يعدّ الفنان الراحل نصري شمس الدين أحد رموز الفنّ في لبنان، إذ شكّل بصوته الجبلي علامة فارقة على الساحة العربية ككلّ. اليوم وفي الذكرى الـ90 لولادته ستكرّمه بلدته جون فتقيم له بالتعاون مع اتحاد بلديات إقليم الخرّوب، مهرجاناً احتفاء بهذه المناسبة. وكان وزير الاتصالات جمال الجرّاح قد وقّع أخيراً على قرار إصدار طابع بريدي تذكاري له من المتوقّع أن يترجم فعلياً على الأرض في الأيام القليلة المقبلة، إذ أكد الجراح بأنّه سيحيله إلى (ليبان بوست) فور توقيع المرسوم الخاص بإصداره من قبل مجلس الوزراء.
هذا المهرجان الذي سيشهده مسقط رأس الفنان الراحل (بلدة جون الشوفية) حيث كان يحلو له الجلوس في ظلّ أشجار أحد أحراجه (عين جرون)، ليقرأ نصوص مسرحيّاته أو يحفظ كلمات أغنية جديدة له، سيتضمن مجموعة من الإصدارات التذكارية المتعلّقة به وفيلم عن حياته وفنّه ومشاهد من أعماله، كما سيرقص شباب بلدة جون الدبكة اللبنانية على وقع أغانيه المعروفة.
«كنّا ننوي أن ننظم هذا المهرجان في ذكرى ولادة الفنان الراحل في 27 يونيو (حزيران) الفائت، إلا أننا فضّلنا التريّث، علّنا نحتفل بإصدار الطابع التذكاري الخاص به وبالمهرجان معاً». يقول رئيس بلدية جون، حنا مخّول لـ«الشرق الأوسط». ومن المقرر أن ترعى هذا المهرجان وزارة الثقافة وأن يشارك فيه منتدى «حفظة الذاكرة» و«بيت المصوّر اللبناني».
وفي حديث مع نجل الفنان الراحل مصطفى شمس الدين أشار إلى أنّه من المتوقّع أن يُنظّم المهرجان في منتصف شهر أغسطس (آب) المقبل، على ملعب جون الرياضي (قرب كنيسة البلدة)، وأن يتضمن برنامجا غنيّا بأرشيف يروي حياة نصري شمس الدين الفنيّة والشخصية. «سنعرض خلال الحفل شريطا مصوّرا يتضمن أبرز محطاته الفنية منذ بداياته في مصر مرورا بمسرحيات تعاون فيها مع الرحابنة ووصولا إلى حفلات غنائية أقامها في دمشق حيث توفّي على إحدى خشباتها في عام 1983». ويضيف مصطفى الذي عمل بنصيحة والده فدرس الموسيقى إلا أنه لم يعمل في مجال الغناء بأنّ مفاجأة المهرجان ستتمثّل ببثّ ثلاث أغنيات جديدة له، لم يسبق أن أذيعت في لبنان. «لقد فوجئت بوجود نحو 500 أغنية له موجودة في عدد من الإذاعات العربية (في سوريا والأردن والكويت والإسكندرية)، لم تر النور حتى اليوم. وهذه الأغاني هي ملك تلك الإذاعات ونحاول حاليا شراء حقوقها الرسمية على دفعات». وتتألّف الأغاني الثلاث من «لوحة ملوّنة» و«غنّالك الطير الأخضر» و«لبنان الغالي». أمّا برنامج المهرجان فيتضمن إضافة إلى لوحات راقصة من الدبكة اللبنانية حفل موسيقي يحييه فريق كورال بلدة جون الذي سيؤدّي كوكتيل من أشهر أغاني الفنان الراحل «يا مارق عالطواحين»، و«لما شفتا»، و«عالهوب الهوب»، و«عالعالي الدار»، و«يا أم الأساور»، وغيرها. كما سيلقي بعض أصدقائه من أيام الطفولة في البلدة أمثال الوزير السابق إلياس حنا ومختار البلدة فؤاد خرياطي وابن خالته عباس غصن كلمات يستذكرونه فيها، وكذلك الأمر بالنسبة لزملائه في عالم الفن أمثال وليم حسواني وإيلي شويري اللذين من المتوقّع أن يقدّما شهادات حيّة بشأن علاقتهما بالفنان الراحل.
وكان الفنان الراحل قد سبق وكُرّم أثناء ولاية جمهورية الراحل سليمان فرنجية، مقدّما له وسام الاستحقاق اللبناني، وعند وفاته وخلال عهد الرئيس أمين الجميل قُلّد وسام الأرز اللبناني. وتكريماً لعطاءاته الفنية وتعبيراً عن محبتهم الكبيرة له، نصب له أبناؤه تمثالاً برونزياً نحته خليل ريشا وسط ساحة بلدة جون، يمثله وهو يرتدي الطربوش تماماً كما كان يظهر في المسرحيات والأفلام.
وتوفي شمس الدين في 18 مارس (آذار) 1983، إثر نزيف دماغي عن 56 سنة، على أحد مسارح سوريا، وهو الذي شكل أحد أعمدة الفن اللبناني الأصيل من خلال أكثر من 500 أغنية وعشرات المسرحيات والإسكتشات من أعمال الرحابنة وغيرهم وبمشاركة السيدة فيروز ومنها مسرحية «أيام فخر الدين»، فضلاً عن الأفلام السينمائية وغيرها من المهرجانات المحلية والعربية والعالمية التي شارك فيها.
بلدة جون تكرّم ابنها نصري شمس الدين في الذكرى الـ90 لولادته
إصدار طابع بريدي تذكاري له قريباً
بلدة جون تكرّم ابنها نصري شمس الدين في الذكرى الـ90 لولادته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة