«منظمة الحظر» تؤكد استخدام السارين... وموسكو تشكك بالأدلة

واشنطن ولندن تطالبان بتحديد المسؤولية عن هجوم خان شيخون

«منظمة الحظر» تؤكد استخدام السارين... وموسكو تشكك بالأدلة
TT

«منظمة الحظر» تؤكد استخدام السارين... وموسكو تشكك بالأدلة

«منظمة الحظر» تؤكد استخدام السارين... وموسكو تشكك بالأدلة

ذكرت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أن غاز السارين المحظور تم استخدامه خلال هجوم راح ضحيته عشرات الأشخاص في بلدة خان شيخون في أبريل (نيسان) الماضي.
وأكدت لجنة لتقصي الحقائق تابعة للمنظمة، أن أشخاصا تعرضوا لغاز السارين في الرابع من أبريل الماضي في بلدة خان شيخون السورية في ريف إدلب شمال غربي سوريا.
ولم تكشف المنظمة عمن وراء الهجوم، مطالبة بضرورة محاسبة «المتورطين في هذا الهجوم المروع بسبب جرائمهم».
وتم عرض تقرير تقصي الحقائق على الدول الأعضاء بمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية والمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والتي ستدرس النتائج خلال اجتماع من المقرر أن يعقد في الخامس من يوليو (تموز) المقبل، بحسب ما ذكرته المنظمة في بيان.
وقال: «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: إن الهجوم على بلدة خان شيخون أسفر عن مقتل 87 شخصا على الأقل. وفي السابع من أبريل الماضي، أطلقت الولايات المتحدة عشرات الصواريخ على قاعدة «الشعيرات» الجوية وسط سوريا، التي يعتقد أن الهجوم على بلدة خان شيخون تم شنه منها.
ونفت دمشق وحليفتها روسيا المزاعم بأن الهجوم نفذته قوات الحكومة السورية.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في بيان، إنه «تم نشر فريق تابع للجنة تقصي الحقائق في غضون 24 ساعة من إبلاغها بوقوع الهجوم، وتمكنت من حضور تشريح الجثث وجمع عينات طبية حيوية والحصول على عينات بيئية».
وأضافت المنظمة، أنه لأسباب أمنية، لم يتمكن الفريق من زيارة خان شيخون، لكن تم نشره في دولة مجاورة، في إشارة على ما يبدو إلى تركيا.
وقالت مندوبة أميركا في الأمم المتحدة نيكي هايلي: «لدينا أعلى مستوى من الثقة في تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والذي يؤكد ما كنا نعرفه مسبقا: بأنه تم استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري». وأضافت: «نحن نعلم الحقيقة التي لا يمكن إنكارها الآن، فإننا نتطلع إلى تحقيق مستقل للتحديد بدقة عن المسؤول على هذه الهجمات الوحشية حتى نتمكن من إيجاد العدالة للضحايا».
وسيتم تقديم التقرير الآن إلى منظمة الحظر وآلية التحقيق المشترك للأمم المتحدة لتحديد هوية الشخص المسؤول عن هذا الهجوم المروع بصورة مستقلة. وشددت هايلي على أن «آلية التحقيق المشترك للأمم المتحدة هي هيئة دولية مستقلة أنشأها مجلس الأمن للتحقيق في مسؤولية استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا».
من جهتها، أعلنت لندن أن «نظام الأسد هو المسؤول عن الهجمات الكيماوية على بلدة خان شيخون». وأوضح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: «تحديد المسؤولية عن إلقاء السارين ستحال الآن إلى آلية تحقيق مشتركة للتأكد منها، لكن ليس لدي شك على الإطلاق في أن أصابع الاتهام تشير إلى نظام الأسد».
وأضاف جونسون لشبكة «سكاي نيوز» أمس: «سنواصل الحملة البريطانية لفرض عقوبات على المسؤولين عن الهجوم… من يستخدمون أسلحة كيماوية ضد الأبرياء تنبغي محاسبتهم».
في موسكو، شككت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس بالنتائج التي عرضتها المنظمة الدولية. وقالت الخارجية في بيانها: إن «الاستنتاجات في التقرير ما زالت قائمة على معطيات مشكوك فيها للغاية، تم الحصول عليها من المعارضة ومن منظمات غير حكومية سيئة السمعة مثل (الخوذات البيضاء)، ناهيك بأنه لم يتم الحصول على تلك المعلومات في موقع الحدث، بل في بلد مجاور». واتهمت الخارجية الروسية المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، بأنها بنت تقريرها بناء على توجهات سياسية معينة، وأن عملها خاضع لتأثير سياسي، في إشارة إلى الدول التي لا تتفق مع الموقف الروسي من ملف الهجمات الكيماوية في سوريا.
وانتقد البيان موقف هايلي التي قالت: إن «التقرير أثبت ما كنا قد عرفناه، بأنه تم استخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري»، ووصفت الخارجية هذا الموقف بأنه «حماسة» من جانب مندوبة الولايات المتحدة، ولا سيما عباراتها حول «حقيقة لا يمكن نفيها» تم الكشف عنها في سياق التقرير.
وتنوي روسيا دراسة التقرير بتمعن على مستوى الخبراء لعرض موقفها بوضوح خلال جلسة خاصة يوم 5 يوليو للجنة التنفيذية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وفي الوقت ذاته، تؤكد موسكو أنه «جاء الآن دور لجنة التحقيق المشتركة من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة، للتحقيق في حالات استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، والتي يجب عليها بموجب القرارين الدوليين 2235 و2319 الكشف عن كل ملابسات هذه الجريمة والجهات المسؤولية عنها». وتعبر الخارجية عن أملها في أن تظهر اللجنة المشتركة أعلى مستويات المهنية والحياد السياسي في عملها للكشف عن المسؤولين عن حادثة خان شيخون.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.