«قسد» تسيطر على بلدة جنوب الرقة... والمعارضة تسقط طائرة للنظام

مقاتل ينظر إلى دخان بعد غارة جوية للتحالف في الرقة (رويترز)
مقاتل ينظر إلى دخان بعد غارة جوية للتحالف في الرقة (رويترز)
TT

«قسد» تسيطر على بلدة جنوب الرقة... والمعارضة تسقط طائرة للنظام

مقاتل ينظر إلى دخان بعد غارة جوية للتحالف في الرقة (رويترز)
مقاتل ينظر إلى دخان بعد غارة جوية للتحالف في الرقة (رويترز)

أعلن فصيل في المعارضة السورية، اليوم (الثلاثاء)، إسقاط طائرة حربية تابعة لقوات النظام السوري، قرب منطقة يشملها وقف إطلاق النار في جنوب البلاد، في حادثة أكدها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد فارس المنجد، مدير المكتب الإعلامي لـ«قوات الشهيد أحمد العبدو» التي تقاتل في جنوب شرقي سوريا، بأن الطائرة أسقطت «من قبل المضادات الأرضية التابعة لنا» وهوت «في مناطق سيطرة النظام»، مشيراً إلى عدم توافر معلومات بشأن مصير الطيار.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرة أسقطت بين محافظتي ريف دمشق والسويداء.
وفي مدينة الرقة، قال ناطق باسم «قوات سوريا الديمقراطية» اليوم إنها سيطرت على بلدة جنوب مدينة الرقة كان تنظيم داعش يدير قاعدة عسكرية كبيرة ومعسكراً تدريبياً فيها.
وقال مدير مركز إعلام «قوات سوريا الديمقراطية» مصطفى بالي إنها سيطرت على بلدة العكيرشي التي تقع على بعد نحو 15 كيلومتراً جنوب الرقة على نهر الفرات.
وتوغلت القوات في الرقة الشهر الماضي بعد حملة طويلة يدعمها التحالف بقيادة الولايات المتحدة بالضربات الجوية والقوات الخاصة.
وسمحت سلسلة هجمات على الضفة الجنوبية لنهر الفرات أخيراً لـ«قوات سوريا الديمقراطية» بمحاصرة المتطرفين تماماً داخل الرقة والتقدم جنوب المدينة.
وتخوض القوات التي تقودها «وحدات حماية الشعب» الكردية معارك ضارية داخل المدينة القديمة بالرقة منذ الأسبوع الماضي، بعدما قصف التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأسوار التاريخية للمنطقة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «داعش» أعدم العشرات من مقاتليه في العكيرشي في عام 2015، بسبب انشقاقهم أو لاتهامات بالخيانة.
وأطلق «داعش» على المعسكر التدريبي الذي أنشأته في البلدة اسم «أسامة بن لادن»، زعيم تنظيم القاعدة الذي قتلته قوات أميركية في عام 2011.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.