع المباشر مع المستثمرين والمشترين المحليين، وهو ما يتوقع أن يكون نقطة تحول للمشترين المحتملين الذين يتطلعون إلى إتمام عمليات شراء في المعرض الذي يستمر ثلاثة أيام.
ومن المقرر أن تنعقد فعاليات سيتي سكيب العالمي في الفترة من 11 إلى 13 سبتمبر (أيلول) المقبل بمشاركة شركات التطوير العقاري في العالم والتي ستعرض مجموعة متنوعة من المشروعات العقارية. وقال توم رودس، مدير المعرض: «تعد هذه فرصة رائعة لشركات التطوير العقاري لزيادة عائدها الاستثماري في مكان انعقاد الفعالية، وللزوّار لتحقيق الاستفادة من خيارات الأسعار الجذابة واتخاذ قرارات شراء مدروسة في أرض المعرض مباشرة. على مدار السنوات القليلة الماضية، عملت جهات مثل دائرة الأراضي والأملاك في دبي لزيادة شفافية المستثمرين في السوق، وقد أثبتت تلك الجهود نجاحها في هذا الشأن. وقد مكّن ذلك «سيتي سكيب» من تعزيز علاقات أوثق مع الهيئات التنظيمية، مثل مؤسسة التنظيم العقاري، لضمان عرض المشروعات المسجلة فقط وبيعها الآن في المعرض.
وبين التقرير أن دبي لا تزال تعتبر من الأسواق العقارية الأكثر شفافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أنها سجلت تحسناً ملحوظاً في المؤشر العالمي لشفافية الأسواق العقارية لعام 2016 الصادر عن شركة «جيه إل إل». ووفقاً لهذه الشركة الاستشارية في المجال العقاري، فإن حكومة دبي ودائرة الأراضي والأملاك في دبي تستوفيان المزيد من شروط النجاح عندما يتعلق الأمر بالفرص المتاحة للمستثمرين المحتملين من خلال الجهود الرامية إلى تحسين مستويات الشفافية.
وفي العام الماضي، أشار استقصاء أجراه سيتي سكيب غلوبال إلى أن ما يقرب من 30 في المائة من الحضور كانوا من مشتري المنازل والمستثمرين، في حين أكد 68 في المائة من الزوّار أنهم اعتزموا إتمام عملية شراء أو مزاولة أعمال تجارية مع شركة تعرفوا عليها خلال المعرض.
وكان معرض سيتي سكيب أبوظبي، الذي انعقدت فعالياته في وقت سابق من العام الجاري، قد سمح بعمليات البيع مباشرة من أجنحة العارضين للسنة الثالثة على التوالي؛ وهو إجراء أثبت نجاحه، وأسفر عن زيادة في عائد الاستثمار للكثير من شركات التطوير العقاري المحلية، بما في ذلك شركة «الدار العقارية» التي باعت جزءاً كبيراً من مشروعها الجديد، أبراج الجسور، وحققت قيمة إجمالية قدرها 400 مليون درهم (108.8 مليون دولار).
في المقابل أبدى خبير عقاري من أن المخاوف المتعلقة بزيادة العرض على الطلب في سوق العقارات السكنية في دبي لا تزال قائمة، مع وجود نقص نوعي في الوحدات السكنية التي تتمتع بمزايا خاصة والمقرر استكمالها وتسليمها في بعض المناطق العام المقبل، بحسب وصفه.
وقال فراس المسدي الرئيس التنفيذي لشركة «فام» للوساطة العقارية، إحدى أكبر الشركات العقارية في دبي: «لا تزال هناك مخاوف في السوق فيما يتعلق بالعرض والطلب. فالكثير من القطاعات العقارية قد تشهد زيادة في العرض في الوقت الحاضر، في الوقت الذي قد تعاني منه القطاعات الأخرى من نقص حاد، خاصة عند النظر في العقارات التي ستكون جاهزة للسكن العام المقبل، وهذا ما يوفر فرصا استثمارية ذات ديمومة».
وأضاف: «لا شك أن هذا هو الحال عند الحديث عن الشقق الواسعة ذات التصاميم الرحبة التي توفر ميزات حصرية ونوعية ومرافق جذابة ومرغوبة من قبل المشترين في المناطق البارزة ذات الأهمية مثل داون تاون دبي».



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».