بدأت المحكمة العسكرية في منطقة شمال القوقاز جلساتها للنظر في قضية ضد شابتين يوجه التحقيق لهما تهمة دفع شابة ثالثة لتفجير نفسها في مركز تجاري في مدينة روستوف على نهر الدون؛ انتقاماً لخطيبها الذي قتل في سوريا. وذكرت وكالة «ريا نوفوستي» أن المواطنة الروسية الشابة تاتيانا كاربينكو، البالغة من العمر 23 عاماً وصديقتها المواطنة الشابة ناتاليا غريشينا، البالغة من العمر 27 عاماً، وقفتا نهاية الأسبوع الماضي أمام المحكمة، حيث تواجهان جملة اتهامات «التحضير لعمل إرهابي، والمساهمة في النشاط الإرهابي، والحيازة غير الشرعية لمواد متفجرة، أو عبوات ناسفة». علاوة على ذلك، أضاف الادعاء للشابة كاربينكو تهمة «عدم تنفيذ التزاماتها في تربية طفل قاصر». ودرست المتهمتان حتى السنة الرابعة في جامعة الدون، ومن ثم انتقلتا للعمل في متجر «حلال» في مدينة روستوف، حيث تقيمان.
ويقول الادعاء إن كل من كاربينكو وغريشينا من أتباع الفكر المتطرف في الإسلام، وتؤيدان أفكار جماعة «إمارة القوقاز» وتنظيم داعش الإرهابيين، وكانتا تخططان ضمن عمل جماعي لتنفيذ عمل إرهابي في واحد من مركزين تجاريين في المدينة. وأوضح الادعاء، أن المتهمة كيربينكو كانت صاحبة المبادرة في كل ما جرى، وتحديداً استقطبت إلى جانبها المتهمة الثانية غريشنا، وبعد ذلك كلفتها باستقطاب فتاة ثالثة، هي فيكتوريا سيمينوفا البالغة من العمر 21 عاماً، وتمكنتا من إقناعها بتنفيذ عمل انتحاري وتفجير نفسها في مركز تجاري في المدينة. وحسب معطيات لجنة التحقيق الروسية، وافقت سيميونوفا على تنفيذ العملية، ومن ثم شرعت كل من كيربينكو وغريشينا، في اختيار مكان لتنفيذ العملية. وقامتا في هذا الإطار باستطلاع مركزين تجاريين.
ولسبب ما أثارت الفتاتان كيربينكو وغريشينا شبهات لدى الحرس في المركزين التجاريين، وتم إبلاغ البوليس بذلك، وقرر الأمن وضعهما تحت المراقبة على مدار الساعة. وفي منتصف يناير (كانون الثاني) وخلال التفتيش في شقة فيكتوريا سيميونوفا، عثر الأمن على عبوة ناسفة، كانت مخبأة تحت الأريكة، ومزودة بكبسة إلكترونية للتفجير. وقال الأمن: إن العبوة كانت جاهزة للاستخدام. وقام الأمن بإلقاء القبض على سيميونوفا، الانتحارية المفترضة، وخلال التحقيق تم التوصل لاتفاق معها بأن «تتعاون»، إثر ذلك روت للمحققين كل تفاصيل العملية، بينما فتح التحقيق ملفاً مستقلا باسمها، ويتوقع أن تقف خلال المحاكمة بصفة شاهد ضد الشابتين كيربينكو وغريشينا. وما زالت التحقيقات مستمرة في القضية. في غضون ذلك، وليس ببعيد عن روسيا، يبقى الوضع غير مستقر في منطقة آسيا الوسطى، ولا سيما على الحدود بين الجمهوريات السوفياتية السابقة هناك، وأفغانستان. وعلى ضوء التوتر المستمر داخل الأراضي الأفغانية، وربما خشية من تسلل بعض المجموعات الإرهابية من هناك إلى طاجيكستان، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً من احتمال وقوع هجمات إرهابية في جمهورية طاجيكستان السوفياتية سابقاً، التي تقع في منطقة آسيا الوسطى على الحدود مع أفغانستان. وكان التحذير موجها بصورة خاصة للرعايا الأميركية هناك. وقالت الوزارة في بيان رسمي: «على الرغم من أن المجموعات الإرهابية المنظمة لم تنفذ هجمات إرهابية في طاجيكستان في الآونة الأخيرة، فإن خطورة وقوع مثل تلك الهجمات تزايدت خلال فترة 6 - 12 شهراً الماضية». وتحذر من أن الهجمات قد تستهدف المواطنين الأميركيين على الأراضي الطاجيكية؛ لذلك يوصي البيان الرعايا الأميركيين، بتوخي الحذر في منطقة الحدود الطاجيكية مع أفغانستان، والبقاء في أماكن كثافة سكنية، والابتعاد عن أماكن التجمعات.
وكانت الخارجية الأميركية أصدرت تحذيرات مماثلة آخر مرة في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) عام 2016، حينها قالت السفارة الأميركية في دوشنبيه (عاصمة طاجيكستان): إن مجموعات من الإرهابيين قد تقوم بشن هجمات على المعابر عند الحدود الطاجيكية - الأفغانية، ومناطق تجمعات المواطنين. وقالت وزارة الداخلية الطاجيكية حينها: إن الوضع على الحدود مستقر ولا يوجد ما يدعو للقلق والخوف. وتتميز تلك المنطقة من الحدود بنوع من الهدوء، حيث تعمل القوات الطاجيكية ومعها قوات روسية على ضبط الأمن هناك، والتصدي لمحاولات المجموعات المسلحة التسلل من أفغانستان إلى الأراضي الطاجيكية.
واشنطن تحذر من أعمال إرهابية في طاجيكستان
شابتان روسيتان تجندان ثالثة في روستوف لتنفيذ عمل انتحاري
واشنطن تحذر من أعمال إرهابية في طاجيكستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة