لم يمنع خرق النظام السوري للهدنة الأميركية - الروسية في مدينة درعا، صمود وقف النار لليوم السابع، في حين تواصلت الاشتباكات العنيفة على جبهة حي جوبر، تحت غطاء جوي واكب محاولة النظام التقدم في المنطقة وفصل الحي عن محيطه في الغوطة الشرقية لدمشق.
وبالتزامن، برزت محاولات لاحتواء مواجهة وشيكة بين «أحرار الشام» و«جبهة تحرير الشام» في سراقب بريف إدلب، حيث دفع الطرفان بتعزيزات عسكرية.
ورغم استهداف النظام لأحياء درعا البلد في مدينة درعا بعدة قذائف، فإن ذلك لم يمنع صمود الهدنة الأميركية - الروسية، بحسب ما قال مصدر قيادي في «الجيش الحر» في الجنوب. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن النظام «يبدو أعجز من أن يتجاوز الهدنة، بالنظر إلى أنها تحت رعاية دولية». وقال إن الخروقات «تؤكد أن النظام لا يلتزم بالهدن، ولا يزال متمسكاً بالحل العسكري، لكن الضغوط الدولية عليه تقيّده وتمنعه من التفكير في استعادة ما خسره في جولات القتال السابقة في المنطقة».
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تراجع وتيرة الخروقات في المحافظات الجنوبية الثلاث (السويداء والقنيطرة ودرعا) منذ سريان هدنة الجنوب السوري، التي بدأ تطبيقها في 9 يوليو (تموز) الجاري. وسجل المرصد خلال اليوم السادس استهداف قوات النظام لمنطقة التلول الحمر ومحيط بلدة حضر في قطاع القنيطرة الشمالي بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، فيما استهدفت قوات النظام بقذيفتين مناطق في بلدة الحراك بشرق درعا، إضافة لقصف من قوات النظام على منطقة في درعا البلد بأسطوانة متفجرة.
ولم ينسحب الهدوء في الجنوب على جبهة حي جوبر في دمشق، حيث تحاول قوات النظام عزل آخر الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في العاصمة، عن محيطها الحيوي في الغوطة الشرقية لدمشق، بهدف استعادة السيطرة عليه. ونفذت الطائرات الحربية أمس خمس غارات مستهدفة مناطق في حي جوبر الدمشقي وبلدة عين ترما ومحيطها في الأطراف الغربية لغوطة دمشق الشرقية. وتزامنت عمليات القصف الجوي مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «فيلق الرحمن» من جانب، وقوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جانب آخر، على محور عرفة بجوبر ومحاور أخرى في وادي عين ترما ومحيط البلدة.
وتواصلت الاشتباكات غداة ارتكاب قوات النظام مجزرة في بلدة عين ترما ومدينة زملكا في غوطة دمشق الشرقية، إثر استهدافها بغارات جوية الجمعة، أسفرت عن مقتل 14 قتيلاً مدنياً بينهم 5 مواطنات وطفلان، وهي أكبر مجزرة ترتكبها الطائرات الحربية في الغوطة الشرقية، منذ 4 أبريل (نيسان) الماضي. كما قصفت قوات النظام بثلاث قذائف أماكن في مدينة حرستا في غوطة دمشق الشرقية.
التصعيد في دمشق، قابله تصعيد آخر في ريف حلب الشمالي، حيث اندلعت اشتباكات بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في الأطراف الغربية لمدينة حلب. وبدأت المعارك العنيفة بهجوم للفصائل على محوري دار الأيتام ومبنى المخابرات الجوية في أطراف حي جمعية الزهراء بغرب مدينة حلب.
في غضون ذلك، لفّ التوتر الريف الشرقي لإدلب، إثر استنفار في صفوف «حركة أحرار الشام» و«هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً)، وسط مخاوف وحذر من الأهالي يسود سراقب وتل الطوقان ومناطق أخرى في الريف الشرقي لإدلب، على خلفية الاقتتال الذي دار بين الطرفين، في محيط منطقة تل الطوقان. وأكدت مصادر أهلية أن «أحرار الشام» و«تحرير الشام» استقدم كل منهما تعزيزات عسكرية، مع قيامهما بتحصين نقاطهما ومواقعهما في محيط تل الطوقان وسراقب، وسط تحذيرات أطلقها سكان بلدة سراقب، بأنهم سيتصدون لأي هجوم على بلدتهم.
النظام يخرق هدنة الجنوب... ويصعّد هجماته لعزل جوبر عن الغوطة
محاولات لاحتواء المواجهة بين «أحرار الشام» و«هيئة تحرير الشام» في إدلب
النظام يخرق هدنة الجنوب... ويصعّد هجماته لعزل جوبر عن الغوطة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة