مشروعات إسكان وسياحة في السودان بتمويل كوري وإيطالي

استعدادات لاستقطاب استثمارات عالمية عقب رفع الحظر

قطاعات واعدة تنتظر المستثمرين مثل البنى التحتية وبناء مطارات («الشرق الأوسط»)
قطاعات واعدة تنتظر المستثمرين مثل البنى التحتية وبناء مطارات («الشرق الأوسط»)
TT

مشروعات إسكان وسياحة في السودان بتمويل كوري وإيطالي

قطاعات واعدة تنتظر المستثمرين مثل البنى التحتية وبناء مطارات («الشرق الأوسط»)
قطاعات واعدة تنتظر المستثمرين مثل البنى التحتية وبناء مطارات («الشرق الأوسط»)

أبدت الشركة الإيطالية للتطوير العمراني رغبتها في الاستثمار بمجالات البناء والتشييد للمشروعات العقارية والسياحية في السودان، وذلك لما يتمتع به من فرص في الأراضي والمواد الخام، بجانب دخول البلاد في مرحلة نهضة اقتصادية بعد الرفع الكلي للعقوبات الأميركية، الذي تبقى على موعده نحو 15 يوما.
واستقبل وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل وفد الشركة الإيطالية قبل عطلة عيد الفطر في الخرطوم، وبحث معهم آليات التعاون في الاستثمار بين الخرطوم وروما في مجال العقارات والمشروعات السياحية، طارحا لهم كثيرا من الفرص الاستثمارية الجاهزة في هذا المجال.
وطالب الوزير بتقديم الدراسات الخاصة بالمشروعات التي ترغب الشركة الإيطالية في الاستثمار بها، متضمنة الجدوى الاقتصادية وطرق التمويل والسقف الزمني للإنشاء والتشغيل، على أن يتم تخصيص الأرض طبقاً لتلك المطلوبات.
من جهته، أبدى رئيس وفد الشركة رغبتهم في الدخول بعدد من الاستثمارات في السودان تتعلق بالعقارات والزراعة والصناعة والخدمات والسياحة، مبيناً أن الشركة تنفذ مشروعات تنموية بتمويل أوروبي، ولها أنشطة استثمارية في عدد من الدول الأفريقية.
وفي إطار تحرك السودان نحو الانفتاح على سوق العقارات والبناء والتشييد العالمي، يصل الخرطوم خلال الشهر المقبل وفد من الغرفة القومية للمقاولين والخدمات الهندسية وغرفة المقاولين الكورية، لتوقيع مذكرة تفاهم مع اتحاد المقاولين السودانيين في مجال البناء والتشييد، والاستفادة من خبرات كوريا وخبراتها الطويلة في هذا المجال.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» المهندس مستشار مالك علي دنقلا، رئيس مجلس تنظيم مقاولي الأعمال الهندسية، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الغرف التجارية، عقب عودته من سيول للمشاركة في المعرض الكوري السنوي لتقنيات البناء، أن وفدهم اطلع على آخر تقنيات البناء الجديدة في كوريا، والتي يستخدمون فيها الطاقة الشمسية بأسقف المنازل وإضاءة الطرق والتكييف والتبريد ومجال الأرضيات والألمنيوم، بجانب التقنيات الجديدة في تخزين المياه، عن طريق ألواح الـ«جي آر بي» والأسقف المتحركة والمباني الجاهزة.
وأشار دنقلا إلى أن فعاليات المعرض تم خلالها إقامة منتدى اقتصادي سوداني كوري بمقر اتحاد الغرف الصناعية والتجارية الكوري، تناول سبل تعزيز وتطوير علاقات التعاون بين السودان وكوريا، إلى جانب التوقيع المبدئي على مذكرة تفاهم بين الغرفة القومية للمقاولين والخدمات الهندسية وغرفة المقاولين الكورية، للتعاون في تقنيات البناء باستخدام الطاقة الشمسية.
وبين دنقلا أن المنتدى قدمت فيه ورقة عمل بواسطة الدكتور سانق هي من المركز الكوري الأفريقي، عن الوضع الاقتصادي الراهن بالسودان، وآمال انتعاش الاقتصاد بعد رفع الحظر الأميركي، بجانب تقديمه ورقة باعتباره رئيسا لمجلس تنظيم مقاولي الأعمال الهندسية وممثل لوزارة البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية، تناولت فرص الاستثمار في مجالات الإسكان والطرق والمياه والصرف الصحي والطاقات المتجددة والاتصالات، لافتا إلى أنها فرص ومجالات يتوقع لها استجابة عدد من الشركات الكورية للاستثمار فيها بالسودان.
وتوقع دنقلا أن يتم خلال زيارة الوفد الكوري للسودان المرتقبة الشهر المقبل، التوقيع علي شراكات وعقود تجارية بين ممثلي اتحاد الغرف التجارية والصناعية الكوري والغرفة القومية للمقاولين، وستكون لها مردودات إيجابية على صناعة البناء والتشييد بالسودان، لما تمتاز به كوريا من الصناعات ذات الخبرة الممتازة والطويلة في مجال البناء والتشييد.
من جهة ثانية، استعرض المهندس مستشار مالك علي دنقلا رئيس مجلس تنظيم مقاولي الأعمال الهندسية، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الغرف التجارية، خطة السودان لتطوير سوق العقار واستقطاب وجذب فرص الاستثمارات الأجنبية للبلاد، عقب الرفع الكلي للعقوبات الشهر المقبل.
وتضمنت الخطة، الفرص الاستثمارية والجهود المقدرة التي بذلتها الدولة لخلق بيئة استثمارية سليمة، وذلك عبر إصدارها لكثير من التعديلات للتشريعات والقوانين، لمعالجة السلبيات وإعطاء مزيد من التسهيلات والامتيازات والضمانات للمستثمرين الأجانب.
كما تطرقت الخطة إلى البرامج المستقبلية للقطاع العقاري بالسودان، في ضوء رفع الحظر الاقتصادي عن السودان ومستقبل الاستثمار العقاري في ظل الشراكة الاستراتيجية بين السودان ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب استعراض لبعض المعلومات الاقتصادية والفنية المهمة للمستثمرين، كمعدل دوران رأس المال، وأسعار المواد، وآلية الاستثمار، والعمالة وكثير من النقاط الأخرى.
ووفقا لدنقلا، فإن السودان شهد خلال العشرين عاما الماضية، تطوراً كبيراً في حركة ونشاط ومشروعات التطوير العقاري في كثير من المجالات، ويعتبر حاليا سوقا واعدة لكثير من المشروعات لتأسيس بنية تحتية قوية، تتمثل في شبكة طرق قوية، وسكك حديدية، وبناء مطارات لنقل السلع والأفراد، بجانب ارتباط السودان حدوديا بسبع دول، مما يشكل واقعا جغرافيا ذا ميزات استثمارية في المجال لا تتوفر لمعظم دول العالم، من خلال توفر فرص مشروعات البنى التحتية، وتوفر شبكات اتصالات ونقل فعالة لتصدير السلع والخدمات لهذه الدول.
ولم تغفل الخطة السودانية للتطوير العقاري التحديات التي تواجه التخطيط الاستراتيجي العمراني في السودان والعالم العربي، مثل ضعف منهجية التخطيط في المؤسسات والجهات المعنية بالتخطيط العمراني، والنمو المتزايد للسكان، والهجرات الداخلية والخارجية، ومتطلبات الخدمات الأساسية للحياة في المدن، وغياب التكامل والترابط والتنسيق بين الأجهزة المختلفة الحكومية والخاصة والمعنية بشأن التخطيط العمراني، وسيطرة التخطيط التقليدي وغياب المعلومات والإحصاءات الدقيقة والضرورية للتخطيط.
كما تضمنت الخطة برامج إصلاحية شاملة للاقتصاد السوداني لتعظيم دور القطاع الخاص، والتحكم في التضخم وأسعار الصرف وميزان المدفوعات والإصلاح الضريبي، وانتهاج سياسة التحرير الاقتصادي، بجانب التطور السريع في خدمات الاتصالات والطرق البرية والبحرية والموانئ والمطارات والمصارف، وإعادة صياغة النظام الضريبي لصالح الاستثمار، لتهيئة البيئة المساندة للدخول في شراكة مع المجتمع، إضافة إلى التحسن الذي طرأ على موقف ميزان المدفوعات، وزيادة ودائع الجهاز المصرفي في البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن السودان طرح أمام فعاليات المؤتمر العربي للاستثمار والعقارات والمصارف الذي عقد أخيرا بالأردن، فرصا متنوعة في العقارات والسكن الفاخر ومساكن للمغتربين ومجمعات تجارية، ومزايا وتسهيلات وإعفاءات.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».