472 قتيلاً مدنياً بغارات التحالف في أعلى حصيلة خلال شهر

472 قتيلاً مدنياً بغارات التحالف في أعلى حصيلة خلال شهر
TT

472 قتيلاً مدنياً بغارات التحالف في أعلى حصيلة خلال شهر

472 قتيلاً مدنياً بغارات التحالف في أعلى حصيلة خلال شهر

قتل 472 مدنيا في أعلى حصيلة بين المدنيين خلال شهر في غارات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ بدء ضرباته الجوية في البلاد في سبتمبر (أيلول) 2014، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «المرصد» وثق خلال الشهر الممتد من 23 مايو (أيار) الماضي حتى 23 يونيو (حزيران)، مقتل 472 مدنيا بينهم 137 طفلا في غارات للتحالف الدولي، أي ضعف القتلى المدنيين الذين تم توثيقهم خلال فترة 30 يوما بين أبريل (نيسان) ومايو.
وسقط القتلى، وفق «المرصد»، في غارات للتحالف الدولي على محافظتي الرقة (شمال) ودير الزور (شرق)، ذلك بحسب تقرير أوردته أمس وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان «المرصد السوري» وثق في الفترة الممتدة بين 23 أبريل و23 مايو مقتل 225 مدنيا.
وبذلك، يكون عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا «جراء غارات التحالف الدولي وضرباته الصاروخية» منذ بدء حملته في سوريا «1954 مدنيا بينهم 456 طفلا»، بحسب «المرصد».
وتخوض «قوات سوريا الديمقراطية» (تحالف فصائل عربية وكردية) منذ السادس من الشهر الحالي معارك داخل مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش في سوريا، في إطار حملة عسكرية واسعة بدأتها قبل نحو ثمانية أشهر بدعم من التحالف الدولي.
ويسيطر «داعش» على معظم محافظة دير الزور المحاذية.
وأعلن التحالف الدولي مطلع الشهر الحالي أن ضرباته في سوريا والعراق منذ عام 2014 أوقعت «بشكل غير متعمد 484 قتيلا مدنيا». لكن منظمات حقوقية تؤكد أن عدد القتلى أكبر بكثير.
وأكد التحالف الدولي في بريد إلكتروني لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة، أن قواته «تعمل بجد وتأن لتكون دقيقة» في غاراتها الجوية، مشددا: «هدفنا دائما ألا يكون هناك أي ضحايا مدنيين».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.