أمين عام جبهة التحرير الجزائرية يواجه متاعب جديدة بسبب ضعف تمثيل الحزب في حكومة ما بعد الانتخابات

تهم فساد تلاحق عمار سعداني في فرنسا

أمين عام جبهة التحرير الجزائرية يواجه متاعب جديدة بسبب ضعف تمثيل الحزب في حكومة ما بعد الانتخابات
TT

أمين عام جبهة التحرير الجزائرية يواجه متاعب جديدة بسبب ضعف تمثيل الحزب في حكومة ما بعد الانتخابات

أمين عام جبهة التحرير الجزائرية يواجه متاعب جديدة بسبب ضعف تمثيل الحزب في حكومة ما بعد الانتخابات

تجددت متاعب عمار سعداني، أمين عام حزب «جبهة التحرير الوطني» صاحب الأغلبية في الجزائر، بعدما استفاد من «هدنة» فرضتها انتخابات الرئاسة التي جرت في 17 من الشهر الماضي. وأعلن خصومه في الحزب عن جمع إمضاءات ثلثي أعضاء أهم هيئة قيادية، للإطاحة به.
وقال عبد الرحمن بلعياط، الوزير السابق، ورأس المجموعة التي تسعى لتنحية سعداني من الأمانة العامة، لـ«الشرق الأوسط» إن نحو 257 عضوا في اللجنة المركزية (من أصل 350) عازمون على عقد دورة غير عادية لـ«اللجنة» لانتخاب أمين عام جديد.
وأوضح أن ممثلين عن المجموعة المعارضة للأمين العام ستطلب الترخيص من «ولاية الجزائر العاصمة» لعقد اللقاء. وأعلن بلعياط عن تأسيس «لجنة قيادية موحدة» من «اللجنة المركزية»، هدفها «حماية حقوق الحزب»، من دون توضيح ماذا يقصد بذلك ولكن يفهم من كلامه أن سعداني «فرط في حقوق جبهة التحرير» بخصوص التمثيل في الحكومة التي شكلها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد الانتخابات، والتي كانت «جبهة التحرير» أكبر خاسر فيها، على أساس أنها فقدت الكثير من الحقائب الوزارية وعادت إلى شخصيات غير حزبية، وبأمر من بوتفليقة.
ويقول قيادي في الجبهة، رفض نشر اسمه، إن سعداني يواجه انتقادات حادة وسط الموالين له. إذ يحملونه مسؤولية ضعف الحصة التي عادت إلى الحزب في الحكومة. ومنح الرئيس ثلاثة حقائب وزارية فقط لـ«الجبهة التحرير» في الطاقم الجديد الذي يقوده عبد المالك سلال.
وأوضح القيادي أن سعداني «فشل في أهم امتحان هو تحقيق مطلب منح رئاسة الوزراء لشخصية من الحزب. زيادة على هذا كان مطلوبا منه أن يتفاوض على أن يكون تمثيل الحزب في الحكومة واسعا، وقد فشل في ذلك رغم حملة الترويج الكبيرة التي قادها لفائدة بوتفليقة، قبل وأثناء العملية الانتخابية، حتى يفوز بولاية رابعة».
وأضاف القيادي ذاته قائلا: «القيادات في حزبنا متذمرة من الحفاظ على حصة الأحزاب التي دعمت الرئيس، في الحكومة قياسا إلى عدد الحقائب التي كان لها في حكومة ما قبل الاقتراع، بينما جرى تخفيض حصتنا من سبع وزارات إلى ثلاث فقط. والمشكلة في كل هذا أن بوتفليقة هو رئيس جبهة التحرير الوطني».
وتابع القيادي: «سلسلة الإخفاقات هذه تعطي نفسا قويا لخصوم سعداني، وتدفعهم إلى التصعيد من هجومه ضده بهدف الإطاحة به وفي أقرب فرصة».
وقال سعداني في اتصال هاتفي، بخصوص الجدل الذي يثار حول موقع الحزب في الحكومة: «لدينا كامل الثقة في اختيارات الرئيس وقراراته، ونحن مقتنعون أن كل شيء سيجري تداركه في التعديل الدستوري المرتقب»، من دون توضيح ما يقصد.
ويسود اعتقاد في الحزب أن تعديل الدستور الذي تعهد بوتفليقة بإجرائه قريبا، سيغير في شكل النظام بمنح الفرصة للحزب الذي يفوز بالأغلبية في انتخابات البرلمان، حق تشكيل الحكومة ويطبق برنامجه الذي عرضه على الناخبين، على عكس ما هو معمول به حاليا. فالرئيس هو من يوزع الوزارات على من يريد، وهو من يختار رئيس الوزراء، لينفذ برنامجه الذي انتخب على أساسه رئيسا.
وإلى جانب هذه المشكلات، يواجه سعداني تحديات أخرى قد تعجل برحيله من الحزب. ويتعلق الأمر بشبهات فساد تحوم حوله تعاطت معها الصحيفة الإلكترونية الفرنسية المهتمة بشؤون المسؤولين في بلدان أفريقية «موند أفريك» (عالم أفريقيا). فقد جاء في مقال بعنوان «حياة سعداني بوجهين»، أن سعداني نقل 300 مليون يورو على دفعات، من حساباته البنكية بالجزائر إلى حسابات في مصارف فرنسية. وتحدث أيضا عن امتلاكه شققا في أفخم أحياء العاصمة بباريس، وأنه نقل أملاكا عقارية تابعة له من فرنسا إلى بلدان أوروبية أخرى، حيث يقيم أقارب له. وأعلن سعداني، إثر نشر هذه المعلومات أنه سيتابع مسؤولي الصحيفة قضائيا في فرنسا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».