مقتل قيادي انقلابي بتعز وتحرير مواقع جديدة في حجة

مقتل قيادي انقلابي بتعز وتحرير مواقع جديدة في حجة
TT

مقتل قيادي انقلابي بتعز وتحرير مواقع جديدة في حجة

مقتل قيادي انقلابي بتعز وتحرير مواقع جديدة في حجة

حقق الجيش اليمني تقدماً بتوسيع سيطرته على مناطق جديدة في محافظة حجة شمال غربي اليمن، في الوقت الذي قتل فيه عدنان كرابة، القيادي بميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، المسؤول عن إدارة العمليات الهجومية في الجبهة الشرقية بتعز.
وقال مصدر عسكري في محور تعز العسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «كرابة قتل وعدد من مرافقيه إثر قصف قوات الجيش الوطني لمواقع الميليشيات في الجبهة الشرقية»، لافتاً إلى أن القيادي يتبع في الأساس «عناصر الحرس الجمهوري الموالي لصالح، وأوكلت إليه مهام استعادة المواقع التي خسرتها الميليشيات في الأيام الماضية بما فيها القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات».
وأضاف المصدر: «استهدفت مدفعية الجيش الوطني طقماً عسكرياً كان على متنه كرابة ومرافقين له، حيث كان الطقم محملاً بالأسلحة والذخائر في تبة السلال».
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الجبهات الشرقية الغربية في تعز معارك يومية وعلى مدار الساعة، إثر تكرار محاولات ميليشيات الحوثي وصالح استعادة مواقع خسرتها خلال الأيام القليلة الماضية في الجبهات ذاتها، مصحوبة بالقصف العنيف على مواقع الجيش الوطني.
وفي جبهة حجة، المحاذية للمملكة العربية السعودية، تمكنت قوات الجيش الوطني من السيطرة على عدد من المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، وأكدت مصادر عسكرية، طبقاً لما نشر عنها المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، أنه بالتزامن مع غارات طيران تحالف دعم الشرعية، «قتل 9 وجرح العشرات للميليشيات الانقلابية في هجوم مباغت لوحدات الجيش الوطني على مشارف وادي حيران، المحاذي لمديرية ميدي من الجهة الجنوبية الشرقية، مما أسفر عن السيطرة على عدد من المواقع ومصرع 9 من الميليشيات وجرح العشرات، كما وقع أحدهم بالأسر، فيما فر الآخرون مخلفين عدداً من الجثث وعدداً من قطع الأسلحة المتوسطة والخفيفة». وأضاف المصدر أن أبرز المواقع التي تمت السيطرة عليها «تبتي الوادي والرعد المطلتين على وادي حيران من الجهة الشمالية الشرقية».
إلى ذلك، أفاد شهود عيان بإقدام الميليشيات الانقلابية بعد تقدم قوات الجيش على اعتقال 4 مواطنين من قرية المكاوعة بمديرية خيران، بسبب مرورهم بجانب إحدى المزارع التي تحتلها الميليشيات والتي جعلت منها ثكنة عسكرية لها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».