ليبرمان يتهم عباس بمحاولة «جر حماس إلى حرب» مع إسرائيل

هدد بقصف مطار دمشق إذا استخدم في نقل أسلحة إلى «حزب الله»

ليبرمان يتهم عباس بمحاولة «جر حماس إلى حرب» مع إسرائيل
TT

ليبرمان يتهم عباس بمحاولة «جر حماس إلى حرب» مع إسرائيل

ليبرمان يتهم عباس بمحاولة «جر حماس إلى حرب» مع إسرائيل

شن وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، هجوما شديدا على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، واتهمه «بمحاولة جر حركة حماس إلى حرب مع إسرائيل»، و«إطالة أمد الأزمة الاقتصادية والمعيشية في قطاع غزة».
وقال ليبرمان، في كلمته أمام مؤتمر هرتسليا السنوي للحصانة الوطنية، أمس، إن «الرئيس محمود عباس يمارس الضغوط على حركة حماس في غزة بغية جرها لحرب مع إسرائيل». واستبعد ليبرمان انتهاء أزمة الكهرباء خلال الفترة القريبة، ورجح أنها ستتفاقم وتتواصل، خاصة أن عباس لن يكتفي بما قلصه من رواتب ومن مدفوعات عن الكهرباء، بل سيضاعف تقليص الكهرباء من إسرائيل لغزة، وسيمتنع عن دفع الرواتب للمستخدمين في القطاع تماما. وزعم ليبرمان أن أبو مازن الذي يتطلع لمنع تزويد غزة بالوقود، يقوم بهذه الخطوات بشكل انفرادي، ومن دون أي تنسيق مع إسرائيل أو السلطات المصرية، وهدفه ليس فقط ضرب حماس بل جرها إلى حرب مع إسرائيل.
وسئل ليبرمان، إن كان ما زال متمسكا بوعده حين كان في المعارضة، بأنه، كوزير للدفاع، لن يوقف حربا تنشب مع غزة، قبل أن يقضي على حماس. فأجاب: «لقد بالغت في هذا التصريح وكان هذا خطأ مني».
وعرض ليبرمان وجهة نظره تجاه الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، فقال إنه لا يثق بأن التسوية ممكنة في عملية مفاوضات ثنائية، وأن «السلام لن يتحقق إلا من خلال تسوية إقليمية، ومن ثم يمكن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين بموجب ذلك، مؤكدا أن التسوية الإقليمية ستدخل سنويا 45 مليار دولار إلى إسرائيل».
واعتبر ليبرمان أن اتفاقيات أوسلو كانت فاشلة منذ البداية، وعزى هذا الفشل إلى اعتمادها على أساس «الأرض مقابل السلام»، مبينا أن ذلك لم يكن صحيحا، مشددا على أن المبدأ الذي يجب أن يرافق التسوية مع الفلسطينيين هو: «تبادل الأراضي والسكان». وقال الوزير الإسرائيلي إن «الجانب الفلسطيني ليس بمقدوره أن يوقع على أي تسوية مع إسرائيل، خصوصا أنه يوجد رئيس حكومة مستعد لأن يعرض على الفلسطينيين أكثر مما عرضه إيهود أولمرت في مفاوضات أنابوليس، وهو ما رفض التوقيع عليه أبو مازن».
وتطرق ليبرمان إلى الجبهة السورية، فحذر بشار الأسد من استخدام مطار دمشق لنقل أسلحة إلى «حزب الله» وهدد بقصفه.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.