وزير الدفاع التونسي: انهيار «داعش» بدأ من بن قردان

وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني                                 (أ.ف.ب)
وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني (أ.ف.ب)
TT

وزير الدفاع التونسي: انهيار «داعش» بدأ من بن قردان

وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني                                 (أ.ف.ب)
وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني (أ.ف.ب)

قال وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني اليوم (الثلاثاء): إن انهيار تنظيم داعش المتطرف بدأ من تونس، مشيرا إلى نهاية وشيكة للخطر الإرهابي في البلاد.
وصرح وزير الدفاع، للصحافيين اليوم أثناء زيارة له إلى جنوب البلاد في قبلي، بأن الوضع في تونس مستقر والحدود مؤمّنة، لكن خطر الإرهاب ما زال قائما بسبب الأوضاع المضطربة في الجارة ليبيا.
وقال الحرشاني «الوضع في ليبيا ما زال يفتقد إلى الاستقرار، والفرقاء لم يتوصلوا بعد إلى حل سياسي، لكن رغم ذلك فإن الوضع في تونس مستقر والحدود مؤمنة».
يأتي تصريح الحرشاني في وقت تكافح فيه تونس للحد من أنشطة التهريب على الحدود في الجنوب واحتواء الاضطرابات الاجتماعية قرب المناطق النفطية والتي قد تشكل فرصة لإحداث الفوضى في تلك المناطق مثل ولايتي قبلي وتطاوين.
وأوضح الحرشاني، أن خطر الإرهاب مستمر، لكنه شدد أيضا على ألا مستقبل له في تونس.
وقال الوزير: «تمكنا من القضاء عليه في الجبال، وستكون الأشهر المقبلة نهاية المطاف بالنسبة له».
ولفت إلى أن «التنظيم انهار في الموصل، لكن بداية الانهيار كانت في بن قردان، هذا أمر هام جدا على الشعب أن يدركه».
كان مسلحون موالون لتنظيم داعش المتطرف بدأوا هجوما مباغتا ومركّزا على مقار أمنية وعسكرية بهدف الاستيلاء على مدينة بن قردان جنوب تونس والمحاذية لليبيا في مارس (آذار) 2016.
وجاء الهجوم في وقت حقق فيه التنظيم انتصارات مدوية في مناطق عدة، وكان يخطط للتوسع غربا في تونس بعد دخوله ليبيا، لكن وحدات من الجيش والأمن التونسيين أعادت تنظيم صفوفها لتتم محاصرة المسلحين في المدينة وإلحاق هزيمة كبيرة بهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.