غيّرت قوات النظام السوري اتجاهات تحركاتها في شمال سوريا، حيث تحولت باتجاه ريف الرقة الجنوبي، بعد استكمال سيطرتها على قرى وبلدات ومزارع ريف حلب الشرقي، بهدف ملاقاة قواتها في ريف حماة الشرقي، وذلك في خطة بديلة عن التوغل إلى مناطق سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)، الأمر الذي اعتبره مصدراً معارضاً «عملية سباق مع الميليشيات الكردية إلى عمق البادية».
وأجرت قوات النظام التفافاً باتجاه الجنوب، بعد وصولها إلى نقاط تماس مع «قوات سوريا الديمقراطية» في ريف الرقة الجنوبي والغربي، ما يوحي بأن ثمة «تقسيم أدوار»، حيث حافظت «قسد» على مواقعها من غير تسجيل أي احتكاك، فيما اتجه النظام جنوباً للتوغل في عمق البادية السورية، وملاقاة قواته التي تقاتل في ريف حماة الشرقي.
وساهم تقدم النظام في أثريا، أول من أمس، في منحه القدرة على الالتفاف على تنظيم داعش في جنوب غربي الرقة، وفصل نقاط تواصل التنظيم مع عناصره في عمق البادية، في وقت يواصل الهجمات على جبهة عقيربات بريف السلمية الشرقي، في مسعى لتطويق التنظيم وإبعاده عن مناطق السكنية وخطوط الإمداد الاستراتيجية للنظام.
ورأى مصدر سياسي معارض في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تطورات المرحلة فرضت على النظام توجيه جهوده العسكرية باتجاه تنظيم داعش في البادية»، مشيرة إلى أن ما يحصل في الشمال «هو عملية سباق مع الميليشيات الكردية إلى عمق البادية، بعدما قطع النظام أي أمل بالمشاركة في معارك الرقة»، لافتاً إلى أن هذا السباق «يخفي أيضاً سباقاً أميركياً روسياً باتجاه السيطرة على البادية والوصول إلى دير الزور».
وتسعى قوات النظام منذ سيطرتها على بلدة مسكنة إلى تنفيذ عملية واسعة تهدف من خلالها لاستعادة السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي السورية، من التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم. ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ دخول قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وقوات النخبة في «حزب الله» اللبناني من جهة، في 6 يونيو (حزيران) الماضي، سيطرة قوات النظام على نحو 1200 كلم مربع من مساحة محافظة الرقة، لافتاً إلى أن «داعش» ينفذ عمليات انسحاب متتالية نتيجة القصف المكثف من قوات النظام والطائرات الحربية النظامية والروسية.
وتوغلت هذه القوات داخل محافظة الرقة وامتدت سيطرتها من الحدود الإدارية بين محافظتي حلب والرقة، إلى جنوب طريق أثريا - السلمية، ووصلت إلى مسافة تبعد نحو 7 كلم عن مثلث الحدود الإدارية - حمص - حماة - الرقة. وقال «المرصد» إنه بقيت مسافة نحو 90 كلم تفصل قوات النظام والمسلحين الموالين لها عن تنفيذ أكبر عملية تطويق لتنظيم داعش تبدأ من ريف الرقة الجنوبي وتصل إلى طريق السخنة - تدمر شرقاً، مروراً بريف حماة الشرقي وبادية تدمر الشمالية.
وبذلك، يحاول النظام الاقتراب من الحدود الإدارية مع محافظة دير الزور، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام و«داعش» في محيط مطار دير الزور العسكري وحي الرصافة بمدينة دير الزور، ترافق مع قصف الطائرات الحربية لمناطق في أحياء العمال والرصافة والحميدية والبانوراما وقرى مراط وحطلة والجفرة.
وتزامن ذلك مع قصف الطائرات الحربية مناطق في بادية تدمر ومدينة السخنة بريف حمص الشرقي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في بادية تدمر الشمالية الشرقية، في حين اندلعت اشتباكات بين قوات النظام و«داعش» في محور خط البترول بريف حماة الشرقي، إثر هجوم للتنظيم على المنطقة.
في غضون ذلك، نفذت طائرات التحالف الدولي ضربات استهدفت مناطق سيطرة «داعش» في الرقة، وسط قصف من قبل قوات عملية «غضب الفرات» على مناطق في المدينة، في حين تواصلت الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في أطراف حيي البريد وحي حطين بالقسم الغربي لمدينة الرقة.
وتعمل «قوات سوريا الديمقراطية» من خلال هجومها هذا إلى عزل «داعش» داخل مركز مدينة الرقة، عن الفرقة 17 وشمال المدينة، حيث تقدمت القوات المهاجمة في مبانٍ واقعة في غرب حي البريد من جهة حي الرومانية وسيطرت عليها.
وعلى الأطراف الشرقية للمدينة، واصلت الحملة عملياتها، رغم هجمات معاكسة نفذها عناصر تنظيم داعش وتفجيرات نفذها عناصره، في محاولة من الأخير تشتيت القوات المهاجمة وإيقاع خسائر بشرية في صفوفها، وسط استعدادات من «قوات سوريا الديمقراطية» لبدء هجوم عنيف من الأطراف الشرقية لمدينة الرقة، نحو المدينة القديمة المحاذية للأطراف الغربية من حي الصناعة.
إلى ذلك، قصفت طائرات التحالف الدولي سيارة لتنظيم داعش في بلدة القورية بريف دير الزور؛ ما أدى لمقتل 3 عناصر من التنظيم. يحاول النظام الاقتراب من الحدود الإدارية مع محافظة دير الزور، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قواته و«داعش» في محيط المطار العسكري وحي الرصافة بالمدينة.
ويشهد الريف الشرقي لدير الزور منذ أيام تصعيداً للقصف من قبل الطائرات التابعة للتحالف الدولي. وترافقت عملية تصعيد القصف مع حركة نزوح لمئات العوائل من مدينة الميادين ومدن وبلدات أخرى في الريف، نحو قرى في ريفها، تخوفاً من قصف جديد، خصوصا أن مدينة الميادين استقبلت في الأشهر الفائتة آلاف العوائل النازحة من مناطق سورية خاضعة لسيطرة التنظيم، ومن الأراضي العراقية بينهم عوائل من التنظيم.
النظام يوجّه قواته نحو البادية بعد محاذاة «قسد» بريف الرقة
تواصل الهجمات لعزل مركز المدينة عن الفرقة 17
النظام يوجّه قواته نحو البادية بعد محاذاة «قسد» بريف الرقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة