نقابة الصحافة التونسية تتهم الحكومة بوضع يدها على الإعلام العمومي

نقابة الصحافة التونسية تتهم الحكومة بوضع يدها على الإعلام العمومي
TT

نقابة الصحافة التونسية تتهم الحكومة بوضع يدها على الإعلام العمومي

نقابة الصحافة التونسية تتهم الحكومة بوضع يدها على الإعلام العمومي

دانت نقابة الصحافيين في تونس، أمس، قرار حكومة يوسف الشاهد إقالة الرئيس المدير العام للتلفزيون المملوك للدولة، واتهمتها بـ«وضع اليد» على الإعلام العمومي.
وأقالت الحكومة أول من أمس الرئيس المدير العام لمؤسسة «التلفزة التونسية» إلياس الغربي، غداة تأخر بث نشرة الأخبار الرئيسية على محطة التلفزيون الأولى بساعة ونصف الساعة عن موعدها. وعزا التلفزيون في بيان تأخر بث النشرة إلى تعرض مخرجها «لأزمة قلبية مفاجئة حالت دون حضوره لتأمين إخراجها المباشر».
وقدمت الحكومة اسم «مرشح جديد» سيخلف إلياس الغربي إلى «الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري» (هايكا).
وبحسب مرسوم ينظم تعيين الرؤساء المديرين العامين لوسائل الإعلام السمعية البصرية المملوكة للدولة، فإنه يتعين أن تعطي الهيئة «رأياً مطابقاً» (موافقة) في تلك التعيينات.
من جهتها، قالت أمس «النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين» (مستقلة) في بيان بعنوان «حكومة الشاهد تضع يدها على الإعلام العمومي» إن قرار عزل إلياس الغربي «كان جاهزاً، وعملية تعطيل بث نشرة الأخبار في موعدها مبرمجة سلفاً»، ولاحظت أن العزل جاء بعد أيام فقط من السطو على «المركز الأفريقي لتدريب الصحافيين» (مملوك للدولة)، الذي حولته الحكومة إلى فرع بإدارة الإعلام والاتصال فيها، وبعد أشهر قليلة من فرض تسميات مسقطة وحسب الولاء للحكومة في مؤسسات إعلامية عمومية.
ولاحظت النقابة: «بهذا الإجراء الأخير (العزل) تكون حكومة الشاهد قد وضعت يدها على الإعلام العمومي»، ورأت أن «الحرب التي تقول الحكومة إنها تخوضها ضد الفساد لن تكتسب أي مصداقية... ما دام أن الفاسدين في قطاع الإعلام يرتعون بكل حرية، بل وتقرّبهم الحكومة من دوائر قرارها وتجازيهم».
كما ندّدت النقابة بـ«السياسة الحكومية المعادية لمبدأ استقلالية الإعلام العمومي، من خلال تعيينات فوقية مسقطة تعتمد الولاء على حساب الكفاءة»، واتهمت الحكومة بـ«تعطيل ممنهج لكل محاولات الإصلاح في التلفزة التونسية، ورفضها عقد البرامج والأهداف المتوافق عليها، فضلاً عن التلكّؤ في رفض (توفير) الاعتمادات المالية اللازمة للمؤسسة، بغاية الابتزاز وفرض أجنداتها».
ودعت النقابة هيئة الاتصال السمعي البصري إلى «تحمل مسؤوليتها في تقييم جدي وعلمي لأداء المسؤولين عن وسائل الإعلام العمومي السمعي البصري، وتحديد نقاط الضعف وأسباب تعطل مسار الإصلاح». كما دعتها إلى «فتح باب الترشحات الحرة لمنصب الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة التونسية، استناداً إلى برامج إصلاحية لتطوير الإعلام العمومي».
ولم يتسنّ لوكالة الصحافة الفرنسية الحصول على تعقيب من الحكومة حول الموضوع.
وتتكون مؤسسة «التلفزة التونسية» من محطّتين هما «الوطنية 1» و«الوطنية 2». وتشغل المؤسسة نحو 1200 موظف حسبما أفاد مسؤول بها.
وهذا الأسبوع أطلق نشطاء إنترنت حملة للمطالبة بـ«إصلاح» مؤسسات الإعلام العمومي الممولة من الضرائب، منتقدين استمرار «رداءة» مضامينها مقارنة بما كان عليه الوضع في عهد زين العابدين بن علي، الذي أطاحت به ثورة مطلع 2011.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.