درعا منكوبة... ومواجهات عنيفة في مخيم اللاجئين

المعارضة تنتقد صمت {الضامنين} على منطقة يشملها «خفض التصعيد»

صورة تداولها ناشطون أمس تظهر تجدد القصف على أحياء مدينة درعا بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية
صورة تداولها ناشطون أمس تظهر تجدد القصف على أحياء مدينة درعا بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية
TT

درعا منكوبة... ومواجهات عنيفة في مخيم اللاجئين

صورة تداولها ناشطون أمس تظهر تجدد القصف على أحياء مدينة درعا بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية
صورة تداولها ناشطون أمس تظهر تجدد القصف على أحياء مدينة درعا بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية

أعلنت فصائل المعارضة السورية أمس مدينة درعا «منطقة منكوبة» جراء الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام وحلفائه بهدف الوصول إلى الحدود السورية - الأردنية بعد أيام من وصولها إلى الحدود مع العراق.
ونبّه عضو المجلس العسكري في الجيش الحرّ أبو أحمد العاصمي، من أن «كل المعطيات تؤشر إلى أن هناك فرصة دولية للنظام للوصول إلى الحدود الأردنية في ظل صمت إقليمي وتوقف الإمداد العسكري للمعارضة، خصوصا بصواريخ (تاو) القادرة على التصدي للقوات المهاجمة».
ولفت العاصمي إلى «وصول ما بين 3 آلاف و4 آلاف مقاتل من خارج الجبهة في الأيام القليلة الماضية، وبالتحديد من العراق ولبنان، لدعم النظام بمعركته التي تتركز بشكل أساسي حاليا في مخيم درعا الذي يبعد نحو 5 كيلومترات عن الحدود، بعدما أيقنت القوات المهاجمة بصعوبة الوصول إلى الحدود عن طريق حي المنشية نظرا لأن الظروف الجغرافية غير مساعدة».
وأكّد العاصمي أن «فصائل المعارضة لن تستسلم لأي اتفاقات دولية لتسليم المعبر للنظام، وهي اشترطت تسليمها المعبر في أي اتفاق أو تسوية». وقال: «تم مؤخرا تشكيل غرفة عمليات جديدة باسم (رص الصفوف) تركز عملياتها حاليا داخل المخيم على أن تفتح جبهات أخرى في الأيام المقبلة. وتضم الغرفة فصائل من (لواء المعتز بالله)، و(فرقة 18 آذار)، و(لواء التوحيد) و(فرقة شباب السنة)، وهناك عمليات استفهام تُطرح لمشاركة خجولة لباقي الفصائل بالمعركة».
ويسعى النظام وحلفاؤه للوصول إلى الحدود الأردنية عن طريق لسان يمتد من دمشق إلى درعا، عبر أوتوستراد دمشق - عمّان الدولي، علما بأن المنفذ مع الأردن بالنسبة له موجود عبر السويداء، لكنّه غير رسمي.
وتتركز أعنف المواجهات حاليا في منطقة مخيم اللاجئين داخل مدينة درعا، وسط عمليات كر وفر وتعزيز كل الأطراف قواتها داخل المدينة، بعدما وسّع الطيران الروسي والسوري على حد سواء رقعة المناطق المستهدفة لتطال منطقة اللجاة وبلدة الغارية الغربية إلى جانب القصف العنيف والمتواصل على أحياء درعا. واللافت أن درعا إحدى المناطق التي يشملها اتفاق مناطق «خفض التوتر» الذي تم التوصل إليه في آستانة؛ «إلا أن أيا من الفرقاء الذين يفترض أن يكونوا ضامنين لوقف إطلاق النار لم يتحركوا لوضع حد للحملة العسكرية الكبيرة التي تتعرض لها المدينة. لا بل وبعملية التفافية على ما يحصل، تم تأجيل الاجتماع الأخير الذي كان من المفترض عقده في آستانة في 12 من الشهر الحالي إلى أجل غير مسمّى»، وفق ما جاء على لسان العاصمي. وأعلنت موسكو أمس ترجيح عقده بداية يوليو (تموز) المقبل.
في السياق، أفاد ناشطون بأن طائرات النظام ألقت على أحياء درعا 56 برميلاً متفجراً خلال 24 ساعة، إضافة لاستخدامها النابالم الحارق والمحرم دولياً، ما تسبب بوقوع عشرات القتلى والجرحى، وهو ما دفع بمجلس محافظة درعا لإعلان المدينة «منطقة منكوبة».
وقال مجلس محافظة درعا الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة جنوب سوريا، في بيان إن «كافة أحياء مدينة درعا البلد والبلدات المحيطة بها من النعيمة واليادودة، مناطق منكوبة، نظرا لما تتعرض له هذه المناطق من عمليات قصف ممنهج من قبل قوات النظام وحلفائها». وأضاف البيان أن «القصف أدى إلى تدمير البنى التحتية في درعا البلد وأحيائها، حيث تعرضت المستشفيات الميدانية لدمار واسع وخرجت معظمها من الخدمة، وهذا ما يخالف كل الشرائع السماوية والقانون الدولي». وناشد المجلس في بيانه «كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم وكافة الدول التي بقي لديها حس إنساني أخلاقي، أن تقوم بمساعدة الأهالي وإغاثتهم».
وأطلق ناشطون من درعا حملة «تحرك لأجل درعا»، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نبهوا فيها من «مخاطر تتهدد 70 ألف مدني صامد في أحياء المحافظة ومدنها وقراها نتيجة الحملة العسكرية الهمجية التي تشنها قوات الأسد مدعومة بميليشيات (حزب الله) اللبناني، و(حركة النجباء) العراقية، و(لواء الفاطميون) الأفغاني، بالإضافة لميليشيات إيرانية وأفغانية أخرى، والتي تُستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة؛ بينها النابالم الحارق المحرم دولياً».
يذكر أنه مؤخراً استكملت فصائل المعارضة السيطرة على 95 في المائة من حي المنشية الاستراتيجي بدرعا، بعد 3 أشهر من المعارك العنيفة، التي قتل على أثرها أكثر من 250 عنصرا وضابطا من قوات النظام، بحسب غرفة عمليات «البنيان المرصوص»، (تابعة للجيش السوري الحر). وأصبحت الفصائل على مشارف حي سجنة في الجهة الغربية من مدينة درعا. ولا تسيطر قوات النظام السوري إلا على 55 في المائة من مدينة درعا، بما في ذلك وسط المدينة، في حين تسيطر المعارضة المسلحة على المساحة الباقية، إضافة إلى مدخلي المدينة الشرقي والغربي. والأسبوع الماضي، دفع النظام بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة درعا، تضمنت أسلحة متطورة، بمشاركة ميليشيات مسلحة تابعة لإيران، لاسترجاع ما خسرته في المدينة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ولمحاولة السيطرة على معبر درعا الحدودي مع الأردن.



الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)

قال الجيش الأميركي اليوم الثلاثاء إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية عبر خليج عدن أحبطتا هجوما شنته جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في منشور على منصة إكس إن الحوثيين أطلقوا عدة طائرات مسيرة وصاروخ كروز أثناء عبور السفن للخليج أمس الاثنين واليوم الثلاثاء. وأضافت "لم تسفر الهجمات الطائشة عن إصابات أو أضرار لأي سفن أو مدنيين أو البحرية الأميركية".

وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي قال في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن الجماعة استهدفت ثلاث سفن إمداد أميركية ومدمرتين أميركيتين مرافقتين لها في خليج عدن.