وزير مكافحة الفساد اللبناني: عملنا ينتظر إقرار حزمة قوانين

وزير مكافحة الفساد اللبناني: عملنا ينتظر إقرار حزمة قوانين
TT

وزير مكافحة الفساد اللبناني: عملنا ينتظر إقرار حزمة قوانين

وزير مكافحة الفساد اللبناني: عملنا ينتظر إقرار حزمة قوانين

يعقد كثير من اللبنانيين آمالا كبيرة على تخصيص العهد الجديد وزارة متخصصة في مكافحة الفساد، وإن كانوا يعتقدون أنه وبعد مرور أكثر من 6 أشهر على تشكيل الحكومة، فإن عمل هذه الوزارة لم يصل بعد إلى مستوى تطلعاتهم. إلا أن الوزير نقولا تويني الذي يتولى هذه الحقيبة (وزير الدولة لشؤون الفساد)، يتحدث عن إنجازات كثيرة تحققت بالتعاون مع الوزارات الأخرى والأجهزة الأمنية وأجهزة التفتيش، وهو يربط تطور عمل وزارته بإقرار مجلس النواب 3 قوانين: قانون الهيئة العليا لمكافحة الفساد، وقانون حماية كاشفي الفساد، وقانون الإثراء غير المشروع.
ويقول تويني في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه يتوقع من الحكومة تحديد موازنة لوزارته وملاكا خاصا بها، باعتبار أنها تعتمد حاليا على فريق عمل من وزارة العدل وبعض الوزارات الأخرى، لافتا إلى أن هذا القرار منوط برئيسي الجمهورية والحكومة، كما بمجلس الوزراء مجتمعا. ويضيف: «رغم العدة البسيطة التي بين أيدينا، فإننا قمنا بعمل لا بأس به من خلال الادعاء أو حتى الحث على تغيير مسار معين. ونحن ندرس حاليا عددا من الملفات الأخرى بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وأجهزة التفتيش كما مع الوزارات المختلفة والبلديات والمؤسسات، ونلقى تعاونا كبيرا، خصوصا أننا بتنا في كثير من الحالات نعالج مظلوميات».
ويشير تويني إلى أن إقرار «الهيئة العليا لمكافحة الفساد» سيستدعي اتخاذ قرار بالإبقاء على الوزارة أو التخلي عنها، لافتا إلى احتمالين؛ الأول جعل الهيئة اليد التنفيذية للوزارة، أما الثاني فاتخاذ قرار باستبدال الهيئة بالوزارة، فتقوم عندها بالمهام كاملة. ويضيف: «تمكنا مؤخرا بالتعاون والتنسيق مع وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عز الدين، من وضع استراتيجية موحدة لمكافحة الفساد ننتظر أن يعتمدها مجلس الوزراء».
ويعول تويني، مثل معظم الوزراء، على التفاهم الذي تم في القصر الجمهوري في بعبدا الأسبوع الماضي قبل عطلة عيد الفطر وتجلى في شكل وثيقة حددت أولويات عمل الحكومة والمجلس النيابي في المرحلة المقبلة، لـ«تزخيم» عمل المؤسسات. ويتحدث وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد عن أولويتين؛ الموازنة، وسلسلة الرتب والرواتب، مرجحا أن يتم البت فيهما خلال 15 يوما حدا أقصى. ويضيف: «موازنة عام 2017 في ملعب البرلمان، أما الموازنة التقديرية لعام 2018 فننتظر أن يعرضها على مجلس الوزراء وزير المال، لأن هذه الموازنات هي الأساس الذي ننطلق منه للعمل والإنتاج».
ويبقى التحضير للانتخابات النيابية التي تم تأجيلها حتى شهر مايو (أيار) 2018 المهمة الأساسية للحكومة الحالية، وإن كانت بعض القوى السياسية تتحدث عن غياب الضمانات لإجراء الاستحقاق النيابي في موعده. وهنا يستغرب الوزير تويني الإصرار على التشكيك بكل ما تقوم به هذه الطبقة السياسية، وإن كان يتفهم أن المواطنين لم يعودوا يثقون بالسياسيين «الذين جربوهم أكثر من مرة وخذلوهم». ويضيف: «التشكيك مشروع، لكن حكومتنا تقوم بواجباتها على أكمل وجه، ولعل إقرار قانون جديد للانتخاب أكبر دليل على نوايانا الطيبة. أما طرح تقديم موعد الانتخابات في حال عدم اعتماد البطاقة الممغنطة، فيبقى منوطا بوزارة الداخلية، خصوصا أن هناك اجتهادات مختلفة في هذا المجال».
ويبدو تويني مطمئنا للوضع الأمني، ويؤكد أن «لبنان محصن أمنيا بنسبة مائة في المائة؛ أولا لوجود إرادة سياسية وتسوية تحفظ البلد، وثانيا لقدرات الأجهزة الأمنية ونجاحها بالعمل الاستباقي، ما أدّى لإحباط أكثر من مخطط إرهابي»، عادّاً أن «كل ذلك يقطع الطريق تماما على العدو الذي قد يسعى لاختراقنا». ويرى تويني أن قرار لبنان بعدم الصيد بالماء العكر في ظل الظروف التي تمر بها الدول العربية، وسعيه وراء المصالحة لا زيادة الانقسامات بين الدول المتخاصمة، يساهم في زيادة مناعته الأمنية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.