عبّرت المعارضة السورية بجناحيها السياسي والعسكري، عن استيائها من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي قال فيها إن «رحيل بشار الأسد ليس شرطاً مسبقاً، وأن لا بديل شرعياً عنه»، فرأت أن «هذا الكلام غير متوازن وينطوي على تناقض كبير، يتعارض مع سياسة فرنسا المتبعة تجاه الأزمة السورية». ورغم أن المعارضين اعتبروا أن لا أدلة كافية عن تغيّر فعلي في سياسة فرنسا تجاه القضية السورية، لكنهم قالوا إن هذه المواقف «تُشعر السوريين بالاستياء والغضب، خصوصاً عندما يجدون دولاً صديقة لهم، تُخل بالتزاماتها السياسية والأخلاقية».
وقدّم عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة أحمد رمضان، أكثر من قراءة لتصريحات ماكرون، فرأى أنه «ليس هناك أدلة كافية على وجود تغيُّر فعلي في سياسة باريس تجاه القضية السورية كما تجلت خلال السنوات السابقة، لكن من الواضح أنْ ثمَّة محاولة فرنسية - أوروبية لطرق باب واشنطن عالياً، وإيصال رسالة مفادها أن الثنائية الأميركية الروسية في سوريا لم تعد مقبولة، مع التوجه الأوروبي للعودة إلى الملف السوري سياسيا وعسكرياً إلى جانب الدعم الإنساني».
وقال رمضان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «ينبغي النظر إلى تلك التصريحات من زاويتين، الأولى أنها تقوِّض الأساس الأخلاقي لفرنسا وقيمها وسياستها في سوريا والمنطقة، وتجعل موقفها رهن مصالح آنية»، معتبراً أن «القاعدة التي استنتج بها ماكرون أن الأسد ليس عدواً لفرنسا وإنما للشعب السوري، يمكن أن تنطبق عليه، ويقود إلى ما لا تحمد عقباه أخلاقياً وإنسانياً».
وفي الزاوية الثانية، يلفت رمضان إلى أن «بعض أصدقاء الشعب السوري يرسلون رسائل سياسية خاطئة تؤذي ضحايا النظام المستبد، وتعطي شعوراً جارحاً بأن هناك من لا يزال مستعداً للتعامل مع الأسد رغم قتله ما بين 600 ألف إلى مليون شخص، بينهم ربع مليون طفل وامرأة، وتهجير 14 مليون نازح ولاجئ، وهذا الأسلوب يُستغل من قبل النظام والميليشيات الإرهابية الإيرانية، للقيام بمزيد من عمليات القتل والتدمير والتهجير».
ولا تختلف رؤية المعارضة السياسية عن نظرة المعارضة العسكرية للموقف الفرنسي المستجد، حيث أكد زكريا ملاحفجي، عضو المكتب السياسي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، أن «كلامه عن عدم أولوية رحيل الأسد، يتناقض مع السياسة الفرنسية المتبعة منذ بدايات الثورة السورية».
وقال: «إذا كانت أولوية ماكرون محاربة الإرهاب، فإن الشعب السوري أول من أعلن الإرهاب، والجيش السوري الحرّ كان أول ضحايا الإرهاب، لا سيما (داعش) و(القاعدة) وغيرهما، في حين أن نظام الأسد هو من يصنع الإرهاب ويمارسه».
المعارضة السورية: تصريحات ماكرون متناقضة وغير متوازنة
المعارضة السورية: تصريحات ماكرون متناقضة وغير متوازنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة