كاميرات مطورة لتصوير الأحداث والنشاطات

تصمم بمزايا متفوقة وبعضها يوضع في الخوذ والقفازات والمقابض

كاميرا «آيون إير برو 3»
كاميرا «آيون إير برو 3»
TT

كاميرات مطورة لتصوير الأحداث والنشاطات

كاميرا «آيون إير برو 3»
كاميرا «آيون إير برو 3»

أصبحنا وبفضل كاميرات الهواتف الذكية مطلعين على أدق تفاصيل الحياة اليومية لأصدقائنا، ابتداء من مكونات وجبات إفطارهم إلى نوع السيارة التي يستقلونها. غير أن البعض منا يعيش في الواقع حياة صاخبة، فهم يمارسون رياضة القفز بالمظلات، ويشتركون في سباقات الدراجات النارية، ويقومون بالتقاط هذه اللحظات الساحرة من حياتهم بواسطة الهاتف الذكي الذي يمسكونه باليد، وهو أمر لا يعتبر إجراء صحيحا على صعيد السلامة الشخصية. وهذا ما يفسر التسويق السريع للكاميرات التي تلتقط الأحداث، وهي كاميرات صغيرة تركب على الخوذ،، والمقابض، وحتى في أطراف وجوانب قوارب ركوب الأمواج.
وفي الوقت الذي انخفضت فيه مبيعات الأنواع الأخرى من الكاميرات، ارتفعت كاميرات الأحداث والفعاليات بنسبة 37 في المائة، لتصل إلى 1.3 مليون في عام 2013 استنادا إلى محللي التسويق في شركة «إن بي دي».

* كاميرات الأحداث

* هذا الاهتمام الكبير من قبل المستهلكين دفع بعشرات الشركات إلى القفز إلى هذه السوق لإنتاج طرز مشابهة من هذه الكاميرات، وغالبيتها تقدم صور «1080 بي» عالية التحديد، وشاشات من البلور السائل (إل سي دي)، و«واي - فاي»، فضلا عن مقاومة للماء وتكلف بين 300 و400 دولار.
وهي متشابهة، لكن لدى إخضاع بعضها إلى الاختبارات، تظهر أنها ليست كذلك، وإليكم بعضها:
* «غو برو هيرو3 + بلاك» (400 دولار) GoPro Hero3+ Black أصبحت اسما كبيرا في عالم كاميرات الفعاليات والنشاطات، نظرا إلى نوعية صورها وسهولة استخدامها. ويمكنها التقاط وتسجيل صور بالتحديد العالي «4 كيه» 4K (إي 4000)، وهي لا تعني الكثير، ما لم تكن أنت ما بين القلائل الذين يملكون جهاز تلفزيون «4 كيه». وهي مزودة أيضا بنمط احترافي يدعى «برو تيون»، إذا رغبت في موالفة الصور بصورة دقيقة جدا قبل التقاطها، للقيام بلمسات تحريرية فيما بعد.
وزيادة شاشة «إل سي دي» عليها يكلف 80 دولارا إضافية، وهي تأتي مع ساعدي تركيب واحد مسطح والآخر منحن، فضلا عن مفتاح لاسلكي للتشغيل والإطفاء من بعيد.
* «سوني إتش دي آر - إيه إس 30 في» (250 دولار) Sony HDR - AS30V: تملك هذه الكاميرا نظام «جي بي إس» من شأنه أن يضيف إحصاءات تتعلق بالسرعة والموقع إلى الفيديو. وهي مزودة ببرنامج يساعد على تثبيت اللقطات وموازنتها، فضلا عن برنامج آخر يجعل الصور أكثر وضوحا وتحديدا وتلوينا. لكنها معقدة التركيب، وعلى الرغم من أنها مزودة بشاشة «إل سي دي» للائحة المهام، لكنها لا تبين الفيديو. وينبغي عليك أيضا وصلها بجهاز «واي - فاي» أخر مثل الهاتف لرؤية ما تصوره الكاميرا. وهنالك طراز «إيه إس» الجديد الذي سيطرح قريبا. ولكاميرا «سوني» هذه مجموعة واسعة من الملحقات، بما فيها حامل تثبيت بسعر 100 دولار بشاشة «إل سي دي» يمكنه الالتفاف إلى الخارج، والذي يجعل «إيه إس 30 في» تبدو وتعمل ككاميرا فيديو وتسجيل عادية، وإن كانت صغيرة الحجم.

* لقطات رياضية

* «غارمن فيرب إليت» (400 دولار) Garmin Virb Elite: الكاميرا هذه ليست مزودة بنظام «جي بي إس» فحسب، بل يمكنها أيضا التواصل مع ضربات القلب ورصد إيقاعه. ويمكن للفيديوهات أن يكون لها لوحة عدادات وقياس لعرض أمور مثل السرعة، والمسافة، ومعدل ضربات القلب، التي هي من الأمور الطبيعية التي تهم راكبي الدراجات، وقوارب التجديف، وممارسي الهبوط بالمظلات، وغيرهم من الرياضيين. ويمكن تعديلها بحيث تقوم بالتسجيل أوتوماتيكيا لدى الحركة والتوقف عنها.
كما أنه يمكن التحكم بها عن طريق منتجات «غارمن» الأخرى مثل نظم «زومو» Zumo لتحديد المواقع في الدراجات النارية، والساعات الرياضية. وهي أكبر حجما وأثقل قليلا من بعض الكاميرات الأخرى، لذا من الأفضل تركيبها على مقود الدراجة بدلا من الخوذة. لكنها أكثر تعقيدا لدى تركيبها من غيرها، بيد أنها في نهاية المطاف تعمل جيدا.
* «دريفت إتش دي غوست» (300 دولار) Drift HD Ghost: للكاميرا هذه مزية تجعلها تعمل بشكل متواصل، وبعد ذلك تحفظ قطعا من التسجيل بعد ذلك، فإذا حققت قفزة كبيرة أثناء التزلج على الثلوج، اكبس على زر المهام بعد إنجازك لها، لتقوم الكاميرا بحفظ من 30 ثانية إلى 10 دقائق من الفيديو الذي سجلته، قبل أن تعاود التسجيل بصورة مستمرة. وهنالك زر للتشغيل والتوقيف، وبالتالي حفظ ما تريده من اللقطات بقدر ما تتسع له بطاقة التخزين.
* «آيون إير برو 3» (350 دولار) ION Air Pro 3: هي واحدة من أخف الكاميرات وزنا، وترتج لدى الشروع بتشغيلها وتوقيفها، مما يمكن التحقق من أنها تسجل. وهي مزودة بأزرار قليلة، مما يسهل استخدامها مع القفازات، لكن ذلك يعني أيضا ضرورة وصلها مع الكومبيوتر لتعديل ضوابطها. وهي تفتقر إلى شاشة، لذا ينبغي وصلها بالهاتف الذكي، أو الجهاز اللوحي عن طريق «واي - فاي» لرؤية ما تصوره. وهي تؤمن أيضا 8 غيغابايت من تسجيلات الفيديو المجانية على السحاب.
ولدى استعراض مواصفات الكاميرا تبدو حياة البطارية أمرا مهما، لكن فترة عملها الحقيقية مختلفة تماما عن هذه المواصفات. وإطفاء مهمة شاشة «إل سي دي» ونظام «جي بي إس» وغيرها من المهام، من شأنه إطالة حياة البطارية. وتذكر أنك تحتاج إلى ميزانية خاصة للحصول على ملحقات الكاميرا هذه، وأقلها حاجتك إلى بطاقة ذاكرة سريعة.
وبينما تأتي الكاميرات كلها تأتي بعمود تركيب واحد، لكن ثمة ملحقات أخرى متوفرة، منها أدوات تركيب على مقود الدراجة، وعلى شكل فناجين شفط، وغيرها. وتأتي غالبية الكاميرات مع برنامج لتحرير الصور لتنقيح الفيديوهات الواسعة الزوايا. وهنالك برنامج بتكلفة 50 دولارا يبسط عملية إزالة التشويهات، ومن ثم يقوم بتعديل الألوان، وإزالة الاهتزازات.
* خدمة «نيويورك تايمز»



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».