تواصلت حملة الانتقادات والاتهامات الروسية للولايات المتحدة، على خلفية تصريحات المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض حول استعدادات تجريها قوات النظام السوري لتوجيه ضربة جديدة باستخدام السلاح الكيماوي، وألمحت الخارجية الروسية إلى أن موقف موسكو حال دون توجيه القوات الأميركية ضربة لتلك لقوات، بينما وصف التلفزيون الرسمي السوري التحذيرات بأنها لا تستند إلى أي معطيات أو مبررات، وهدفها تبرير «عدوان جديد» على البلاد، فيما أفادت قناة «CNN» الإخبارية، نقلاً عن مصادر لم تكشفها، بأن الولايات المتحدة أوعزت لقواعدها الجوية والبحرية في الشرق الأوسط، بأن تكون على أهبة الاستعداد لقصف محتمل لقاعدة جوية سورية.
وأمس، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: «وجهنا تحذيراً (للولايات المتحدة) على مستوى وزير الخارجية الروسي، وتم إرسال ذلك التحذير. كما أصدرت الخارجية بياناً رسمياً بهذا الخصوص». وتطرق إلى التصريح الأخير لمندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن التي قالت إن «التحذير الأميركي أتى بنتيجة، وأن دمشق لم توجه ضربة كيماوية»، مشدداً على أن التحذير الروسي للولايات المتحدة هو الذي أتى بنتيجة، «إذ لم تقم القوات الأميركية بتوجيه ضربة».
وبحسب قناة «CNN»، فإن الولايات المتحدة تراقب قاعدة الشعيرات الجوية السوري،: «ولكن المراقبة الأميركية لم تلحظ أي نشاط يثير الشك في الآونة الأخيرة».
من جانبها، كررت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الاتهامات الروسية لواشنطن، بأنها تمهد لشن عمل عسكري ضد النظام السوري «عبر الحديث عن هجمات كيماوية»، وقالت في إيجازها الصحافي الأسبوعي، أمس، إن تلك الاتهامات لا تقوم على أي أساس، واعتبرت أن «الوضع أقرب ما يكون إلى العمل الاستفزازي عسكريا وسياسيا، ولا يستهدف السلطات السورية فحسب، بل روسيا كذلك». وقالت إن «التهديدات الأميركية تثير السخرية»، متهمة التحالف الدولي ضد الإرهاب باتخاذ خطوات غير قانونية ضد سوريا، وأضافت أن «الحملة الإعلامية الحالية ليست سوى تمهيد لتدخل جديد في سوريا».
كما كررت زاخاروفا الاتهامات ذاتها التي جاءت في بيان الخارجية الروسية أمس، بأن الولايات المتحدة تسعى إلى تقويض المفاوضات في آستانة، عبر عمل استفزازي باستخدام السلاح الكيماوي، يتم تحميل النظام السوري المسؤولية عنه. وذهبت أبعد من ذلك، حين أكدت أن الجانب الروسي لديه معطيات دقيقة حول تحضيرات لهجمات بالسلاح الكيماوي، وقالت: «لا نستبعد أن الحديث قد يدور حول هجمات على سراقب وأريحا». وتنظر موسكو إلى الهجمات التي تعرضت لها مدن سورية بالسلاح الكيماوي، على أنها هجمات استفزازية، أو فبركات أعدتها المعارضة السورية لتحميل النظام المسؤولية عنها.
إلى ذلك، أكدت زاخاروفا أن العمل على مسار آستانة مستمر وبنجاح، على الرغم من المحاولات الأميركية.
وفي هذا السياق، كشفت وزارة الخارجية الكازاخية عن جانب من جدول أعمال الجولة القادمة من المفاوضات في آستانة، وقالت في بيان رسمي أمس، إن «المشاركين في لقاء آستانة المرتقب يومي 4 - 5 يوليو (تموز) القادم، سيعملون بصورة خاصة للاتفاق على حدود وخرائط (مناطق خفض التصعيد)، والوثائق التي تنظم نشاط قوات المراقبة في تلك المناطق، وكذلك مسألة مركز التنسيق». وتضيف الوزارة، إنه وبناء على المعلومات التي حصلت عليها من الدول الضامنة، فإن العمل على تنفيذ فقرات مذكرة إقامة (مناطق خفض التصعيد) سيتواصل خلال لقاء «آستانة 5». كما أن «الدول الضامنة تنوي كذلك اعتماد فقرة حول لجنة العمل الخاصة بإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين قسراً، وتسليم جثامين القتلى، والبحث عن المفقودين».
موسكو: تحذيراتنا حالت دون ضربة أميركية في سوريا
«آستانة 5» يبحث إطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين قسراً
موسكو: تحذيراتنا حالت دون ضربة أميركية في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة