«داعش» يعلن مسؤوليته عن الهجوم الفاشل في محطة قطارات بروكسل

بلجيكا فشلت في الوصول إلى أسلحة ومتفجرات تبحث عنها

جنود من الجيش البلجيكي ينتشرون في إطار إجراءات أمنية في محطة القطارات الرئيسية بالعاصمة بروكسل الشهر الماضي (أ.ب)
جنود من الجيش البلجيكي ينتشرون في إطار إجراءات أمنية في محطة القطارات الرئيسية بالعاصمة بروكسل الشهر الماضي (أ.ب)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن الهجوم الفاشل في محطة قطارات بروكسل

جنود من الجيش البلجيكي ينتشرون في إطار إجراءات أمنية في محطة القطارات الرئيسية بالعاصمة بروكسل الشهر الماضي (أ.ب)
جنود من الجيش البلجيكي ينتشرون في إطار إجراءات أمنية في محطة القطارات الرئيسية بالعاصمة بروكسل الشهر الماضي (أ.ب)

باءت كل محاولات الشرطة البلجيكية وأجهزة الاستخبارات، للعثور على كمية من الأسلحة والمتفجرات التي تركها منفذو تفجيرات بروكسل التي وقعت في مارس (آذار) 2016، وفقا لخريطة مرسومة بخط اليد، عثرت عليها الشرطة داخل المسكن، الذي اختبأ فيه المشتبه به صلاح عبد السلام في «فورست» عقب عودته من باريس وتراجعه في آخر لحظة عن تفجير نفسه في الهجمات، التي جرت 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. وظل عبد السلام مختبئا في بلدية فورست بالعاصمة بروكسل قبل أن ينتقل إلى مسكن آخر في مولنبيك ويلقى القبض عليه فيه قبل أيام قليلة من تفجيرات مارس العام الماضي. وحسب معلومات أمنية كشفت عنها وسائل إعلام محلية، فقد نفذت الشرطة مداهمات أمنية بإحدى المناطق التي تضم مجمعا مدرسيا في إقليم لمبورغ في يونيو (حزيران) من العام الماضي، ولم يتم العثور على الأسلحة أو المتفجرات وفي نهاية يوليو (تموز) تلقت السلطات معلومات تفيد بأن شخصا كان يعمل حارسا في صالة رياضية قريبة من المجمع المدرسي قتل في سوريا، وقد عرف طريقه إلى التطرف بعد أن تزوج من عائلة محمد عبريني الناجي الوحيد من بين منفذي تفجيرات بروكسل. وداهمت الشرطة من جديد نفس المنطقة في أغسطس (آب) الماضي وقامت بتفتيش الصالة الرياضية والمدرسة واستخدمت الكلاب البوليسية المدربة على البحث عن متفجرات ولكن كل هذه الجهود باءت بالفشل، وتوصلت إدارة أمن الدولة في بلجيكا إلى معلومات تفيد بأن منفذي هجمات باريس وبروكسل ربما خزنوا أسلحتهم في إحدى المدارس في إقليم لامبورغ الواقع شرقي البلاد. وكشفت وثيقة صادرة عن إدارة أمن الدولة قامت وسائل إعلام محلية ناطقة بالهولندية، بتسريب محتوياتها، معلومات مفادها أن المحققين عثروا في مخبأ صلاح عبد السلام بعد هجمات باريس, والمعتقل حاليا لدى السلطات الفرنسية، على خريطة تؤدي إلى المكان المفترض أن تكون الأسلحة قد خُزنت فيه.
وأكدت إدارة أمن الدولة أن الخريطة قادت إلى مدرسة ابتدائية في بلدية مولنبيرغ في مقاطعة لامبورغ، «لم تعثر الشرطة على أسلحة في ذلك المكان عندما داهمته في 11 يونيو 2016». ويعيش في بلدية لومبيرغ عدد كبير من العائلات من أصول مهاجرة وتنشط فيها الخلايا المتطرفة. كما تحدثت الوثيقة عن تواطؤ أحد العاملين في المباني الملحقة بالمدرسة، والذي كان على علاقة بالإرهابيين، خاصة المدعو محمد عبريني (أحد أفراد المجموعة التي نفذت هجوم بروكسل والمعتقل لدى السلطات البلجيكية). وذكرت الوثيقة أن هذا الشخص «المتواطئ» قد التحق بتنظيم داعش في سوريا قبل أن يلقى مصرعه هناك.
إلى ذلك، أشارت وسائل الإعلام المحلية، حسب الوثيقة المسربة نفسها، أن معطيات التحقيق أدت إلى استنتاجات مفادها أن الإرهابيين استخدموا بعض مباني المدرسة لتخزين كميات من الأسلحة تم نقلها إلى أماكن أخرى قبل وقوع هجمات باريس وبروكسل. هذا وقد أكدت التحقيقات على وجود ارتباط قوي بين المجموعة التي نفذت هجوم باريس في 13 نوفمبر 2015 وهجوم بروكسل في 22 مارس 2016. وعلى وجود عدة أوكار وبيئات حاضنة لهم في المدينتين، واتصالات وثيقة لهم مع تنظيم (داعش) في سوريا.
من جهة أخرى قالت وسائل الإعلام البلجيكية، إن تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن الهجوم الفاشل الذي وقع في محطة قطار وسط بروكسل 20 يونيو الماضي ولم يسفر عن أي ضحايا، وانتهى إلى مقتل منفذ الحادث ويدعى أسامة من أصول مغربية، كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم مماثل وقع قبله بيوم واحد بالقرب من الشانزلزيه في باريس وانتهى أيضا بالفشل ولم يسفر عن سقوط ضحايا بينما قتل شخص 31 عاما والذي كان يقود سيارة بها أسطوانات من الغاز.
وأشار الإعلام البلجيكي أن «مجلة» الإنترنت المحسوبة على تنظيم داعش، نشرت أسماء منفذي الهجومين ضمن قائمة شهداء «داعش»، وقالت إنهم من جنود دولة الخلافة الإسلامية وأسفرت عملية المداهمة لمنزل الشخص، الذي قتل في المحاولة الفاشلة ببروكسل، عن العثور على المواد التي تدخل في تصنيع المتفجرات ومنها مادة تي إي تي بي وهي نفس المواد التي استخدمت في تصنيع متفجرات استخدمت في هجمات باريس في نوفمبر 2015 ومارس 2016
وحسب ما ذكر مكتب التحقيقات البلجيكي فقد عثرت الشرطة داخل منزله على أدله تفيد بأنه من المؤيدين لتنظيم داعش ومنها بعض الكتابات التي تؤكد ذلك وعثر عليها رجال الأمن، كما أشارت وسائل الإعلام إلى أن عملية المداهمة أظهرت وجود دلائل تشير إلى أن هذا الرجل قام بصنع قنبلة في منزله. ولكن عائلته في شمال المغرب نفت أي علاقة بينه وبين التطرف وأنه كان ضد الإرهاب.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».