قوات الاحتلال تغلق الأقصى والفلسطينيون يحذرون من «حرب دينية»

قاضي القضاة يدعو إلى تكثيف زيارات العرب للمسجد لإحباط مخططات تقسيمه

طفلة فلسطينية تلعب أمام منزل أسرتها في مخيم الشاطئ بقطاع غزة (إ.ب.أ)
طفلة فلسطينية تلعب أمام منزل أسرتها في مخيم الشاطئ بقطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

قوات الاحتلال تغلق الأقصى والفلسطينيون يحذرون من «حرب دينية»

طفلة فلسطينية تلعب أمام منزل أسرتها في مخيم الشاطئ بقطاع غزة (إ.ب.أ)
طفلة فلسطينية تلعب أمام منزل أسرتها في مخيم الشاطئ بقطاع غزة (إ.ب.أ)

أغلقت إسرائيل المسجد الأقصى أمس أمام جميع المصلين، بعدما كانت تقتصر إجراءاتها سابقا، على تضييق الحصار حول المسجد، وتعقيد دخول المصلين إليه، وتحديد أعمارهم، في خطوة نادرة أثارت غضب السلطة الفلسطينية التي حذرت من «خطة تقسيم» قد تقود إلى «حرب دينية».
وسمحت إسرائيل لكبار قادة المستوطنين وجمهور المتطرفين اليهود، باقتحام المسجد فيما كانت تغلقه في وجه المصلين المسلمين، استجابة لدعوات سابقة لمسؤولين ومنظمات متطرفة.
وكان وزير الزراعة أوري أرئيل، ومنظمات متطرفة معروفة باسم منظمات «الهيكل»، ومؤسسات إسرائيلية، دعت أمس، جميع الإسرائيليين، إلى اقتحام المسجد إحياء لذكرى مستوطِنة قُتلت في الخليل العام الماضي. وقال أرئيل في تسجيل صوتي إن الدعوة تأتي «إحياءً لذكرى هليل أرئيل... سندخل من بوابة هليل، (بوابة المغاربة) نريد تغيير الاسم».
واقتحم قائد الشرطة الإسرائيلية في القدس يورام ليفي مع عدد من ضباطه وقادة المستوطنين وجمهور متطرف، المسجد بعد إغلاقه في تحد كبير لمشاعر الفلسطينيين.
وفرضت الشرطة الإسرائيلية، منذ صباح أمس، إجراءات مشددة في محيط المسجد، ثم منعت دخول المصلين الشباب إليه، وبعد ذلك قامت بإغلاقه نهائيا قبل اقتحامه.
وتسبب الاقتحام بغضب شديد وتوتر كبير، رافقه تكبيرات من جانب الفلسطينيين القريبين من المكان، ومحاولات من الحراس لمنع أي تخريب أو أداء صلوات تلمودية.
وكثف المستوطنون خلال الأسابيع القليلة الماضية، من اقتحام المسجد، ما تسبب في مواجهات عنيفة. ودانت الحكومة الفلسطينية إغلاق سلطات الاحتلال، بقيادة قائد شرطة الاحتلال في القدس، المسجد الأقصى أمام المصلين. وقال الناطق باسم الحكومة طارق رشماوي، «إن هذا الإجراء يتنافى مع كافة القيم والأخلاق الإنسانية، و(يعد) تجاوزاً خطيراً لكافة القوانين الدولية، وانتهاكا صارخا لقرارات المجتمع الدولي». وأضاف في بيان، «إن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فورية ورادعة، لوقف سلطات الاحتلال ومنعها من الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية». وتابع، «إن القدس الشرقية ستبقى هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وإن هذه الجرائم والممارسات التي تقدم عليها سلطات الاحتلال، لن تثنينا عن مواصلة كافة الجهود، وتسخير كل الإمكانيات من أجل تعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني على كافة الأراضي الفلسطينية، وتحديداً في مدينة القدس الشرقية، وصولاً إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وطالما كانت اقتحامات الأقصى نقطة توتر كبير بين السلطة وإسرائيل، وكذلك المملكة الأردنية، التي تحذر والسلطة من خطط تقسيم محتملة.
ويحذر الفلسطينيون والأردنيون من أن محاولة إسرائيل تغيير الأمر الواقع في المنطقة، سيجر إلى تصعيد كبير. لكن إسرائيل تقول: إنها لا تسعى إلى ذلك. وقال قاضي قضاة فلسطين، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، إن إسرائيل باستمرار اقتحاماتها للأقصى تدق طبول الحرب الدينية. واستنكر الهباش الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك. وقال: «إن الاستمرار بهذه الاقتحامات بين الحين والآخر، وبمباركة من المستوى السياسي الإسرائيلي وبشكل علني، يلزم العالم بأن يقف عند مسؤولياته، وأن يتدخل بشكل جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات، إن كان يرغب في تحقيق السلم في العالم، وخاصة في المنطقة». وأضاف الهباش، «إن إسرائيل بأفعالها هذه، تحاول أن تضع حدا نهائيا لعملية السلام، وتبرهن بما لا يدع مجالا للشك، أنها لا تريد السلام وأنه غيــر موجود في الأصل في أجندتها، كما أنها تدق طبول الحرب الدينية بإثارة المشاعر الدينية لدى مليار ونصف مليار مسلم في جميع أرجاء العالم».
وأشار الهباش إلى أن المجموعات المتطرفة، المدعومة من قبل المستويين السياسي والأمني في إسرائيل، تستغل أي مناسبة أو حدث ديني أو سياسي، «لتربطه بعملية الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى المبارك، في محاولة للتغطية على جرائمها بحق المسلمين والمقدسات الإسلامية في القدس، ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية المكفولة بالقانون الدولي، وتهيئة الأجواء لبسط التقسيم الزماني والمكاني على الحرم القدسي الشريف على غرار الحرم الإبراهيمي الشريف»، مشددا على أن هذه المقدسات، هي تراث إسلامي فلسطيني خالص، ولا حق لغير المسلمين فيه، كما أكدت عليه قرارات اليونيسكو الأخيرة.
ودعا الهباش المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات الحقوقية، إلى وقفة جادة تجاه هذه الاقتحامات والاعتداءات، مشددا في الوقت نفسه، على وجوب شد الرحال والتواجد الدائم في المسجد الأقصى، من خلال تكثيف زيارات العرب والمسلمين للقدس ومقدساتها، لإجبار الاحتلال على وقف مخططاته الساعية لتغيير الواقع الديموغرافي والديني في العاصمة الفلسطينية المقدسة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.