سكان غرب الموصل يبدأون مهمة إعادة بناء مدينتهم المدمّرة

TT

سكان غرب الموصل يبدأون مهمة إعادة بناء مدينتهم المدمّرة

على مقربة من المدينة القديمة، قلب الموصل التاريخي الذي دمرته المعارك الشرسة، يراقب ماهر النجماوي عاملاً يجدد طلاء متجره المهجور منذ فترة طويلة، في مسعى من سكان ثاني أكبر مدن العراق لإعادة الروح إليها، بعد شهور من القتال. يقول النجماوي (29 عاماً)، وهو بائع بطاريات وإطارات سيارات، «هنا انفجرت سيارة مفخخة، وهناك ضرب صاروخ المبنى»، بحسب ما جاء في تحقيق لوكالة الصحافة الفرنسية من الموصل أمس.
لا يزال الطلاء الأبيض على واجهة محله ناصعاً، على رغم الدمار المحيط بالمكان. صفوف من المحلات لا تزال فارغة، وواجهاتها الحديدية متروسة بثقوب الرصاص.
في المدينة القديمة، تغطي الأنقاض والركام وقطع الخردة، الشوارع الممتدة بين مبان نصف منهارة.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الاثنين، استعادة الموصل من تنظيم داعش الذي استولى على المدينة ومساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا العام 2014.
يحاول سكان الموصل القديمة اليوم إعادة الحياة الطبيعية مجدداً إلى المدينة التي شوهتها الحرب. يناظر سالم عبد الخالق أمام منزله عمالاً يقومون بوضع حجارة جاهزة لإعادة بناء متاجر قريبة. يقول إن «المنازل القديمة تضعضعت نتيجة عنف الغارات وانفجار السيارات المفخخة». ويضيف الرجل البالغ 34 عاماً وهو أب لثمانية أطفال أن «هذه المحلات أصيبت بأضرار، كنا نخشى أن تنهار، لذلك هدمناها لإعادة بنائها». وتابع: «أود أيضاً أن أجدد داخلية منزلي، لقد تصدعت الجدران والأساسات».
في شارع تسوق بحي الموصل الجديدة خارج البلدة القديمة، تفوح رائحة كريهة من مياه صرف صحي تتدفق في أقنية ممتدة إلى جانب أرصفة تغطيها القمامة. ولكن عند أسفل المباني المهدمة، محلات تجارية أعادت فتح أبوابها. وأمام متجر لبيع الثلج، حفرة كبيرة تتكشف منها أنابيب ملتوية.
وإلى أبعد قليلاً، تغزو الأرصفة طاولات وكراسي مطاعم وشوايات الدجاج.
يقول أحمد حامد وهو يجلس مع أصدقائه ويستعد لتناول وجبة من اللحم المشوي أمام أحد المطاعم: «في السابق لم نكن قادرين على المشي هنا. كان الدمار في كل مكان. لكن خلال الشهرين الماضيين بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها». ويوضح المهندس البالغ 49 عاماً أن البنى التحتية في غرب الموصل دمرت. ويضيف «الطرقات، ونظام الصرف الصحي، والمياه الجارية، والكهرباء، لم يبق شيء». ويتابع: «بالنسبة إلى المياه هناك خزانات أو منظمات توزعها مجاناً، وأما الكهرباء فالناس تشترك بمولدات كهربائية في كل حي».
في آخر الشارع، يصب عمال البلدية الإسمنت في خنادق كبيرة بعد تركيب مجار جديدة. ويقول المسؤول عن معالجة مياه الصرف في البلدية عمار أنور لوكالة الصحافة الفرنسية: «نعمل منذ شهر في مناطق تم تحريرها في غرب الموصل».
لكن سلطات المدينة تقول إنها تعاني من نقص مالي. ويشير أنور إلى أن «الأموال التي خصصت قليلة بسبب الوضع المالي للبلاد، ولكن المنظمات غير الحكومية ستساعدنا».
وحذّرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة الاثنين من أن الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والبنية التحتية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، ستحتاج إلى إعادة بناء أو إصلاح. وأوضحت أنه «من المحتمل أن تكون عملية إعادة البناء بطيئة ومكلفة، لكنها ضرورية لتحقيق الاستقرار».
ولكن في متجر البقالة حيث يعمل لؤي حازم، عادت السلع الأساسية للظهور مجدداً. فهو يبيع المعكرونة وصناديق الفاصولياء وكراتين البيض وزجاجات المياه والحفاضات. يقول إن «كل هذه المنتجات متوافرة الآن، ولكنها أغلى بسبب النقل». ويشكو حازم أيضاً من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية. يقول: «لا توجد مياه ولا كهرباء، يمكنك الحصول على كهرباء عن طريق المولد، ولكن الأسعار التي يفرضونها أعلى من الأسعار التي تحددها الحكومة (....) لقد دمرنا داعش».



الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
TT

الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)

أكد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية وخاصة مصر، وذلك خلال لقاء جمعهما على هامش القمة العربية الطارئة بالقاهرة، اليوم (الثلاثاء).

من جهته، دعا الرئيس المصري إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تضم كافة مكونات الشعب السوري خلال لقائه الشرع. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن السيسي أكد في لقائه مع الشرع حرص مصر على دعم الشعب السوري «ومراعاة إرادته واختياراته لتحقيق الاستقرار والتنمية». وأضاف أن السيسي شدد خلال الاجتماع على أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة «لا تقصي طرفاً». وأوضح المتحدث أن الرئيس المصري شدّد على حرص مصر على وحدة الأراضي السورية وسلامتها وعلى «رفض مصر لأي تعدٍ على الأراضي السورية».

وذكرت الرئاسة المصرية أن الرئيس السوري أكّد حرصه على «بدء صفحة جديدة من علاقات الأخوة مع الدول العربية، وخاصة مصر».