البنتاغون: 4 آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان

البنتاغون: 4 آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان
TT

البنتاغون: 4 آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان

البنتاغون: 4 آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان

أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تعتزم إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان، على أمل تحقيق تقدم جديد في الحرب المستمرة منذ 16 عاما. ويصل قوام القوات الإضافية إلى 4000 عسكري، حسب الوكالة، نقلا عن مسؤول في إدارة الرئيس دونالد ترمب، لكن المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفس قال أول من أمس، إن الوزارة لم تتخذ بعد قرارا بشأن حجم القوة الأميركية المستقبلي في أفغانستان. وفي اليوم نفسه الذي نشرت فيه صحيفة «نيويورك تايمز» افتتاحية عنوانها: «السيد ترمب: أفغانستان الآن حربك»، ومع انتقادات من ديمقراطيين في الكونغرس، وخبراء، وعسكريين سابقين، قال كريستوفر شيروود، المتحدث باسم البنتاغون، إن وزير الدفاع لم يقرر إرسال الجنود لذلك.
وردت الوكالة بأن «مصدرا في إدارة ترمب» هو مصدر خبرها، وأن المصدر «طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته»، وأضاف أن القرار الرسمي سيعلن الأسبوع المقبل. وكان وزير الدفاع قال، قبل يومين: «الآن، لسنا منتصرين في أفغانستان». وكان الجنرال جو دنفورد، رئيس القيادات العسكرية المشتركة، قال إن الحكومة الأميركية وحكومات بقية دول حلف الناتو «إذا أرادت زيادة قواتها في أفغانستان، فيجب أن تزيدها سريعا». وكان الجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، قال إن «بضعة آلاف» من الجنود يجب إرسالهم إلى أفغانستان «لتحقيق هزيمة المقاتلين هناك». ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس الجمعة، افتتاحية رئيسية تحت عنوان: «السيد ترمب: أفغانستان الآن حربك». ونشرت، في موقعها في الإنترنت، الافتتاحية مع صورة قبعة عسكرية، مكتوب عليها: «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، إشارة إلى شعار حملة ترمب الانتخابية. وقالت الافتتاحية: «يوم الأربعاء، غرد ترمب مشيدا بالقوات الأميركية المسلحة، وذلك بمناسبة مرور 242 عاما على تأسيسها. لكن، عندما واجه ترمب قرار إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان، حمل وزير الدفاع المسؤولية... والآن، يدير البنتاغون الحرب، لأن الرئيس لا يريد أن يديرها... يجب أن يلتزم الرئيس بمسؤولياتها، وأن يشترك في اتخاذ هذا القرار المهم». لكن، نقلت وسائل الإعلام الأميركية تصريحات انتقادات لتفويض ترمب للعسكريين في أفغانستان.
وقال إندرو أكسوم، مساعد وزير الدفاع في عهد أوباما: «حتى إذا فوض ترمب العسكريين، يتحمل ترمب مسؤولية ما سيقررون. في عهد أوباما، كان كل شيء باسم الرئيس، وتحمل الرئيس مسؤوليته».
وقال الجنرال المتقاعد ديفيد بارنو: «يبدو أن الضجة حول زيادة القوات أكبر من الواقع. في نهاية المطاف، لن يقدر البنتاغون على زيادة القوات زيادة كبيرة. ربما بضعة آلاف». وأضاف بورنو: «اليوم، في أفغانستان، نحن لسنا منتصرين». من جهته، قال جاسون دمسبسى، خبير في مركز الأمن الأميركي الجديد، في واشنطن: «هل سيفعل ماتيس شيئا جديدا؟ أو سيقع في الشرك نفسه، مما سيعنى إضاعة وقت، وأرواح، ومال». لكن مايكل أوهانلون خبير في معهد «بروكينغز» في واشنطن، قال إن زيادة القوات «يتوافق مع توصيات القادة العسكريين الخمسة والسفراء الأميركيين الخمسة» في أفغانستان. وأضاف، لوكالة الأخبار الفرنسية: «أعتقد أن بإمكان عدة آلاف من القوات الغربية الإضافية تحقيق الاستقرار حتى لو لم يكن هذا العدد كافيا لتحقيق الانتصار».



أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

مرة أخرى، وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال غرب باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام»، على حد قوله.

متظاهرون يتجمعون بالقرب من أشياء أضرمت فيها النيران في أحد الشوارع في جارانوالا بباكستان 16 أغسطس 2023 (رويترز)

منذ يوليو (تموز)، تفيد مصادر عدة بأن 212 شخصاً قُتلوا في إقليم كورام بسبب نزاعات قديمة على الأراضي كان يفترض بسلسلة من الاتفاقات برعاية وجهاء قبليين وسياسيين وعسكريين، أن تبت بها.

إلا أنه تم انتهاك هذه الاتفاقات على مر العقود مع عجز السلطات الفيدرالية وفي مقاطعة خيبر بختونخوا عن القضاء على العنف.

فقدت القوات الأمنية الباكستانية مئات من أفرادها خلال الأشهر الماضية في الموجة الإرهابية الجديدة (أ.ف.ب)

والأسوأ من ذلك أن الهجوم الذي أجج أعمال العنف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) استهدف السلطات أيضاً، إذ إن نحو 10 مهاجمين أمطروا موكبي سيارات تنقل عائلات شيعية كانت بحماية الشرطة.

وكان ابن شقيق علي غلام في هذا الموكب. وكان هذا الرجل البالغ 42 عاماً ينتظر منذ أيام فتح الطرق في كورام عند الحدود مع أفغانستان.

أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب أثناء مسيراتهم خلال مظاهرة للتنديد باغتصاب طالبة مزعوم في لاهور بباكستان 17 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

«لا ثقة مطلقاً بالدولة»

وكانت الطرق الرئيسية قد قُطعت بسبب تجدد القتال بالأسلحة الثقيلة والقذائف بين السنة والشيعة.

وفي غضون أربعين عاماً، خسر علي غلام شقيقه وابن شقيقه فيما جُرح ثلاثة من أشقائه أيضاً.

ويؤكد الرجل الشيعي البالغ 72 عاماً: «لم أعرف السلام يوماً وليس لدي أمل كبير لأولادي وأحفادي لأن لا ثقة لي مطلقاً بالدولة».

ويقول أكبر خان من لجنة حقوق الإنسان في باكستان إنه في السابق «كانت الدولة تساند مجالس الجيرغا وكانت هذه المجالس القبلية تنجح في تحقيق نتائج».

ويضيف: «لكن اليوم لم تعد الدولة تغطي تكلفة استدعائهم»، لأن المسؤولين السياسيين في إسلام آباد منغمسون في الاضطرابات السياسية «ولا يتعاملون بجدية مع أعمال العنف هذه».

قتل 8 أشخاص بينهم 5 عناصر أمن جراء اشتباكات مسلحة مع «إرهابيين» في 3 مناطق بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي (متداولة)

لكن في إقليم كورما الشاسع اعتمدت السلطات والقوى الأمنية موقفاً متأنياً. فالإقليم على غرار 6 أقاليم أخرى مجاورة، لم يُضم رسمياً إلى مقاطعة باكستانية إلا في عام 2018.

وكان قبل ذلك ضمن ما يسمى «مناطق قبلية تحت الإدارة الفيدرالية» وكان يحظى تالياً بوضع خاص وكانت المؤسسات الرسمية تترك مجالس الجيرغا تتصرف.

وفي حين كانت حركة «طالبان» الأفغانية تقوم بدور الوسيط في خضم العنف الطائفي في نهاية العقد الأول من الألفية، يؤكد سكان راهناً أن بعض القضاة يفضلون أن توافق مجالس جيرغا على أحكامهم لكي تحترم.

بن لادن - «طالبان»

يقول مالك عطاء الله خان، وهو من الوجهاء القبليين الذين وقعوا اتفاقاً في 2007 كان من شأنه إحلال السلام في كورام، إن «السلطات لا تتولى مسؤولياتها».

ويشير خصوصاً إلى مفارقة بأن كورام هو الإقليم الوحيد بين الأقاليم التي ضمت حديثاً، حيث «السجل العقاري مكتمل». لكنه يضيف: «رغم ذلك تستمر النزاعات على أراضٍ وغابات في 7 أو 8 مناطق».

ويرى أن في بلد يشكل السنة غالبية سكانه في حين يشكل الشيعة من 10 إلى 15 في المائة، «تحول جماعات دينية هذه الخلافات المحلية إلى نزاعات دينية».

فلا يكفي أن كورام تقع في منطقة نائية عند حدود باكستان وأفغانستان. فيجد هذا الإقليم نفسه أيضاً في قلب تشرذمات العالم الإسلامي بين ميليشيات شيعية مدعومة من طهران وجماعات سنية تلقى دعماً مالياً.

في عام 1979، أحدث الشيعة ثورتهم في إيران فيما دخل المجاهدون السنة في كابل في حرب مع الجيش السوفياتي الذي غزا البلاد، في حين اختار الديكتاتور الباكستاني ضياء الحق معسكر المتشددين السنة.

وقد تحول الكثير من هؤلاء إلى حركة «طالبان» في وقت لاحق لمواجهة إيران وإقامة «دولة إسلامية» وتوفير عناصر للتمرد المناهض للهند في كشمير.

«سننتقم له»

تقع كورام بمحاذاة كهوف أفغانية كان يختبئ فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكانت حتى الآن معروفة، خصوصاً بأزهارها التي تتغنى بها قصائد الباشتون. ويقول خان: «إلا أنها استحالت الآن منصة لإرسال أسلحة إلى أفغانستان. كل عائلة كانت تملك ترسانة في منزلها».

لم يسلم أحد هذه الأسلحة إلى السلطات. في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أضرم شيعة النار في منازل ومتاجر في سوق سنية في باغان رداً على الهجوم على الموكب قبل يومين، سمع إطلاق النار من الطرفين.

وقد حاصرت النيران ابن عم سيد غني شاه في متجره.

ويروي شاه لوكالة الصحافة الفرنسية: «منعنا والديه من رؤية جثته لأنه كان يستحيل التعرف عليها. كيف عسانا نقيم السلام بعد ذلك؟ ما إن تسنح الفرصة سننتقم له».

أما فاطمة أحمد فقد فقدت كل أمل في 21 نوفمبر. فقد كان زوجها في طريقه لتسجيلها في كلية الطب في إسلام آباد بعدما ناضلت من أجل إقناع عائلتها بالسماح لها بمتابعة دروسها.

إلا أنه لم يعد. وتقول أرملته البالغة 21 عاماً إنها لا تريد «العيش بعد الآن من دونه». وتؤكد: «لم يقتلوا زوجي فحسب بل قتلوا كل أحلامي معه».