اجتماع حاسم لمنطقة اليورو بشأن ديون اليونان اليوم

تسيبراس يلوح بإيجابية المقترح الفرنسي للتوصل إلى اتفاق

اجتماع حاسم لمنطقة اليورو بشأن ديون اليونان اليوم
TT

اجتماع حاسم لمنطقة اليورو بشأن ديون اليونان اليوم

اجتماع حاسم لمنطقة اليورو بشأن ديون اليونان اليوم

يجتمع، اليوم الخميس، وزراء مالية منطقة اليورو في لكسمبورغ، للاتفاق حول برنامج الإنقاذ في اليونان، في الوقت الذي تكتم فيه أثينا أنفاسها بانتظار التوصل إلى حل، فيما تشير التوقعات إلى أن الاجتماع سيسفر عن اتفاق، حيث يتوقع رئيس مجموعة وزراء مالية منطقة اليورو التوصل إلى اتفاق على اكتمال المراجعة الثانية، ومناقشة التقدم الذي حققته اليونان في الإصلاحات، وكيفية خفض الدين مع إمكانية انضمام صندوق النقد الدولي، ليشارك ماليا في ثالث حزمة إنقاذ لأثينا.
وصرح رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس أمس، أنه في حالة عدم التوصل إلى اتفاق سيتم إدراج الموضوع في قمة الاتحاد الأوروبي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، موضحا أن أثينا نفذت كل الالتزامات التي طلبت منها وعلى الدائنين الالتزام أيضا بالاتفاق.
وكان وزراء مالية منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي والحكومة اليونانية فشلوا في التوصل إلى حل فيما يخص تخفيف الديون في اليونان مايو (أيار) الماضي، وعدم استكمال مراجعة خطط الإنقاذ في البلاد أو صرف القروض الجديدة اللازمة لسداد الالتزامات المقررة على أثينا في يوليو (تموز) المقبل.
وذكر رئيس الوزراء اليوناني أن مقترحا فرنسيا بشأن آلية تربط تخفيف الديون في الأمد المتوسط بمعدل النمو في البلاد ربما يكون حلا وسطا قد ينهي الخلاف بين المقرضين بشأن ديون أثينا، وقال: «يتمثل الموضوع الأساسي في قبول مقترح بآلية تلقائية تتضمن ربط إجراءات الدين في الأمد المتوسط بالنمو وتضييق الخلافات بين المؤسسات». وأضاف تسيبراس أن الحل الوسط سيتيح تقييمات إيجابية لاستمرارية دين البلاد الذي يبلغ الآن نحو 180 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وكان قد أعلن وزير المالية الفرنسي الجديد، برونو لومير، أن اتفاقا لتخفيف ديون اليونان «ليس بعيدا»، وذلك قبل الاجتماع المقرر اليوم. وقال لومير قبيل لقائه رئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس في أثينا: «أنا متفائل بالوصول لحل جيد. لسنا بعيدين عن الوصول إلى اتفاق». وقال لومير بعد لقائه نظيره اليوناني أفكيليديس تساكالوتوس: «نحن نفعل أقصى ما في وسعنا للتوصل إلى اتفاق».
وأوضح لومير أنه يخطط لاقتراح «آلية مرنة» لخفض الدين اليوناني، استنادا إلى النمو الاقتصادي. وأضاف: «هي آلية ستسمح لنا بمراجعة بعض متغيرات الدين بالاستناد إلى النمو الاقتصادي».
وأدت مسألة تخفيف ديون اليونان إلى انقسام حاد بين دائنيها الدوليين، الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي خلال آخر جولات المباحثات. وأدى هذا المأزق إلى تعليق دفع شريحة من أموال الإنقاذ التي تحتاجها اليونان لسداد ديونها، وتقول أثينا إن خطة إنقاذها الهشة تم إضعافها. وأعلن تسيبراس أنه سيطلب من القادة الأوروبيين حل المسألة في الثاني والعشرين من يونيو (حزيران) موعد عقد قمة الاتحاد الأوروبي إذا لم يتم التوصل إلى حل اليوم الخميس.
ويتوقع الأوروبيون أن ينمو اقتصاد اليونان بقوة، ما يؤدي إلى زيادة كبيرة في فائض عائداتها السنين المقبلة، ما يسمح لها بسداد ديونها. لكن صندوق النقد الدولي يبدو أقل تفاؤلا، مشيرا إلى ضرورة تخفيف مزيد من الديون، قبل منح أثينا مزيدا من الأموال.
وفي الشهر الماضي، قال الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون بعد انتخابه، إنه يدعم «الوصول إلى اتفاق قريب لتخفيف حجم ديون اليونان مع الوقت». يتباين موقف ماكرون مع موقف ألمانيا التي ترى في خطة تخفيف الديون رهانا خاسرا قبل الانتخابات العامة في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وتتمثل النقطة الخلافية في المشاورات بين مجموعة اليورو وصندوق النقد الدولي في السؤال حول إمكانية مشاركة الصندوق في برنامج المساعدات الثالث الحالي لليونان الذي تصل قيمته إلى 86 مليار يورو. ويعتبر الصندوق عبء الديون اليونانية بأنه كبير أكثر من اللازم، ويطالب بتخفيف عبء الديون، غير أن وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله يطالب بعدم الحديث عن هذه الخطوة قبل نهاية برنامج التقشف اليوناني الراهن وذلك في صيف 2018.
ويتعين على اليونان أن تسدد في يوليو المقبل ديونا تفوق الستة مليارات يورو إلى صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي وعدد من المستثمرين في القطاع الخاص.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.