تنظم «حفلات ضرب» للفلسطينيين مرتين في الأسبوع

حركة يمينية متطرفة تتجول في القدس بحثا عن شبان تعتدي عليهم

تنظم «حفلات ضرب» للفلسطينيين مرتين في الأسبوع
TT

تنظم «حفلات ضرب» للفلسطينيين مرتين في الأسبوع

تنظم «حفلات ضرب» للفلسطينيين مرتين في الأسبوع

منذ ثلاث سنوات، تنظم حركة اليمين اليهودي المتطرف «لهباة»، «حفلات ضرب» للفلسطينيين الذين يصلون إلى القدس الغربية، مرتين في الأسبوع. وفي الآونة الأخيرة، يبدو أن الشرطة الإسرائيلية زادت من تراخيها في مواجهة الحركة، ولم تعد تمنع أفرادها من القيام بالاعتداءات. وكشف النقاب، أمس، عن اعتداء كبير، هاجم خلاله، نحو 30 شابا يهوديا من نشطاء الحركة، ثلاثة فلسطينيين من القدس، ولم تعترض الشرطة طريقهم.
ويتضح أن حركة «لهباة»، التي تعمل على منع الشبان العرب من إقامة علاقات مع فتيات يهوديات، تنظم مظاهرتين مساء الخميس والسبت من كل أسبوع، في مركز مدينة القدس الغربية. فإذا التقوا مع شبان عرب من فلسطينيي القدس الشرقية المحتلة أو فلسطينيي 48. يعتدون عليهم ويطردونهم من المنطقة صارخين: «هذه مناطق يهودية لا مكان لكم فيها». ويرفعون شعارا باللغة العربية يقول: «دير بالك تتحشر ببنات يهوديات».
وحسب أفلام وإفادات نشرت أمس، تبين أن نحو 30 شابا يرتدون قميص الحركة، اعتدوا على ثلاثة فلسطينيين، هربوا إلى مكان يتواجد فيه شرطي، طلب من المعتدين الابتعاد من المكان، لكنه لم يمنع استمرار الاعتداء، الذي أدى في نهاية الأمر إلى نقل أحد المصابين إلى المستشفى. وقالوا في شرطة القدس، إنه تم فتح تحقيق، وإن الضحايا رفضوا تقديم شكوى، ولكن عندما حاول شاب إسرائيلي، قدم المساعدة لفلسطيني تعرض للهجوم، تقديم شكوى، قيل له إنه لا علم للشرطة بالحادث.
وتمارس حركة «لهباة» اعتداءاتها، خلال مسيرات تنظمها في القدس منذ ثلاث سنوات، من دون أن تواجه أي إزعاج، وبحضور قوة قليلة من الشرطة. وفي أكثر من مرة، جرت خلال هذه المسيرات محاولات لمهاجمة فلسطينيين. وتنظم الحركة في فصل الصيف، نشاطات كهذه مرتين كل أسبوع، يوم الخميس ومساء السبت، حيث يصل عشرات النشطاء إلى ساحة صهيون، ويبدأ معظمهم في توزيع منشورات، فيما يبحث آخرون عن ضحايا فلسطينيين لمهاجمتهم. وعلى الرغم من ذلك، لم يجر فتح أي تحقيق أو تقديم لوائح اتهام ضد المشاركين في هذه الاعتداءات الحاشدة خلال السنوات الأخيرة. وقد وقع الاعتداء الأخير يوم الخميس الماضي، حيث كان ماجد أبو تايه، 19 عاما، من سلوان، وشابان فلسطينيان آخران، يتسوقون في مركز المدينة، حين هاجمهم نشطاء «لهباة» في ساحة صهيون. وقال (ن) الشاهد على الحدث: «اقتربت وشاهدت ثلاثة فلسطينيين تحيط بهم مجموعة من نشطاء (لهباة) كانوا يصرخون عليهم ويشتمونهم. أنا أتواجد في الساحة منذ ثلاث سنوات، وهذه ليست المرة الأولى التي أشاهد فيها مثل هذا الأمر. إنهم يستفزونهم لكي يرد المعتدى عليهم، وعندها يدعي نشطاء لهباة أنهم دافعوا عن أنفسهم».
يشار إلى أن جميع شهود الحادث، رفضوا كشف هوياتهم. وفي شريط يوثق الحادث، يظهر الفلسطينيون وهم محاصرون يتلقون الشتائم. وفي مرحلة معينة، ركضوا باتجاه دورية شرطة في شارع يافا، كان يقف إلى جانبها شرطي. ووقف الشبان إلى جانب الدورية، فيما فصل الشرطي بينهم وبين نحو 30 ناشطا من لهباة. وقد طلب من الشبان اليهود الابتعاد لكنهم واصلوا شتم الفلسطينيين واستفزازهم. وفي هذه المرحلة توقف التوثيق، لكن حسب ادعاء (ن) فإن الشرطي لم يحاول منع استمرار الهجوم. وحسب شهود عيان آخرين، لم يحاول الشرطي استدعاء قوة من الشرطة أو يدافع بشكل ما عن الفلسطينيين الذين تمكنوا من الهرب، فيما كان 30 يهوديا يطاردونهم. وتم الإمساك بماجد أبو تايه وضربه من قبل حشد من الشبان اليهود، بينما تمكن الآخران من الاختباء في موقع للبناء، ومن هناك، رشقا حجارة في محاولة لمساعدة صديقهما الملقى على الأرض.
وبعد يومين من الحادث، توجه شاب حاول مساعدة أبو تايه، إلى محطة الشرطة لتقديم شكوى أو الإدلاء بإفادته، لكن المحقق، حسب ما قال، لم يعثر على توثيق للحادث. وقالت الشرطة، إنه «حين وصلت قوة من الشرطة إلى المكان اتضح بأن المتورطين هربوا، وخلال تمشيط المنطقة تم العثور على أربعة شبان، لكنهم رفضوا تقديم شكوى أو الإدلاء بإفادة. وخلافا للادعاء، فقد تم فتح تحقيق ولا يزال جاريا، وبطبيعة الأمر لا يمكننا تقديم تفاصيل».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».