عباس يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة.. ووفد من فتح إلى غزة لبحث الوزارات السيادية

عضو في { المصالحة الخماسي} قال إنها لم تصل مرحلة ترشيح الأسماء

فلسطينيون يقطعون الطريق أمام مستوطنين على متن عربات دخلوا قرية بورين في الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يقطعون الطريق أمام مستوطنين على متن عربات دخلوا قرية بورين في الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

عباس يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة.. ووفد من فتح إلى غزة لبحث الوزارات السيادية

فلسطينيون يقطعون الطريق أمام مستوطنين على متن عربات دخلوا قرية بورين في الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يقطعون الطريق أمام مستوطنين على متن عربات دخلوا قرية بورين في الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني إثر اتفاق المصالحة الذي أعلن عنه أخيرا بين حركتي فتح وحماس.
وقال بسام الصالحي، عضو وفد المصالحة الخماسي الذي شكله عباس، إن «مشاورات تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية بدأت بشكل هادئ وداخلي دون الوصول إلى مرحلة ترشيح أسماء محددة حتى الآن». وأوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المشاورات التي يجريها الرئيس الفلسطيني ما زالت في بدايتها ولكنها لن تأخذ وقتا طويلا. وأضاف: «المشاورات ستتوسع خلال الفترة المقبلة مع حركة حماس والفصائل الأخرى كذلك».
ومن المفترض أن يصل إلى قطاع غزة خلال أيام رئيس الوفد الخماسي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، بهدف إجراء مشاورات تشكيل الحكومة مع حماس والتباحث في الأسماء والآليات.
وقال الصالحي: «الأمور تسير في السياق الصحيح، لا توجد عقبات حتى الآن ولا نتوقع عقبات جدية». وأضاف: «المشاورات مع حماس ستتركز على الوزارات السيادية كما هو معلوم، الداخلية والمالية والتعليم والخارجية». ومن المقرر أن تضع حركة فتح قائمة أسماء مرشحين للوزارات وتضع حماس قائمة مماثلة ويجري التشاور بينهما على قائمة توافقية بمشاركة الفصائل الأخرى. ويتوقع أن تكون الحكومة مقلصة وليست كبيرة برئاسة عباس نفسه، وذلك بعد مشاورات داخلية وخارجية.
وكانت حماس اقترحت أن يرأس الحكومة شخصية أخرى غير أبو مازن، لكنها لم تعترض على أن يرأسها، وفق اتفاقي الدوحة والقاهرة.
وردا على سؤال حول مطلب اعتراف الحكومة المقبلة بإسرائيل، قال الصالحي: «الحكومة لن تكون حكومة سياسية، وإنما خدماتيه. أما الشؤون السياسية فستكون من مهام منظمة التحرير بما في ذلك المفاوضات، لكن مع ذلك فإن الرئيس هو الذي سيعبر عن الموقف السياسي في نهاية الأمر».
وأوضح الصالحي أن الجميع اتفقوا على أن لا يطلب من أي فصيل، سواء حماس أو غيرها، الاعتراف بإسرائيل.
وكانت مصادر إسرائيلية قالت، أمس، إن عباس أبلغ الأميركيين أنه لن يطلب من حماس الاعتراف بإسرائيل وأنه ليس مطلوبا منها ذلك. وبحسب المصادر فإن أبو مازن قال: إن الحكومة التي سيشكلها لن تضم أي وزير تابع لفصيل فلسطيني، وإنما ستضم شخصيات من خبراء وتكنوقراط.
ويوجد أمام فتح وحماس، نحو أسبوعين لإعلان تشكيل الحكومة وفق الاتفاق الذي وقع في 23 أبريل (نيسان) الماضي، وينص على تشكيل حكومة كفاءات وطنية، خلال خمسة أسابيع تكون مهمتها التحضير لإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية خلال ستة أشهر على الأقل، وتعالج كل القضايا الخلافية الأخرى المتعلقة بملفات الحريات العامة والأمن والتوظيف والاعتقال السياسي والإعلام.
وبدأت اللجان المختلفة في غزة والضفة، حلحلة بعض هذه القضايا العالقة على طريق تحقيق المصالحة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.