ربما بات الانتصار على تنظيم داعش في معركة الموصل في متناول اليد، لكن كثيرين من قرابة مليون شخص نزحوا من المدينة جراء القتال المستمر منذ أشهر ليسوا في وضع يسمح لهم بالاحتفال. فمبعث القلق الرئيسي في مخيم يؤوي بعض الفارين من القتال الدائر منذ ثمانية أشهر بين القوات العراقية ومتشددي تنظيم داعش هو كيفية العيش دون كهرباء في أجواء تتجاوز درجة حرارتها 40 درجة مئوية.
وحسب تقرير لوكالة «رويترز»، يبيع بعض النازحين الذين يعيشون في مخيم حسن شام شرقي الموصل حصصهم من المواد الغذائية كي يشتروا سلعة أثمن: الثلج. فكتلة صغيرة منه طولها 30 سنتيمترا تقريبا تباع نظير 500 دينار عراقي (0.43 دولار). وقال بعض سكان المخيم وهم واقفون في طابور لشراء الثلج إنه يسعدهم رحيل المتشددين الذين ذاقوا على أيديهم ألوان العنف والحرمان لثلاث سنوات لكنهم يتساءلون كيف سيبدأون حياة جديدة في مدينة مدمرة.
معظم النازحين فقد سبل الرزق وكثير منهم فقد البيت والأقارب أيضاً. وقال محمد الحاج أحمد الذي وصل إلى المخيم قبل خمسة أيام من حي سوق الشعارين في الموصل حيث كانت القوات العراقية تقاتل لطرد فلول
المتشددين: «لا يوجد شيء لم يأخذوه منا».
وفقد الحاج أحمد، وهو تاجر ملابس، منزله وسيارته وتجارته و15 فردا من عائلته الكبرى نتيجة سيطرة «داعش» على الموصل. وقال: «إذا لم تحدث إعادة إعمار ولم يرجع الناس لبيوتهم ولم يستردوا ممتلكاتهم، فما معنى التحرير؟»
وشكا حسين (18 عاما) الذي فر من الموصل مرتين هذا العام: «لا عمل هنا (في الموصل) والوضع لا يزال غير مستقر». وأضاف «هنا آمن من هناك».
وكثير من المقيمين في مخيم حسن شام من أبناء الشطر الشرقي من المدينة، هذا على الرغم من استعادته في يناير (كانون الثاني) الماضي وعودة الحياة الطبيعية إليه نوعا ما. وقال عزيز أحمد (43 عاما) إنه كان سيعود إلى الموصل لو كان ذلك باستطاعته، لكنه لا يمكنه تحمل تكاليف العودة ناهيك باستئجار مسكن بالمدينة حيث ارتفعت الأسعار بسبب زيادة الطلب على المنازل. أما يونس إدريس (20 عاما) فقد فر من حي عدن قبل أربعة أشهر خوفا من الخلايا النائمة التابعة لـ«داعش»
وقال: «ما لم يتحسن الوضع فلن نعود... ليس واضحا ما سيحدث». (الدولار = 1167 دينارا عراقيا)
مستقبل غامض ينتظر النازحين بعد تحرير الموصل
معظمهم فقد سبل العيش والبيت والأقارب
مستقبل غامض ينتظر النازحين بعد تحرير الموصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة