مصر: السجن المشدد لعضو في «الإخوان» خطط لسرقة مستندات «تخص الأمن القومي»

مصر: السجن المشدد لعضو في «الإخوان» خطط لسرقة مستندات «تخص الأمن القومي»
TT

مصر: السجن المشدد لعضو في «الإخوان» خطط لسرقة مستندات «تخص الأمن القومي»

مصر: السجن المشدد لعضو في «الإخوان» خطط لسرقة مستندات «تخص الأمن القومي»

قضت محكمة مصرية بمعاقبة صاحب مكتبة بالسجن المشدد 10 سنوات، بتهمة عرض رشوة على موظف بوزارة الداخلية لتصوير ميزانية ورواتب الضباط. وقالت تحقيقات السلطات المصرية، إن «جماعة الإخوان الإرهابية خططت للحصول على هذه المستندات الخطيرة التي تخص الأمن القومي، لبثها في قناة (الجزيرة القطرية) لنشر الفوضى والغضب بين جموع المصريين في البلاد».
وتسعى جماعة الإخوان التي أعلنتها السلطات إرهابية منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لها بشدة لنشر الشائعات والأكاذيب، لتقليب الرأي العام والمواطنين ضد النظام السياسي، وإشاعة أن الحكومة لا تهتم سوى بزيادة رواتب «الشرطة والجيش والقضاء».
وكانت وسائل إعلام إخوانية ومواقع إلكترونية قطرية قد نشرت أن ضباط الشرطة يتقاضون رواتب خيالية تصل إلى مئات الآلاف شهريا، وأنهم يتقاضون بدلات كبيرة، وهو ما نفته الداخلية المصرية.
وتعود وقائع القضية إلى ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما أحبطت مباحث الأموال العامة محاولة صاحب مكتبة محسوب على جماعة الإخوان، الاستيلاء على صورة من ميزانية وزارة الداخلية، ورواتب وحوافز الضباط، مقابل تقديم رشوة مالية كبيرة لموظف بالإدارة العامة لحسابات الشرطة بالداخلية؛ إلا أن الموظف رفض وأبلغ عن الواقعة، وألقي القبض على المتهم الإخواني متلبسا بالصوت والصورة، وأحيل للنيابة العامة التي تولت التحقيق.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة وتحريات الأمن الوطني أن المتهم متورط من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية في تنفيذ ذلك المخطط، والعمل على مساعدتهم في الحصول على صورة من الميزانية الخاصة بالوزارة ورواتب وحوافز الضباط، بهدف العمل على استغلالها في الإعلان عن ميزانية الوزارة بزعم العمل على الوقيعة بين جهاز الشرطة والمصريين، بهدف تحفيز المواطنين وشحنهم ضد رجال الشرطة. ولفتت التحقيقات إلى أن عناصر الجماعة استغلوا كون المتهم صاحب مكتبة أمام الإدارة العامة لحسابات الشرطة بوزارة الداخلية في تنفيذ مخططهم، حتى يكون هو حلقة الوصل مع أحد موظفي الإدارة للحصول منه على أوراق ميزانية الوزارة مقابل 500 ألف جنيه.
وأوضحت التحقيقات أن الهدف من حصول «الإخوان» على ميزانية الوزارة هو الترويج لها على قناة «الجزيرة» القطرية، للزعم بكون رواتبهم خيالية، والسعي لإثارة المواطنين ضد رجال الشرطة.
وقدمت الدول المقاطعة لقطر 13 مطلبا للدوحة، من بينها وقف التحريض الإعلامي القطري والكف عن بث خطابات مناهضة لدول الجوار عبر قناة «الجزيرة». وقطعت مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وغيرها من الدول، العلاقات الدبلوماسية مع قطر لتمويل الجماعات الإرهابية.
وقالت مصادر أمنية إن «عناصر الإخوان والدوحة يتربصون بمصر من خلال قناتها المشبوهة بهدف إسقاطها، فأرادوا ترويج الأكاذيب حتى تكبر، من خلال نشر رواتب غير حقيقية لضباط الشرطة»، لافتة إلى أن «الكشف عن القضية كان أكبر مخطط قطري إخواني لإثارة المصريين ضد الشرطة ومحاولة كسرها مرة أخرى – على حد وصفها - مثلما حدث عقب ثورة (25 يناير) عام 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك».
يشار إلى أن لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب‏ (البرلمان) قد استعرضت في مايو (أيار) الماضي ميزانية وزارة الداخلية وقطاعاتها‏ ضمن مشروع موازنة السنة المالية الجديدة، والتي بلغت لكل من المصروفات والاستخدامات نحو ‏9‏ مليارات و‏231‏ مليون جنيه‏، مقابل ‏9‏ مليارات و‏53‏ مليونا في العام المالي الحالي بزيادة ‏178‏ مليونا‏. وارتفع العجز في موازنة ديوان الداخلية ليصل إلى 8 مليارات و943 مليون جنيه في العام الجديد، مقارنة بنحو 8 مليارات و774 مليونا، بينما بلغ إجمالي الإيرادات المتوقعة نحو287 مليونا و476 ألف جنيه، مقابل 279 مليونا و180 ألف جنيه، بزيادة 8 ملايين و299 ألف جنيه.
وأضافت المصادر الأمنية أن «محكمة الجنايات قضت بالمشدد على المتهم الإخواني؛ لأنه أراد زعزعة الاستقرار في البلاد، والترويج للشائعات بنشر أخبار وبيانات ومستندات كاذبة من أجل التشهير بمواطنين شرفاء، فضلا عن الحض على الكراهية ونشر الفوضى في الشارع المصري، والتحريض على سرقة أوراق رسمية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».