نسخة معدلة لخطة الرعاية الصحية أمام مجلس الشيوخ الأميركي

قضاة المحكمة العليا يصوتون ضد نزع الجنسية بسبب الكذب

زعيم الأقلية السيناتور تشاك شومر بجانب نسخة معدلة من التشريع الصحي المقترح أمس (رويترز)
زعيم الأقلية السيناتور تشاك شومر بجانب نسخة معدلة من التشريع الصحي المقترح أمس (رويترز)
TT

نسخة معدلة لخطة الرعاية الصحية أمام مجلس الشيوخ الأميركي

زعيم الأقلية السيناتور تشاك شومر بجانب نسخة معدلة من التشريع الصحي المقترح أمس (رويترز)
زعيم الأقلية السيناتور تشاك شومر بجانب نسخة معدلة من التشريع الصحي المقترح أمس (رويترز)

قانون الرعاية الصحية ما زال أحد أبرز وعود الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترمب. وكشف الجمهوريون الذين يتمتعون بالغالبية في مجلس الشيوخ الأميركي عن نسخة معدلة، إلا أن اعتراض أربعة أعضاء محافظين شكل تهديدا فوريا لمشروع القانون الجديد. والأربعة، هم تيد كروز ومايك لي ورون جونسون وراند بول. في حين أعرب ثلاثة آخرون على الأقل عن مخاوف جدية حيالها. ولا يمكن للجمهوريين الذين يستحوذون على 52 من مقاعد مجلس الشيوخ المائة التضحية بأكثر من صوتين لتتعادل الأصوات، وهو ما يستوجب تدخل نائب الرئيس مايك بينس.
وعند سؤاله عن ما يجب أن تتم إضافته إلى مشروع القانون ليصوت لصالحه، قال بول «عليه أن يختلف أكثر عن (أوباماكير)». مضيفا أن تكاليف المقترح الجديد قد تتجاوز تكاليف «أوباماكير» على مدى العامين المقبلين. من ناحيته، أكد السيناتور جون ثيون أن النواب «سينظرون في الخطة لإيجاد إن كان هناك ما يمكن القيام به لتحسينها وجعلها تلقى قبولا أكثر في أوساط أعضاء حزبنا، من أجل الوصول إلى 50 صوتا». ورغم الثقة التي أعرب عنها، إلا أن ترمب أقر بأنه قد تكون هناك حاجة إلى «التفاوض» من أجل السماح بتمرير مشروع القانون. وكشف زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، عن مشروع القانون خلال جلسة مغلقة مع أعضاء الحزب. في حال إقرار النسخة الجديدة سيتعين على مجلسي الشيوخ والنواب التقريب بين نسختيهما والتصويت مجددا على نسخة موحدة.
وقال ماكونيل إنه يتوقع أن يصدر مكتب الميزانية تقييما جديدا بشأن الخطة الجديدة الأسبوع المقبل. وأضاف، أنه سيتم فتح المجال لإجراء تعديلات عليها، مؤكدا أنه يرغب في أن يتم التصويت عليها بحلول نهاية الشهر الحالي.
وشكل الديمقراطيون جبهة موحدة ضد الإجراء المثير للجدل الذي تم إعداده بشكل سري، معتبرين أنه يشكل «حربا على برنامج التغطية الصحية للفقراء، حيث اعتبروا أنه أسوأ حتى من الخطة التي مررها مجلس النواب في مايو (أيار) الماضي».
ويعمل الجمهوريون منذ سبعة أعوام على إلغاء إصلاح نظام التأمين الصحي «أوباماكير» الذي أقر خلال عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وتعد الخطة الجديدة أقل تقشفا من تلك التي مررها مجلس النواب والتي أشار مكتب الميزانية حينها إلى أنها ستخفض عدد المستفيدين من التأمين الصحي بـ23 مليون شخص. إلا أن مشروع القانون المكون من 142 صفحة سيفسح للولايات المجال لعدم الالتزام بعدد من التشريعات، مثل رعاية الأمومة وخدمات المستشفيات كما أنه لن يجعل إلزاميا امتلاك جميع الأميركيين لتأمين صحي.
من جهة أخرى، وجهت المحكمة الأميركية العليا صفعة إلى مساعي الرئيس دونالد ترمب لتشديد الضوابط على الهجرة، وذلك بعد أن وضعت الخميس المزيد من القيود على قدرة الحكومة على نزع الجنسية الأميركية عن المواطنين. وفي تصويت بالإجماع (9 أصوات) قالت المحكمة إنه لا يمكن نزع الجنسية عن أي مواطن حصل عليها لمجرد أنه كذب على الحكومة في حال لم يكن من الخطورة بحيث يدفع المسؤولين إلى حرمانه من دخول البلاد أصلا بوصفه لاجئا. وجاء القرار، الذي ستكون له تبعات واسعة على ملايين المهاجرين واللاجئين والمجنسين، في قضية تتعلق بزوجين من صرب البوسنة لم يكشفا عن تفاصيل حول مشاركة الزوج سابقا في الحرب.
وانتهكت ديفنا ماسلينياك القانون الأميركي بعدم إبلاغها موظفي السفارة الأميركية بأن زوجها كان يقاتل مع جيش صرب البوسنة خلال حرب البوسنة (1992 - 1995) عندما تقدمت بطلب لجوء في الولايات المتحدة لعائلاتها والذي حصلت عليه في 1999. ونتيجة لذلك قال محامو الحكومة إن الجنسية التي حصلت عليها ماسلينياك قبل ثماني سنوات لاغية. وتم ترحيلها وعائلتها إلى صربيا في أكتوبر (تشرين الأول). إلا أن قضاة المحكمة العليا شككوا في أن تكون المعلومات التي أخفتها ماسلينياك كافية لنزع الجنسية عنها. وقالت القاضية إلينا كاغان في قرار المحكمة إن «على الحكومة أن تثبت أن المتهمة ارتكبت عملا غير قانوني خلال عملية حصولها على الجنسية».
وأضافت، أن السماح للحكومة بنزع الجنسية على هذا الأساس «الضعيف» يمكن أن يمنح الادعاء «صلاحيات غير محدودة تقريبا، ويحرم الأميركيين المجنسين حديثا من الأمان الثمين».
وفي كل عام يحصل نحو 780 ألف شخص على الجنسية الأميركية من خلال عملية تتطلب منهم الكشف عن أي ماضٍ إجرامي، أو أي مخالفات مهما كان حجهما صغيرا. وفي حال اكتشف لاحقا أنهم كذبوا فإن جهاز الجنسية والهجرة الأميركي التابع لوزارة الأمن الداخلي يقول إنه «يمكن نزع الجنسية عنهم».



أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعون، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً في أعقاب اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغ مستشاريه أنه يريد الإعلان عن الاتفاقية في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جيه دي فانس زيلينسكي، وقالا له إنه يجب عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وتحدث مسؤولون أمريكيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر تقديراً».