توسعت دائرة الخلافات بين حليفي الانقلاب، في محافظة حجة غرب اليمن، ليسود معها توتر جديد من المرجح أن يؤدي إلى انفجار مواجهات مسلحة، بعد اختطاف جماعة الحوثي قيادياً في حزب علي صالح (المؤتمر الشعبي العام - جناح صالح)، وواجه قبلية ذات ثقل في المحافظة، حسب ما قالته مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط».
واختطف مسلحون حوثيون أمس، الشيخ القيادي المؤتمري صالح القرسوس، عقب مداهمة منزله، واحتجازه في أحد السجون في مديرية عبس بالمحافظة.
وقالت مصادر محلية، فضلت عدم الإشارة إليها، لـ«الشرق الأوسط»، إن قبائل «كشر» تجمعت للمطالبة بالإفراج عن القرسوس في أسرع وقت ما لم ستقم بإخراجه من معتقله بالقوة.
ويأتي ذلك، في وقت ساد فيه التوتر الشديد بين مسلحي القبائل، من جهة، وميليشيات الحوثي، من جهة ثانية، ورجحت المصادر تطور الخلاف إلى مواجهات مسلحة خلال الساعات المقبلة في المديرية.
وجاء اختطاف القرسوس بعد أقل من أسبوع من اختطاف ميليشيات الحوثي وكيل محافظة البيضاء الموالي لصالح في صنعاء.
ويرى المحلل السياسي، ياسين التميمي، أن الخلاف بين طرفي الانقلاب «مفتوح على احتمالات سيئة خلال المرحلة المقبلة، والعوارض الخطيرة للانسحاب من حلف كهذه في الظروف الراهنة، هو الذي يجبر الطرفين على البقاء في الواجهة في شكل حليفين تقطعت بينهما كل عُرى التحالف، إلى حد يمكن معه القول إن هذا التشظي انتقل إلى جبهات القتال، وهو أخطر مظاهر الانهيار في التحالف التكتيكي الذي فرضته ظروف الانقلاب الذي تأسس منذ البداية على أهداف وغايات متناقضة». وقال التميمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المخلوع صالح يشعر اليوم بأن الخطر يحيط به وبرجاله، لأنه يدرك أن استفراد الميليشيا بأنصاره يؤثر على مكانته ونفوذه، ويساهم في هدم الثقة التي يتمتع بها المخلوع؛ باعتباره زعيما لا يزال يتحكم بمفاصل القوة والسلطة».
ويتفق الناشط والمحلل السياسي، ميزار الجنيد، مع التميمي حول أن «الخلافات بين حليفي الانقلاب مفتوحة على احتمالات عدة»، غير أنه يؤكد أن «هذا تحالف حرب وليس تحالفا استراتيجيا أنتجته لحظة معينة لم تكن في حسابات الجميع عندما اقتحم الحوثي صنعاء وجرد مؤسسات الدولة من كل إمكاناتها لم يستثنِ، أيضا، القوات العسكرية التي كانت تدين بالولاء لعلي صالح وعائلته، وبعد أن تمكن الحوثي من كل هذا لم يذهب في اتجاه التخلص من علي صالح». وقال الجنيد إن «مساهمات صالح تلك كانت تهدف إلى توسيع رقعة الحرب لإشباع رغبة صالح السيادية، وتحقيق رغبته التي أعلن عنها منذ بدء مطالب شباب الثورة بإسقاطه، عندما وضع اليمنيين أمام خيارين «يا أنا يا الصوملة»، وبعد وصول الحوثي إلى صنعاء وتمكنه من السيطرة على كل ممكنات الدولة المادية والعسكرية، تمكن علي صالح من خلال دوره في السلطة، ولعبة المتناقضات التي أدار بها البلد خلال فترة حكمه ونتيجة لتشابك المصالح المناطقية ولمذهبية خلق هذا التحالف. وتابع: «بعد فترات من الحرب ينظر الحوثي إلى مشاركة صالح في هذه المعركة بأنها فقط استثمار لخبرته ومهاراته وليس لما يقدمه في المعركة، لأن من يقودون المعارك ومن يخوضون صراع الحلف هم قوة الحوثيين».
إلى ذلك، قال رئيس شعبة الهندسة العسكرية في المنطقة العسكرية الثالثة العقيد صالح طريق إن الميليشيا الانقلابية زرعت نحو 16 ألف لغم أرضي حول مأرب (شرق صنعاء) قبل انسحابها.
وأضاف طريق «إن الميليشيا تقوم بنثر وزرع الألغام والمتفجرات في المناطق التي يخسرونها بشكل واسع ويعتبرونها استراتيجية انتقامية لقتل النازحين والمهجرين العائدين إلى منازلهم»، وذلك في تقرير نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وأشار إلى أن الفريق الهندسي تمكن من نزع 4500 لغم من منطقة المخدرة التي تم تحريرها قبل أسابيع وتطهير مساحة لا تتجاوز 5 كيلومترات من المنطقة التي تتجاوز مساحتها 25 كيلومترا.
وناشد العقيد طريق الحكومة ومنظمات المجتمع المدني تقديم الدعم للفرق الهندسية في المنطقة لنزع الألغام والمتفجرات التي تفوق عملية نزعها قدرات وإمكانات الفرقة الهندسية، كون بعض الألغام والمتفجرات دفنت بفعل سيول الأمطار، وهو ما يهدد حياة المواطنين الذين بدأوا بالعودة إلى منازلهم.
شنت مقاتلات التحالف غاراتها المكثفة خلال الـ48 ساعة الماضية على مواقع وتجمعات وأهداف عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، في مختلف المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» في العاصمة صنعاء، بأن مقاتلات التحالف استهدفت، أمس السبت، بسلسلة من الغارات الجوية مخازن أسلحة وذخائر للانقلابيين في قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء ومواقع أخرى، وسمعت أصوات الانفجارات التي كانت شديدة من الموقع المستهدف مع تصاعد أعمدة الدخان.
وقصفت مقاتلات التحالف آليات ومواقع وتجمعات للميليشيات الانقلابية في مناطق متفرقة في محافظة الجوف، منذ مساء الجمعة الماضي، بما فيها غارات على تجمعات بجبل الربطة، والأخرى على معسكر حام الأعلى بسلسلة جبال جبهة حام، مع استمرار تحليق المقاتلات المكثف، وغارات أخرى استهدفت تجمعات للانقلابيين في منطقة المدفون في نهم، شرق صنعاء، وتعزيزات وآليات عسكرية في مزارع الجر ومنطقة الكرس وميدي بمحافظة حجة المحاذية للسعودية.
ورافق الإسناد الجوي للجيش الوطني، تجدد المواجهات بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية في مديرية صرواح، غرب مأرب. وبحسب مصادر ميدانية فقد تجدد المواجهات منذ مساء الجمعة، وحتى السبت، في جبهات الربيعية وتباب البراء مع تبادل للقصف المدفعي بين الطرفين، في ظل تقدم قوات الجيش الوطني من المديرية والاقتراب من تطهيرها بعد السيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية في المحافظة.
اتهامات للحوثيين بخطف قيادي في حزب صالح
استراتيجية «انتقامية» للميليشيات بزرع 16 ألف لغم في مأرب
اتهامات للحوثيين بخطف قيادي في حزب صالح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة