تونس تقر رسمياً مواقع الإنتاج مناطق عسكرية مغلقة

بأمر من رئاسة الجمهورية

TT

تونس تقر رسمياً مواقع الإنتاج مناطق عسكرية مغلقة

أصدرت رئاسة الجمهورية التونسية بصفة رسمية قرارا رئاسيا يقضي باعتبار مواقع إنتاج النفط والفوسفات والمنشآت الحيوية الحساسة مناطق عسكرية محجرة مغلقة، وهو قرار يخول للمؤسسة العسكرية تأمينها ضد الاحتجاجات الاجتماعية، ويمكنها من حق إيقاف كل مشتبه به والتأكد من هويته.
وصدر الأمر الرئاسي، الذي يخول للمؤسسة العسكرية التدخل لمنع كل أشكال الاحتجاجات والاعتصامات في مناطق الإنتاج، في الثالث من الشهر الحالي في صحيفة الرائد الرسمي (الصحيفة الرسمية)، وهو ما يجعله نافذ المفعول في الحين. لكن لم يحدد الأمر الرئاسي المناطق المعنية بحماية المؤسسة العسكرية، وهو ما يعني أن القائمة مفتوحة، وبإمكانها أن تشمل أيضا أي منطقة إنتاج تهددها الاحتجاجات.
ومقابل الانتقادات الكثيرة التي رافقت هذا القرار من قبل منظمات حقوقية محلية ودولية، أقر مجلس الأمن الوطني، الذي يشرف عليه الرئيس منذ نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي، مواقع الإنتاج مناطق عسكرية يمنع دخولها دون إذن من القوات العسكرية، ويتيح لها استعمال السلاح في حال وجود خطر داهم.
وبشأن المخاطر التي تهدد مخالفي التعليمات العسكرية، قال محمد المؤدب، المدير السابق للأمن العسكري، في تصريح إعلامي، إن وجود أشخاص غير مرخّص لهم في «مناطق عسكرية محجّرة» يعرّضهم إلى مخاطر ردّ فعل القوات العسكريّة المكلّفة بحماية المنطقة، وقد يصل الأمر بعد التحذير والتنبيه إلى إطلاق النار.
وكان الرئيس الباجي قائد السبسي قد كلف في العاشر من مايو (أيار) الماضي الجيش بحماية مناجم الفوسفات وحقول الغاز والبترول ضد التحركات الاجتماعية التي عطلت الإنتاج لأشهر متتالية، وأعلن أن الدولة ستمنع مستقبلا المتظاهرين والمضربين والمعتصمين من قطع الطرقات المؤدية إلى مناطق الإنتاج، مبرزا أن تونس خسرت خلال السنوات الخمس الأخيرة نحو خمس مليارات دينار (نحو ملياري يورو) بسبب الإضرابات والاعتصامات وتعطيل إنتاج الفوسفات بمنطقة الحوض المنجمي في ولاية (محافظة) قفصة (وسط غرب)، وتطاوين (جنوب شرقي تونس).



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.