الجيش يصد هجوماًللميليشيات شرق تعز

حرر مواقع جديدة... واغتنم مخزناً للذخائر

الجيش يصد هجوماًللميليشيات شرق تعز
TT

الجيش يصد هجوماًللميليشيات شرق تعز

الجيش يصد هجوماًللميليشيات شرق تعز

قالت مصادر عسكرية يمنية في محور تعز العسكري إن قوات الجيش تصدت خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية لمحاولات تسلل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية إلى مواقع الجيش في الجبهة الشرقية، خصوصاً إلى معسكر التشريفات والقصر الجمهوري الذي شهد محيطه مواجهات عنيفة، في إطار محاولات الانقلابيين لاستعادة مواقع خسروها خلال الأيام الماضية.
وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «المواجهات احتدمت بشكل أعنف في الجبهات الغربية والشرقية، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني بعد مواجهات عنيفة من تطهير مباني كان قناصة الميليشيات الانقلابية يتمركزون فيها، في محيط مدرسة محمد علي عثمان شرقاً، مما سهل لها التقدم بشكل أكبر إلى المدرسة من أجل استعادتها وتطهيرها، ومن ثم التوجه إلى منطقة الحوبان، حيث معقل الميليشيات الأول في شرق المدينة، مما يساعد في فك الحصار عن المدينة من الجبهة الشرقية».
وبحسب المصادر ذاتها، فإن قوات الجيش «اغتنمت مخزن ذخائر قرب مدرسة محمد علي عثمان، بعد السيطرة عليها وتطهير مبنيين يطلق عليهما العمارة الحمراء والعمارة البيضاء، بالتزامن مع احتدام المواجهات في محيط اللواء 35 مدرع، وجبل هان الاستراتيجي، وجبهة الكدحة غرب المدينة».
يأتي ذلك في وقت عززت فيه قوات الجيش الوطني في تعز تقدمها في جبهة الكدحة، بمديرية المعافر وموزع غرب المدينة، وكذلك في جبهة الأحكوم بمديرية حيفان الريفية، جنوباً، حيث تمكنت القوات من استعادة مواقع كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية في جبهة الكدحة خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، بما فيها تباب الميهال والقناص وقرية الكدرة، بعد معارك عنيفة بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية رافقها قصف متبادل.
وفي جبهة موزع، تصدت قوات الجيش لهجوم مباغت شنته ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على مواقعها، واستعادت مواقع مطلة على الطريق العام بين موزع وذباب، علاوة على استعادتها مواقع في جبهة الأحكوم بحيفان، على الطريق الرابطة بين عدن وتعز، طبقاً لما أكدته المصادر العسكرية ذاتها.
وحاولت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تعويض خسائرها البشرية والمادية في تعز شن قصف هيستيري بمختلف أنواع الأسلحة على الأحياء السكنية في تعز، خلف قتلى وجرحى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة في أوساط المدنيين. وأفاد شهود عيان بأن «قذيفة هاون أطلقتها عناصر الميلشيات الانقلابية سقطت على أحد منازل المدنيين قرب الجامعة اللبنانية، شرق مدينة تعز، وخلفت ضحايا مدنيين» لم يتضح عددهم.
وتواصل طائرات التحالف المساند للشرعية في اليمن تحليقها المستمر على سماء تعز، وشن غاراتها المركزة والمباشرة على مواقع وتعزيزات وأهداف عسكرية للميليشيات الانقلابية في مدينة تعز والساحل الغربي لليمن ومدينة المخا الساحلية.
وتجددت الاشتباكات، أمس، بين ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية والجيش الوطني في مواقع أشعاب ناصر بجبهة ذي ناعم بمحافظة البيضاء، فيما كثفت الميليشيات الانقلابية قصفها على قرية يفعان الآهلة بالسكان، بالدبابات والرشاشات الثقيلة، بحسب شهود محليين. وأكد الشهود أن عناصر المقاومة الشعبية في منطقة ذمجير بمديرية ذي ناعم استهدفت رتلاً عسكرياً يتبع الميليشيات الانقلابية، وتسببت في إعطابه وأصابت عدداً من المسلحين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.