ولد الشيخ يطلع الجامعة العربية على مستجدات حل الأزمة اليمنية

الحكومة اليمنية تدعو الانقلابيين لحقن الدماء

بن دغر متوسطاً المسؤولين خلال حفل نظمته وزارة الثقافة اليمنية والسلطة المحلية في عدن أمس (سبأ)
بن دغر متوسطاً المسؤولين خلال حفل نظمته وزارة الثقافة اليمنية والسلطة المحلية في عدن أمس (سبأ)
TT

ولد الشيخ يطلع الجامعة العربية على مستجدات حل الأزمة اليمنية

بن دغر متوسطاً المسؤولين خلال حفل نظمته وزارة الثقافة اليمنية والسلطة المحلية في عدن أمس (سبأ)
بن دغر متوسطاً المسؤولين خلال حفل نظمته وزارة الثقافة اليمنية والسلطة المحلية في عدن أمس (سبأ)

قال مصدر دبلوماسي عربي إن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، سيطلع مندوبي الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية على آخر المستجدات في الملف اليمني، والجهود المبذولة مع كل الأطراف، للوصول إلى تسوية سلمية للأزمة اليمنية، وذلك في اجتماع تشاوري للمندوبين يعقد بشأن الأزمة اليمنية في القاهرة غداً.
وأوضح المصدر، أن الأمانة العامة للجامعة العربية عممت مذكرة على المندوبيات الدائمة للدول الأعضاء بالجامعة.
وكان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قد أعرب عن قلقه المتصاعد إزاء ما أشارت إليه التقارير الصادرة مؤخراً عن منظمات دولية، على رأسها الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية بشأن تدهورٍ الأوضاع الإنسانية في اليمن بسبب انهيار الوضع الصحي، وتفشي وباء الكوليرا في عدد من المحافظات اليمنية، وتزايد عدد الوفيات الذي تجاوز 1700 حتى الآن، وإصابة الآلاف بالوباء نتيجة انهيار البنى التحتية وتدني مستوى الخدمات الصحية.
وأشار الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إلى أن أبو الغيط ناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية الاستمرار في العمل بشكل سريع ومُتضافر من أجل تفادي وقوع كارثة إنسانية عميقة الأثر في اليمن، منوهاً إلى أن الوضع الحالي يستلزم وقفة جادة وتدخلاً فعّالاً وناجزاً للحد من تدهور هذه الأوضاع التي تودي بحياة آلاف اليمنيين.
إلى ذلك، دعت الحكومة اليمنية، أمس (السبت) الانقلابيين إلى حقن الدماء، وحل أزمة البلاد بناء على المرجعيات المتمثلة بمخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن الدولي.
جاء ذلك على لسان، رئيس الحكومة اليمنية الدكتور أحمد عبيد بن دغر، في كلمة له خلال حفل فني وخطابي في مدينة عدن، جنوبي البلاد، بمناسبة الذكرى الثانية لتحريرها من الحوثيين وحلفائهم.
وقال بن دغر إن «هذه الذكرى (تحرير عدن) هي ذكرى يوم النصر الأكبر... يوم أن دُحر العدو وتلقى هنا أولى هزائمه العسكرية، التي توالت بعد ذلك في أكثر من جبهة».
وأشاد بن دغر بدور تحالف دعم الشرعية باليمن بقيادة السعودية، في استعادة عدن من الحوثيين قائلاً: «الشكر لهم مضاعف؛ لأنهم ما زالوا حتى اليوم يمدوننا بالدعم والمساندة، ويقاتلون إلى جانبنا».
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن بن دغر قوله: «لقد كانت وستبقى عاصفة الحزم أياً كانت نتائجها عنواناً لأمة تأبى التدخل في شؤونها، وترفض المساس بسيادتها وأمنها، وقد شاءت الأقدار أن تكون المملكة العربية السعودية على رأس هذه الأمة».
وتابع بن دغر مخاطباً الحوثيين: «عودوا لرشدكم، واحقنوا الدماء، ولا تنتظروا حلولاً للأزمة والحرب، خارج نطاق المرجعيات المتفق عليها». وقال: «سنعيد بناء ما دمره الحوثيون وصالح في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع، بل نحن عازمون على إعادة البناء في كل اليمن».
وزاد بن دغر بالقول إن «الحكومة ستعطي مزيداً من الاهتمام بالأمن العام، في عدن والمحافظات المحررة، وستواجه الإرهاب بكل صوره وأشكاله، بمشاركة المجتمع الدولي».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.