أزمة تجديد عقد الألماني مسعود أوزيل مع آرسنال تذكرنا بما حدث مع سمير نصري وروبن فان بيرسي، لكن هل هناك أندية كبرى ترغب في التعاقد معه؟
سئل المدير الفني لآرسنال الإنجليزي آرسين فينغر عن مشكلة تجديد عقد لاعب وسط الفريق مسعود أوزيل بعد فوز آرسنال على سوانزي سيتي بـ3 أهداف مقابل هدفين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسأل فيها المدير الفني الفرنسي عن هذا الأمر، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة. ورد فينغر قائلاً: «لا أعتقد أن أوزيل بحاجة إلى الإقناع من أجل البقاء، لأنه يريد أن يبقى هنا. إذا كانت لديكم الأموال اللازمة، اتصلوا بي». ولو كتبت كلمة «أوزيل» وكلمة «عقد» في محرك البحث على الموقع الإلكتروني لأي صحيفة في إنجلترا، سوف يظهر لك 4.117 نتيجة في الصحافة المحلية البريطانية خلال العام الماضي.
وقد تطرق فينغر إلى النقطة الأهم، وهي المقابل المادي، حيث تشير التقارير إلى أن عقد أوزيل، الذي يحصل بمقتضاه الآن على 140 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، لا يتبقى به سوى عام واحد فقط، ويريد اللاعب الألماني زيادة ضخمة في راتبه حتى يجدد عقده مع المدفعجية.
لكن وضع أوزيل يختلف عن وضع كثير من اللاعبين السابقين، بما في ذلك لاعبو آرسنال السابقين سمير نصري وروبن فان بيرسي، وحتى وضع لاعب آرسنال الحالي أليكسيس سانشيز. لقد رحل نصري وفان بيرسي عن آرسنال عامي 2011 و2012 إلى مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد على الترتيب، بينما لم يكن يتبقى في عقد كل منهما مع آرسنال سوى عام واحد فقط، ومن المتوقع أن يرحل سانشيز عن آرسنال خلال الصيف الحالي، ويثق مانشستر سيتي في قدرته على التعاقد مع المهاجم التشيلي الذي يتبقى في عقده عام واحد فقط.
لقد كانت سوق انتقالات اللاعبين مشتعلة من أجل الحصول على خدمات نصري وفان بيرسي، أما سانشيز فهو الآن محط أنظار كثير من الأندية العالمية، بما في ذلك تشيلسي وبايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان. وكانت المعضلة التي تواجه آرسنال في حالة كل من نصري وفان بيرسي أنه لم يكن يتبقى في عقد اللاعبين سوى عام واحد فقط، ولذا كان أمام آرسنال خياران لا ثالث لهما، فإما يبيع اللاعبين أو يحتفظ بهما حتى يتمكن اللاعبون من الانتقال في صفقة انتقال حر، وبالتالي يخسر النادي الأموال التي كان سيحصل عليها. وينطبق الأمر نفسه على سانشيز حالياً.
لكن ما هو موقف أوزيل؟ ما الأندية الأوروبية التي تسعى للتعاقد معه ومنحه الأموال التي يريد أن يحصل عليها من آرسنال؟ هناك 7 أندية فقط هي التي تستطيع أن تعطي راتباً أسبوعياً أكثر من 200 ألف جنيه إسترليني، وهي مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي وريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان. وفي الوقت الحالي، لم يدخل أي من هذه الأندية في مفاوضات جدية مع آرسنال من أجل الحصول على خدمات اللاعب.
وبناء على ذلك، بات أوزيل في وضع غريب، فهذا اللاعب الذي يعد من الطراز العالمي - والذي يرى البعض أنه قدم الأداء الذي يناسب ما يحصل عليه في حين يرى آخرون أنه لم يقدم الأداء المنتظر - يريد أن يحصل على راتب النجوم العالميين، لكنه لم يتلقَ حتى الآن عروضاً من الأندية الكبرى.
ويجب أن تكون نقطة البداية لأي تحليل يتعلق بمستقبل أوزيل هي القيمة المادية التي يعرضها آرسنال، والتي تشير تقارير إلى أنها تصل إلى نحو 280 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، أي بزيادة قدرها 100 في المائة عن العقد السابق، وهو ما يعني أن اللاعب سيحصل على 7.3 مليون جنيه إسترليني إضافية كل عام، قبل خصم الضرائب.
وكانت مصادر مقربة من اللاعب قد أشارت إلى أنه على استعداد للاستمرار مع ناديه الحالي آرسنال وتمديد عقده بشرط رفع راتبه الأسبوعي إلى 280 ألف جنيه إسترليني.
وأوضحت المصادر أن أوزيل، الذي كلف خزينة آرسنال 42 مليون جنيه إسترليني عندما انتدبه من صفوف ريال مدريد الإسباني في صيف عام 2013، خفض من طلباته في الحصول على 350 ألف جنيه أسبوعياً إلى 280 ألفاً من أجل آرسنال.
أما الأكيد فهو أن اللاعب لم تصله عروض مغرية من أندية القمة الأوروبية حتى الآن كما أشيع من قبل.
لكن أوزيل ما زال يماطل. ففي يناير (كانون الثاني) الماضي، قال أوزيل إنه لن يجدد عقده إلا بعد معرفة ما إذا كان فينغر سيستمر في قيادة الفريق أم لا. ووقع فينغر على عقد في 31 مايو (أيار) يستمر بموجبه مع آرسنال لمدة عامين مقبلين، لكن يبدو أن ذلك لم يساعد في التعجيل بتوقيع أوزيل لعقد جديد مع النادي.
ولعل السؤال الأهم بالنسبة لأوزيل هو: لماذا يتعين على لاعب خط الوسط الألماني أن يوقع عقداً جديداً خلال فترة الانتقالات الحالية، في ظل عدم وجود عروض جادة من أندية أخرى؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه ممثلوه، ومن المفهوم أنهم قد عقدوا العزم على عدم تجديد العقد حتى يناير 2018. وعند هذه النقطة، ستكون المدة المتبقية في عقد أوزيل هي 6 أشهر فقط ويحق له حينئذ التفاوض مع الأندية التي ترغب في التعاقد معه، والحصول على مبلغ مالي ضخم من النادي الذي سيتعاقد معه مماثل للمبلغ الذي كان سيدفعه هذا النادي لآرسنال من أجل الحصول على خدمات اللاعب.
والسؤال الآن هو: هل سيكون المبلغ الذي سيحصل عليه أوزيل من النادي المشتري أكبر من 7.3 مليون جنيه إسترليني التي كان سيحصل عليها سنوياً من آرسنال في حال توقيعه عقداً جديداً؟ بالتأكيد نعم، حتى لو كان من غير الواضح حتى الآن ما المبلغ الذي سيدفعه النادي المستقبلي لأوزيل عند التعاقد معه. ولو استمر أوزيل في المماطلة حتى يناير المقبل، كما هو متوقع، فإنه سيعمل على زيادة الخيارات المتاحة أمامه، بما في ذلك التوقيع على عقد جديد مع آرسنال، كما سيعمل على التألق في كأس العالم مع منتخب بلاده من أجل جذب أنظار الأندية الكبرى أيضاً. وعلى الجانب الآخر، من الممكن أن يحدث أي شيء خلال الأشهر المقبلة، بما في ذلك بعض الأمور السيئة، فقد يتعرض اللاعب للإصابة أو يظهر بمستوى سيئ، وبالتالي تنخفض قيمته السوقية. وقد يخشى اللاعب من الإصابة ويلعب بحذر شديد يؤثر على مستواه ويوتر العلاقة بينه وبين فينغر وزملائه، وحتى مشجعي الفريق. وسننتظر لنرى ما سيحدث خلال الأيام المقبلة. ورغم أن إدارة آرسنال تسعى جاهدة للحفاظ على أوزيل وأليكسيس سانشيز، فإن المطالب المالية الكبيرة قد تدفع النادي للمغامرة والإبقاء عليهما لموسم آخر حتى ولو كان الثمن مغادرتهما بعد ذلك دون مقابل.
أوزيل يريد راتباً ضخماً... لكن ما هي الأندية المهتمة بالتعاقد معه؟
نجم آرسنال يطالب بـ280 ألف إسترليني أسبوعياً ويناور لتعطيل مفاوضات التمديد
أوزيل يريد راتباً ضخماً... لكن ما هي الأندية المهتمة بالتعاقد معه؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة