انسحب تنظيم داعش بشكل كامل من محافظة حلب شمال سوريا مع تقدم قوات النظام في المنطقة الواقعة في جنوب شرقي المحافظة، في وقت أعلن فيه «المرصد السوري لحقوق الإنسان» استعادة التنظيم أحد أهم الأحياء الاستراتيجية في الرقة بعد يوم من تطويق «قوات سوريا الديمقراطية» المدينة بشكل كامل، الأمر الذي أكدته «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «إن أهمية حي الصناعة تكمن في أنه أهم حي في مدينة الرقة ومعروف بكثافة مبانيه ومتاخم مباشرة لوسط المدينة القديمة»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تقدم داعش في الرقة هو نتيجة قيام عناصره بارتداء لباس قوات سوريا الديمقراطية خلال الهجوم الذي قاموا به عبر الأنفاق وإخفاق طائرات التحالف الدولي بالمساعدة في صد الهجوم».
وأفاد «المرصد» عن اشتباكات عنيفة بين قوات عملية «غضب الفرات» وتنظيم داعش الذي حقّق تقدما هاما باستعادة السيطرة على حي الصناعة، حيث تراجع مقاتلو قوات النخبة السورية ومجلس دير الزور العسكري المنضوي تحت راية «قوات سوريا الديمقراطية» إلى أطراف حي المشلب في القسم الشرقي من الرقة، وهو ما أكّده مصدر قيادي في «وحدات حماية الشعب» الكردية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «تمكّن داعش من التقدم والسيطرة على حي الصناعة بعد شن هجوم»، مشددا في الوقت عينه أن معركة الرقة لم ولن تتوقف حتى التحرير، من دون أن ينفي أن المستجدات العسكرية في عفرين قد تنعكس سلبا على عناصر القوات معنويا وعسكريا بحيث سيجدون أنفسهم مضطرين لتوزيع جهودهم على المنطقتين.
ولفت «المرصد» إلى أن قوات النخبة والقوات المنضوية تحت راية «سوريا الديمقراطية» تعمدان إلى تحصين دفاعاتهما في حي المشلب، لصد تقدم التنظيم نحو الشرق وتتحضر لتنفيذ عملية عسكرية وهجوم معاكس تستعيد من خلاله السيطرة على الحي الذي مكنهما من التوغل داخل المدينة.
في المقابل، قالت «قوات سوريا الديمقراطية»: «إن اشتباكات عنيفة دارت منذ مساء الخميس في شرق الرقة الذي يقع فيه حي الصناعة في مناطق الروضة والنهضة والدرعية»، مشيرة إلى وقوع اشتباكات عنيفة، لكنها قالت إن حي الصناعة بأكمله لا يزال تحت سيطرتها وإنها تمكنت من صد الهجوم.
وهجوم الرقة هو أول محاولة ثابتة من جانب «داعش» للتصدي للتقدم البطيء لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي كانت قد سيطرت على حي الصناعة قبل أسابيع، فيما يمثل أكبر مكاسبها حتى الآن في الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم.
وكان «المرصد» قال الخميس إن «قوات سوريا الديمقراطية» تمكنت من السيطرة على آخر منطقة بمحاذاة الضفة الجنوبية لنهر الفرات المواجهة للرقة بما يعني محاصرة «داعش» بالكامل داخل المدينة.
هذا التقدم في الرقة، قابله تراجع للتنظيم في حلب، حيث أعلن «المرصد» أن «داعش» أصبح خارج المحافظة بشكل كامل. وقال عبد الرحمن: «انسحب تنظيم داعش من 17 قرية وبلدة في جنوب شرقي حلب، ليصبح بذلك خارج المحافظة بعد أربعة أعوام على وجوده فيها».
وجاء انسحاب «داعش» بعد تقدم قوات النظام السوري مساء الخميس من جبهتين والتقائها على طريق استراتيجي يربط محافظة حماة (وسط) بالرقة (شمال) مرورا عبر حلب.
وبحسب «المرصد»، فإنه بانسحاب «داعش» من ريف حلب الجنوبي الشرقي، تكون قوات النظام قد أمنت طريق حلب - خناصر - أثريا بشكل كامل، ويبقى الطريق الممتد من أثريا إلى السلمية معرضاً لهجمات من التنظيم المنتشر على مسافة قريبة من الطريق بريفي مدينة سلمية الشرقي والشمالي الشرقي، كذلك يسمح هذا التقدم لقوات النظام بالاقتراب من حقل توينان للغاز والذي تسعى جاهدة للسيطرة عليه.
وأكد مصدر عسكري سوري في ريف حلب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «تنظيم داعش انسحب من ريف حلب باتجاه أرياف حماة والرقة»، لافتا إلى أن «العملية العسكرية مستمرة والجيش السوري يعمل على تنظيف الأمتار الأخيرة».
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر عسكري بأن الجيش أحكم سيطرته «على كامل المنطقة الممتدة من الرصافة في ريف الرقة الجنوبي حتى بلدة أثريا في ريف حماة الشرقي»، مشيرا إلى استعداد وحدات الجيش لدخول ريف حلب الجنوبي الشرقي «بعد فرار الإرهابيين منها».
«داعش» ينسحب من ريف حلب... ويستعيد حياً استراتيجياً في الرقة

«داعش» ينسحب من ريف حلب... ويستعيد حياً استراتيجياً في الرقة

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة