البرلمان اللبناني يقر قانون الانتخاب الجديد رغم «مشاغبات» المعترضين

بري دعا الجميع إلى «الواقعية» وأشاد بالتسوية التاريخية التي أنتجته

البرلمان اللبناني يقر قانون الانتخاب الجديد رغم «مشاغبات» المعترضين
TT

البرلمان اللبناني يقر قانون الانتخاب الجديد رغم «مشاغبات» المعترضين

البرلمان اللبناني يقر قانون الانتخاب الجديد رغم «مشاغبات» المعترضين

أقر البرلمان اللبناني أمس قانون الانتخاب الجديد الذي يعتمد النظام النسبي لأول مرة في تاريخ البلاد، كما أقر بشكل ضمني تمديد ولايته حتى مايو (أيار) 2018 ليصبح عمره تسع سنوات، بسبب عمليتَيْ تمديد سابقتين عامي 2013 و2015 بسبب «تعذر إجراء الانتخابات». ورغم أن معظم المتكلمين اعتبروا أن القانون «ليس مثالياً» بسبب مطالب تفاوتت بين فريق وآخر، فإن القانون أُقِرَّ بشبه إجماع بعد تصويت الكتل الكبرى عليه ومن دون أي تعديلات.
جلسة البرلمان المخصصة لإقرار المشروع شهدت مواقف معترضة وأخرى متحفظة، لكن كلمة المدافعين عن القانون كانت أقوى، وقادها رئيس البرلمان نبيه برّي الذي أشاد بـ«التسوية التاريخية» حوله، رغم اعترافه بأنه لا يلبي طموحاته. ودعا بري الجميع إلى «الواقعية». وقال برّي في مداخلته: «كنا سنصل إلى أزمة مصير وهذا القانون هو أفضل الممكن والتسوية التي أوصلت إلى إقراره قد تكون أنقذت ما يمكن إنقاذه»، لافتاً إلى أن «التسوية التي حصلت لا تضر» وأنه «حريص على حقوق الطوائف وليس الطائفية». وإذ أشار إلى أن «هذا التمديد غير مرغوب به»، أمل من الحكومة «فتح دورة استثنائية في أسرع وقت للبت بأمور تشريعية وقضايا ملِحَّة كسلسلة الرتب والرواتب واستعادة ثقة الناس».
هذا، وكان النائب بطرس حرب قد طالب بإعطاء النواب وقتاً لمناقشة القانون، معتبراً أن «المطلوب اليوم من مجلس النواب البصم ورفع الأيدي دون مناقشة ودون إبداء رأي. وهذا ما نرفضه، ولو اقتضى الأمر أن يبقى المجلس مجتمعاً طيلة الثلاثة أيام المتبقية من ولايته». ثم تحدث نائب حزب «البعث» عاصم قانصوه، فانتقد القانون «الطائفي» قبل أن ينسحب من الجلسة بعد نقاش مع برّي حول عدم اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة.
ولقد قال برّي في معرض رده على قانصوه إن «قانون الانتخابات لا يمكن أن يكون إلا توافقيّاً وألا يؤدي إلى خراب البلد». وهنَّأ قانصوه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل على موقفه المشكك في قانون الانتخاب، مشيراً إلى أن «هناك العديد من النقاط التي التقينا عليها».
ثم تحدث النائب سامي الجميل، فطالَبَ بنقاش مشروع قانون الانتخاب مادةً مادّة. وسأل: «كيف يمكن إقرار قانون انتخابي خلال 24 ساعة من دون مناقشة، وكيف تستطيع المعارضة مناقشة المشروع، هل المطلوب أن نكون شهود زور على القانون لأنه صُنع في الغرف المغلفة ولم يتمكّن المجلس النيابي من الاطلاع عليه؟».
أما النائب مروان فارس، فأعلن أن حزبه الحزب السوري القومي الاجتماعي «يتحفّظ عن هذا القانون لأنه لا ينطوي على أي نقلة نوعية متطورة ولا يحقق التمثيل الصحي العادل»، كما لفت إلى غياب وحدة المعايير وضرورة جعل الصوت التفضيلي على الدائرة لا القضاء كما تحفّظ عن عدم تخفيض سن الاقتراع واقتراع المغتربين.
ورد برّي الكلام فقال: «أنا وكتلتي وكثير من الكتل والزملاء، كنا وما زلنا نسعى إلى التوافق وسعينا إلى اعتماد النسبية، إلا أن التسوية السياسية هي التي تحكمت بهذا القانون. وإذا سألتني إذا كنت راضياً، فسأقول بالطبع لا، لكنه كان بالطبع أفضل ما يمكن و(ما كان بالإمكان أفضل مما كان)، لأن البلد على حافة أزمة مصير وأزمة خطيرة، وهذه التسوية قد تكون أنقذت ما يمكن». وأضاف رئيس المجلس: «هذا التمديد غير مرغوب به، ونأمل من الحكومة بأسرع وقت أن تصدر مرسومَ فتح دورة استثنائية للقيام بورشة تشريعية لمعالجة المطالب الملحَّة من سلسلة الرتب والرواتب وغيرها»، مشيراً إلى أنه «رغم الظروف الصعبة التي مررنا بها، صُنف هذا المجلس من أكثر المجالس تشريعياً في المنطقة».
وتحدث بعده الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، الذي كانت حكومته مَن أعدت قانون الانتخاب قبل أن تعدله الحكومة الحالية، متهماً الحكومة الحالية بأنها أخذت «ما تريد من القانون الذي أرسلناه، والذي كان أكثر توازنا وأكثر بعداً عن التطرف، وقد أُلغيت اليوم فكرة النسبية بشكل هذا القانون الذي فرغ النسبية من فحواها».
أما رئيس الحكومة السابق تمام سلام فرأى «أننا أمام نقلة نوعية باتجاه القانون النسبي رغم ملئه بالشوائب، خصوصاً أننا عُدْنا نسمع ببيروت الغربية والشرقية. وتمنى أن تبدأ التحضيرات للانتخابات من لحظة إقرار هذا القانون على أكبر قدر من المسؤولية».
وتحدث النائب سامي الجميل مجدداً، فغمز من قناة وزير الخارجية وصهر رئيس الجمهورية جبران باسيل، معتبراً أن «الهدف من هذا القانون كله هو (قضاء) البترون ومن أجله قررنا منع عدد هائل من المواطنين من التعبير عن آرائهم». ثم تساءل ما إذا كان سبب تمديد ولاية المجلس هو «إعطاء الوقت للحكومة هو من أجل الرشوات الانتخابية؟»، فتدخل رئيس الحكومة سعد الحريري معترضاً على كلام الجميل وانسحب من القاعة، ولم يعد إلا بعد أن شطب بري العبارات من المحضر.
ومن خارج البرلمان، رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في مؤتمر صحافي، أن «قانون الانتخاب الجديد مثالي لأنه صار انطلاقاً من التعددية الموجودة في لبنان والبعض يتباكى دون فهم السبب». وأردف جعجع: «المثالية هي فعل الأفضل حسب الأرضية السياسية الموجودة، والمثالية أننا تمكَّنّا من الوصول إلى قانون بعد جهد 8 سنوات. والوصول إلى القانون بطولة في ظل التعقيدات والبطولة في جمع التناقضات والمصالح المتضاربة لمكونات المجتمع اللبناني كله».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.