مدارس السبت في بريطانيا... نقطة وصل الطلاب العرب بلغتهم الأم

دراسة تعتمد على أساليب تفاعلية ونشاطات متنوعة

مدارس السبت في بريطانيا... نقطة وصل الطلاب العرب بلغتهم الأم
TT

مدارس السبت في بريطانيا... نقطة وصل الطلاب العرب بلغتهم الأم

مدارس السبت في بريطانيا... نقطة وصل الطلاب العرب بلغتهم الأم

تعد اللغة العربية من أكثر اللغات إقبالا على التعلم من الأجانب في مدارس ومعاهد لندن، وتأتي في المركز الثاني بعد اللغة الإسبانية. وهي تقع بين عشر لغات حيوية يعتبرها المجلس البريطاني ضرورية للمستقبل خلال العقدين المقبلين خصوصاً مع قرار الخروج والانفتاح على العالم بعد توجه البلاد لمغادرة الاتحاد الأوروبي.
وينظر البريطانيون والأجانب إلى اللغة العربية كلغة حية ينطق بها عدد كبير من الشعوب في الشرق الأوسط. كما تعتبر لغة حيوية ويقبل عليها البعض لأغراض دينية من أجل التعرف على النطق الصحيح للغة القرآن الكريم بالإضافة إلى المجالات الدبلوماسية والتجارية وأغراض الإقامة في بعض الدول العربية.
والانطباعات الأولية لمن يتعلم اللغة العربية هي أن الخط العربي المكتوب صعب القراءة، بخلاف اللغات الأوروبية التي تشترك في الحروف اللاتينية. ولكن مع تعلم حروف ونصوص الكتابة باللغة العربية لا يجد التلاميذ صعوبة في قراءة اللغة العربية المكتوبة والتي هي واحدة في كثير من الدول التي تشترك في اللغة نفسها.
لكن الملاحظ أيضاً أن عددا قليلا فقط من طلاب اللغة العربية، لا يزيد عن واحد في المائة، يشعر بالثقة التامة في التحدث باللغة العربية.
* تعليم تفاعلي
وبالنسبة لعائلات المغتربين العرب في بريطانيا بشكل عام وفي لندن بوجه خاص، يبدو أن الخيار الوحيد أمام أبنائهم لتعلم اللغة العربية هو الاستعانة بمدارس نهاية الأسبوع التي تقام عادة أيام السبت لتعليم فصول للغة العربية للأطفال. وتنتشر هذه المدارس في كثير من الأحياء خصوصا تلك التي تعيش فيها الجاليات العربية والمسلمة.
ويتعلم الأطفال اللغة بمستويات المبتدئين على أيدي معلمين ناطقين باللغة العربية. وتطورت أساليب التعليم خلال العشرين عاما الماضية من كتب منهجية قديمة كان الأطفال يعتبرونها مملة إلى وسائل تعليمية فعالة ومتعددة تساهم في إيصال الأفكار والنطق الصحيح إلى الأطفال.
وكان آخر تطور في فصول اللغة العربية في مدارس لندن إطلاق اسم «النادي العربي للأطفال» على فصول اللغة العربية في حي كنسنغتون غربي لندن. وهو يجمع بين تعلم اللغة العربية وبين ألعاب الأطفال عبر منهج أكاديمي محترف يعتمد على كثير من المصادر. وتقام فصول هذا النادي في أيام نهاية الأسبوع وتزعم إدارة النادي في نقل الفكرة إلى أحياء أخرى في لندن.
ويبني النادي فكرته على أن الأطفال يأتون إليه بعد قضاء أسبوع كامل في المدرسة وآخر ما يريدونه هو المزيد من الدراسة في نهاية الأسبوع أيضاً.
* مواد صالحة للجيل الجديد
لذلك تأتي فكرة تعلم اللغة العربية من دون المزيد من الضغوط على التلاميذ. وتغطي الدراسة في النادي أربعة أوجه من اللغة هي القراءة والكتابة والاستماع والتحدث. ويستخدم النادي مدرسين عرباً محترفين ومدربين ويعملون تحت مراقبة مستمرة. ولا تزيد نسبة المعلمين إلى الطلاب عن معلم لكل ثمانية طلاب.
ويعترف القائمون على النادي بشحة المواد التعليمية باللغة العربية الصالحة لتعليم الجيل الجديد، ولذلك يساهم النادي في تأليف المزيد من المواد الأكاديمية والتي كان آخرها سلسلة من 48 كتابا للقراءات المطلوبة باللغة العربية. وكان المشروع نتاج عامين كاملين من البحث من فريق أكاديمي. وهي كتب متاحة على شبكة أمازون وساهمت في نشرها دار نشر في جامعة أكسفورد. ويقود فريق المعلمين في النادي معلمة عربية تمتد خبرتها إلى درجة الدكتوراه.
ويوفر هذا النادي فرص التعلم للأطفال بين عمر الثالثة والخامسة وتستمر الدراسة لمدة ثلاث ساعات أسبوعيا أيام السبت وتبلغ التكلفة في الفصل الواحد نحو 370 جنيها (460 دولارا) مع حسومات لحجز أكثر من فصل في العام الدراسي الواحد. ويستمر الفصل الدراسي لمدة عشرة أسابيع.
* فصول للكبار أيضاً
من ناحية أخرى هناك مدارس اللغة العربية التقليدية التي تقام في نهايات الأسبوع مثل مدرسة الفجر التي فتحت أبوابها منذ عام 2005 في شمال لندن وتوفر خدماتها للجالية العربية والمسلمة في المنطقة. وهي تقدم فصولا في اللغة العربية من مستوى الأطفال إلى مستوى الثانوية العامة. كما توفر المدرسة أيضاً فصولا للكبار في عدة مستويات من اللغة.
وتجمع المدرسة بين تعليم اللغة والتعريف بالقرآن الكريم بالإضافة إلى الكثير من الدراسات الإسلامية الكلاسيكية باللغة العربية. وتشجع المدرسة على التعريف بجوانب الثقافة العربية والإسلامية «حتى يستطيع الطلاب القيام بمسؤولياتهم في المجتمع بقدر كبير من الثقة» على حد قول نشرة المدرسة.
وتستخدم المدرسة منهجا معتمدا في كثير من المدارس الأوروبية وهو يتسم بالبساطة ويأخذ في الاعتبار الثقافة الإسلامية والحضارة الغربية معا. وتعد المدرسة مستقلة في طبيعتها ولا تدعو إلى نهج معين من التفكير. وهي ترحب بجميع التوجهات والأديان والأجناس على قدم المساواة. وبالإضافة إلى فصول اللغة العربية تنظم المدرسة أيضاً المسابقات الرياضية والرحلات المدرسية ودروس التقوية الأكاديمية في المواد الأخرى. وبالمدرسة ثمانية مدرسين من الجنسين. وتبلغ تكلفة الفصل الواحد للطالب نحو 350 جنيها (437 دولارا) مع تخفيض خاص لوجود ثلاثة إخوة طلاب أو أكثر.
* دورات صباحية ومسائية
هناك أيضاً مدرسة تقليدية في منطقة إيلينغ غربي لندن تقدم فصولا في اللغة العربية أيام السبت من كل أسبوع في دورتين صباحية ومسائية لمدة ثلاث ساعات لكل منهما، تليهما ساعة اختيارية للدراسات الإسلامية. وتتيح المدرسة فرص الاختلاط بين التلاميذ وممارسة الرياضة. وهي تفرض رسوما مماثلة لما تفرضه مدرسة الفجر ومدارس اللغة العربية الأخرى. كما تتيح فرص الاختبار في اللغة العربية على مستوى الثانوية العامة. وتطلق مدرسة إيلينغ على نفسها اسم «المدرسة العربية» وهي تفتح أبوابها للجميع.
من المدارس العربية الأخرى المتاحة في لندن المدارس التجارية التي تعلن عن نفسها بأن تلاميذها من جميع الأعمار يتكلمون اللغة العربية بعد عدة أشهر فقط من تعلم اللغة. وهي تتخصص في الطلبة كبار السن الذين يريدون تعلم العربية لأغراض تتعلق بالسفر والتجارة وتتيح لهم فرص تعلم اللغة بكثير من اللهجات منها اللهجة الشامية والمصرية والخليجية والفصحى. وكل دورة تستغرق نحو 20 ساعة من التعلم.
* الفصحى واللهجات
وتقوم مدرسة «لندن أرابيك تيويشن» بتعليم الطلبة في مقرها في منطقة ووترولو أو في منازل أو مكاتب الطلبة. وهي توفر فرص تعليم بداية من تعلم الحروف العربية وحتى مهارات القراءة والكتابة والقواعد مع لمسات من الثقافة العربية أيضاً. وهي توفر أيضاً مستويات أعلى من التعلم بالإضافة إلى دورات متخصصة لفهم وسائل الإعلام العربية والتحدث والكتابة بلغة عربية سليمة والتعرف على اللهجات المختلفة. وتستمر الدورات المتقدمة ما بين نحو 30 إلى 50 ساعة.
وتقدم المدرسة فرعين من فروع تعلم اللغة العربية: الأول هو تعلم اللغة الفصحى لقراءة وسائل الإعلام وفهم النصوص والآخر للحديث باللهجات المختلفة لأغراض السفر أو التحدث أو مشاهدة الأفلام والأعمال الفنية. وتشير المدرسة إلى أن الطالب يحتاج إلى نحو 80 ساعة من التدريب من مدرس بصفة فردية من أجل القدرة على التحدث باللغة العربية. وتشير المدرسة إلى أنها من الجهات القليلة التي تفضل تعليم اللغة العربية من أجل التحدث بها وليس لمجرد التعرف على النصوص المكتوبة بأسلوب الفصحى الحديث المستخدم في الإعلام العربي المكتوب والمرئي.
ويمكن التعلم في هذه المدرسة بأسلوب فردي أو ضمن مجموعات صغيرة من مستويات متقاربة في التعلم. وتعتمد المدرسة على كتب وضعها مؤسسها عمر نصرا تتعلق باللهجات العربية المختلفة والإعلام العربي وترجمات عربية لمسلسلات تلفزيونية تركية مثل «نور» أو سورية مثل «باب الحارة» أو كلاسيكيات تلفزيونية مثل «الظاهر بيبرس»، بالإضافة إلى كثير من البرامج الإلكترونية باللغة العربية.
* نماذج أخرى
من النماذج الأخرى لتعليم اللغة العربية في لندن ما تقدمه كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن من دورات صيفية في كثير من المواد ومن بينها اللغة العربية. وتوفر الكلية مستويين من دراسة اللغة العربية ضمن كلية دراسات اللغات التي تشمل لغات أفريقية وشرق أوسطية وآسيوية. ويمكن الحصول على دبلوم اللغة العربية. ويتقدم سنويا للدراسة في معهد اللغة العربية نحو ألف طالب ويقوم بالتعليم نحو 20 أستاذاً من المتحدثين باللغة العربية. وتقدم الكلية دورات في اللغة العربية الحديثة وفي اللهجة المصرية ولهجات شمال أفريقيا بالإضافة إلى اللغة العربية الفصحى.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.