السيسي يتعهد بكشف تفاصيل مقتل الإيطالي «ريجيني» ومحاكمة مرتكبيه

مقتل عضو بحركة «حسم» الإرهابية في تبادل لإطلاق النار جنوب القاهرة

TT

السيسي يتعهد بكشف تفاصيل مقتل الإيطالي «ريجيني» ومحاكمة مرتكبيه

جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعهده بالكشف عن تفاصيل حادث مقتل الباحث الإيطالي ريجيني، مؤكداً خلال استقباله وفداً برلمانياً إيطالياً في القاهرة، أمس، التزام مصر الكامل بالعمل على كشف مُلابسات الواقعة، وتقديم مرتكبيها إلى المحاكمة.
واختفى ريجيني (28 عاماً) في القاهرة، يوم 25 يناير (كانون الثاني) 2016، وعثر على جثته في طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي وبها آثار تعذيب بعد عدة أيام. ورفضت مصر مراراً مزاعم تشير إلى احتمال تورط أجهزة أمنية في مقتله.
وتباشر النيابة العامة المصرية، بالتعاون مع السلطات الإيطالية، التحقيق في القضية، حيث جرت زيارات متبادلة لوفود قضائية مصرية وإيطالية. وسلمت مصر لإيطاليا، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحسابات البنكية الخاصة بريجيني، كما وافق النائب العام، في يناير الماضي، على أن يقوم خبراء من إيطاليا وشركة ألمانية متخصصة في استرجاع تسجيلات كاميرات المراقبة بفحص كاميرات بالقاهرة ضمن التحقيق في مقتل ريجيني.
وكانت إيطاليا قد شكت من بطء وتيرة التحقيقات، وأقدمت العام الماضي على سحب سفيرها في القاهرة، حيث تدار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على مستوى القائم بالأعمال، دون وجود سفراء في القاهرة أو روما.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان، أمس، إن الرئيس السيسي استقبل وفداً من البرلمان الإيطالي، برئاسة نيكولا لاتوري رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ، وعضوية ماوريتسيو جاسباري نائب رئيس مجلس الشيوخ، مشيراً إلى أن الرئيس رحب بأعضاء الوفد، وأعرب عن تطلع مصر لتطوير العلاقات التاريخية التي تجمعها بإيطاليا، ودفعها قُدماً، مؤكداً ثقته في قدرة العلاقات بين البلدين على تجاوز مختلف التحديات.
كما أكد السيسي على أهمية مواصلة تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين، وتكثيف الزيارات المتبادلة بين أعضاء البرلمانين، بما يسهم في زيادة التفاعل الشعبي، ويضيف زخماً متجدداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين الشعبين المصري والإيطالي، وقال إن «مصر لن تنسى مواقف إيطاليا الداعمة لإرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو (حزيران) 2013».
وأضاف المتحدث الرسمي أن أعضاء الوفد البرلماني الإيطالي أعربوا خلال اللقاء عن اعتزاز بلادهم بعلاقاتها المتميزة مع مصر، وتطلعهم للارتقاء بأطر التعاون القائمة وتفعيلها في كل المجالات خلال المرحلة المقبلة، مؤكدين دعم إيطاليا ووقوفها إلى جانب مصر في مواجهة كل التحديات، سواء الأمنية أو الاقتصادية.
وفيما يتعلق بسبل التعامل مع الأزمات القائمة بالمنطقة، خصوصاً في ليبيا، أكد الرئيس السيسي أن استعادة الاستقرار، وإنهاء المعاناة الإنسانية في المنطقة، تفرض أولوية التوصل لتسويات سياسية لهذه الأزمات، والحفاظ على كيان الدولة الوطنية وسلامة أراضيها، فضلاً عن دعم مؤسساتها الوطنية لتتمكن من الاضطلاع بمسؤولياتها في تأمين حدودها في مواجهة الإرهاب وظاهرة الهجرة غير الشرعية.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس، مقتل أحد عناصر حركة «حسم» الإرهابية، في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بمحافظة الفيوم (جنوب العاصمة القاهرة)، وذلك في إطار الحملة الأمنية الواسعة التي تشنها السلطات في أعقاب التفجيرات الكبيرة التي شهدتها شمال سيناء الأيام الماضية.
وقتل أكثر من 20 من قوات الجيش المصري، بينهم 5 ضباط، وأصيب 26 آخرون، يوم الجمعة الماضي، في تفجيرات تبناها تنظيم «داعش» بشمال سيناء. وأعقبها مواجهات أمنية كبيرة في القاهرة وعدة محافظات لتعقب فلول الجماعات المسلحة، حيث قتل عدد كبير منهم.
و«حسم» هي اختصار لـ«حركة سواعد مصر» المسلحة، التي ظهرت قبل نحو عامين، ونفذت عدداً من الاغتيالات لضباط شرطة. وتقول السلطات إنها أحد الأجنحة المسلحة لجماعة الإخوان.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.