تشهد جبهات دير الزور سباقا بين القوى المتصارعة في سوريا، بهدف السيطرة على آخر معاقل تنظيم داعش في المحافظة، مع اقتراب حسم معركة الرقّة.
وتتدافع الحشود العسكرية على ثلاث جبهات، رغم أن ميزان القوّة يميل لصالح قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، باعتبار أن دير الزور هي إحدى أهم نقاط النفوذ الأميركي في الجغرافيا السورية.
ورغم أن المعركة الميدانية مؤجلة إلى ما بعد إعلان السيطرة الكاملة على الرقّة، فإن محافظة دير الزور بقيت هدفا للقصف الجوي، حيث هزت انفجارات عنيفة مدينة الميادين، وتبين أنها ناجمة عن قصف طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي، استهدف المدينة بأربع غارات متتالية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «الغارة الأولى استهدفت ما تبقى من مبنى الأعلاف في الميادين، وأصابت الغارة الثانية مبنى النادي، ما تسبب في احتراق آليات عسكرية لـ(داعش)، في حين استهدفت الغارة الثالثة خان الخلوف الذي يتخذه التنظيم مرآبا لآلياته وسياراته، أما الرابعة فطالت حراقات للنفط في أطراف الميادين»، مؤكدا أن الطائرات «استخدمت في قصف هذه المواقع صواريخ شديدة الانفجار».
ويبدو أن معارك دير الزور المقبلة ستخاض على ثلاث جبهات، وفق تقدير أحمد الرمضان مؤسس موقع «فرات بوست» الإخباري المعارض، الذي أوضح، أن «الجبهة الأولى ستكون من جهة البادية وتتولاها قوات المعارضة، لا سيما فصيلي (جيش أسود الشرقية) و(مغاوير الثورة)، والثانية تتولاها (قوات النخبة) المنضوية ضمن قوات سوريا الديمقراطية، من جهة الشدادي، والثالثة (جبهة السخنة)، التي يتولاها النظام وحلفاؤه».
وأكد الرمضان لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأميركيين وحلفاءهم من القوات الكردية، يستعجلون إنشاء قاعدة عسكرية في الشدادي، تساعدهم في معركة دير الزور المقبلة، بالاشتراك مع فصائل المعارضة السورية، إلا أن فصائل وأبرزها (مغاوير الثورة)، رفضت الانضواء تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية، طالما أن الأخيرة لديها مشروع انفصالي في سوريا». وقال الرمضان إن «معركة دير الزور المؤجلة إلى ما بعد إعلان النصر في الرقة، ستكون الغلبة فيها للتحالف الدولي، الذي لن يسمح للنظام والميليشيات الموالية بالتقدم فيها، لأنها تعدّ واحدة من أهم مناطق النفوذ الأميركي في سوريا».
وشهدت محافظة دير الزور حركة نزوح كثيفة، حيث فرّت مئات العائلات من مدينة الميادين والقرى والبلدات الواقعة في منطقة الشامية بجنوب نهر الفرات وغربه، وأفاد ناشطون بأن «هذا النزوح هو نتيجة تخوف المواطنين من قرب بدء هجوم قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، على محافظة دير الزور». وأكدوا أن «المدنيين نزحوا باتجاه محافظة الحسكة ومناطق سيطرة القوات التركية والفصائل السورية المدعومة منها والعاملة ضمن عملية (درع الفرات) بريف حلب الشمالي الشرقي». لكن أحمد الرمضان عزا هذا النزوح إلى «كثافة الغارات الجوية والمجازر التي ترتكبها طائرات التحالف والطيران الروسي وحتى العراقي، والتي أودت بحياة أكثر من ألفي مدني حتى الآن».
ومع تراجع القدرات العسكرية والقتالية لتنظيم داعش في سوريا، بدأ عدد من قادة وكوادر التنظيم بالفرار من دير الزور، وأفاد المرصد السوري، بأن «شخصا مغربيا يعمل في (ديوان الزكاة بولاية الخير) التابع لـ(داعش)، فرَّ مع عائلته من مدينة الميادين، إلى خارج مناطق سيطرة التنظيم». وقال: إن «عناصر من المكتب الأمني للتنظيم، داهموا المنزل الذي كان يقطن فيه المغربي في شارع الأربعين بمدينة الميادين». ويأتي ذلك بعد ستة أيام من فرار كاتب العدل السابق في محكمة «داعش» مع عائلته من مدينة الميادين نحو مناطق خارج سيطرة التنظيم، وفرار ثلاثة قياديين للتنظيم من دير الزور منتصف الشهر الماضي.
مصدر معارض في دير الزور أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «أكثر من مائة قيادي في (داعش)، موثقين بالأسماء والصور فرّوا من دير الزور في الأيام الأخيرة». وأكد المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن بعض هؤلاء هربوا نحو الشمال، وربما دخلوا إلى تركيا، وبعضهم توجه نحو البادية ودخل إلى مخيم البركان القريب من الحدود الأردنية، بعد أن دفعوا أموالا لحواجز عسكرية. وعزا عمليات الفرار هذه إلى أن كوادر التنظيم وعناصره «باتوا يشعرون بأن مرحلة العد التنازلي لنهايتهم اقتربت، بعد سقوط الموصل، واقتراب الحسم العسكري في الرقة، والتحضيرات الواسعة لمعركة دير الزور».
إلى ذلك، أظهرت مجموعة من الصور، تقدم ميليشيا حركة «النجباء» في مناطق جديدة على الحدود «العراقية - السورية».
وذكرت وسائل الإعلام العراقية أن ميليشيا النجباء المنضوية تحت لواء «الحشد الشعبي»، سيطرت على مناطق جديدة في المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن بعد خروج تنظيم «الدولة» منها.
سباق على معركة دير الزور المؤجلة... والأرجحية للتحالف الدولي
آلاف العائلات تغادر الميادين... وكوادر لـ«داعش» تفرّ من المنطقة
سباق على معركة دير الزور المؤجلة... والأرجحية للتحالف الدولي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة